المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
منبر الكومبس: تشهد أسرة تحرير شبكة “الكومبس”، قبل كل عدد من إصدار الجريدة الورقية نوعا خاصا من أجواء العمل، يعيدنا إلى بيئة العمل الصحفي الطبيعية والحقيقية، هذه الأجواء وعلى الرغم من ارتفاع وتيرتها وربما صعوبتها أحيانا، تجعلنا عندما نتناول الجريدة فور وصولها من المطبعة، نشعر بالراحة والفخر، بأننا أنجزنا شيئا ملموسا، نحس به ونستمتع بالتواصل معه ليس فقط بصريا ولكن عن طريق اللمس باليد، وما يزيد من هذا الشعور أننا نعلم أن هذا الجهد سينتشر بين أيادي الآلاف من المتابعين.
الصحافة الالكترونية ومع أن متاعبها ليست أقل من الصحافة المطبوعة، إلا أنها لا تتيح لنا مثل هذه الفرصة، وبالتالي قد لا تتيح لعدد كبير من المتابعين متعة تقليب صفحات الجريدة وقراءة موادها في أماكن مختلفة، ليس بالضرورة أن تتوفر فيها الأجهزة الالكترونية.
العديد من الكتاب والمهتمين، سارعوا منذ فترة بإعداد بيان نعي للصحافة الورقية، بعد أن اتسعت سطوة الرقميات وتزايد توفر وسائل الاتصالات الالكترونية. لكن في الحقيقة لا يزال بريق المطبوعات قائما، هذا ما تشير إليه الإحصاءات والدراسات الإعلامية.
في نهاية الشهر الأول من العام الحالي، تلقت شبكة “الكومبس” دعوة رسمية من الراديو السويدي، للمشاركة بمداخلة إعلامية، إلى جانب عدة مداخلات أخرى، أمام حوالي 100 من مدراء الراديو، تمت دعوتهم من مختلف المدن والمحافظات السويدية.
الأسئلة والنقاشات التي تلت المداخلة، ركزت على قرار شبكة “الكومبس” إصدار جريدة ورقية باللغة العربية، في وقت قد يعتبر هذا القرار مغامرة، أمام انتشار الصحافة الالكترونية.
الإجابة على هذه الأسئلة اعتمدت على حقائق عديدة لم يكن يعرفها أغلب المجتمعين بالندوة تتعلق بالجاليات العربية والناطقة بالعربية وحجمها في السويد، إضافة إلى أن “الكومبس” وعلى لسان رئيس تحريرها، أوضح أن احترام عقل وذوق ومشاعر المتلقي هو أحد أسرار نجاح انتشار جريدة “الكومبس” الورقية، فالأمر لا يتعلق بتعبئة صفحات وكتابة حشوات وشبه مقالات فقط من أجل الكتابة.
عملية اختيار الموضوع أو المادة إجمالا التي تناسب المطبوعة الورقية، يخضع لمعايير تختلف عن الاختيار للراديو أو للموقع الالكتروني، الأخذ بعين الاعتبار حاجات ما يريد أن يقرأه ويطلع عليه الناطق بالعربي في السويد، ليس بالضرورة أن يطابق ما يريد أن يتابعه غيره في المجتمع السويدي، إضافة طبعا إلى عوامل أخرى، تمت مناقشتها بالندوة.
الندوة تضمنت مداخلات ومساهمات عديدة، منها مساهمة بينت بالأرقام أن حجم المطبوعات الإعلامية في السويد، مع أنه تراجع في الآونة الأخيرة إلا أنه لا يزال يطغى على حجم الإعلام الرقمي، الطلب على المعلومة والخبر المحلي من بين الأسباب التي تشجع على الاحتفاظ بالجريدة المطبوعة، وهذا ما يؤكد عدم صواب تحضير بيان نعي لورق الصحف وللصحافة الورقية.
رئيس التحرير
د. محمود الآغا