المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
منبر الكومبس – بقلم د. العيد بوعكاز*
أصبحت اليوم هناك حاجة ماسة في أوروبا عامة والسويد خاصة إلى تصحيح مفاهيم المجتمع حول الإسلام وابراز دور ومسؤولية المسلمين في تصحيح هذه المفاهيم إلى جانب حقهم في المواطنة الحقيقية في مجتمع يرتكز على حرية الأديان و الخيار الديمقراطي. ويبقي السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل هي مسؤولية العالم الغربي أن يحسن فهمه للإسلام؟ ام أنها مسؤولية المسلمين في ان يحسنوا شرح الاسلام؟
لقد أصبح الخوف ورفض المجتمعات للإسلام والمسلمين وانتشار ما يسمى “بالاسلاموفوبيا” في كل العالم ليس بالشيء الجديد، واستطاعت أحزاب نازية قديمة إعادة انتاج نفسها من جديد مستخدمة فزاعة تخويف الأوروبيين من خطر قادم ومستفحل يحمله الإسلام والمسلمين في أوروبا. وللأسف نجح بعض هذه الأحزاب وحتى في السويد باللعب على هذا الوتر، خاصة بين أفواج العاطلين عن العمل.
واجب عملية تصحيح المفاهيم المرتبطة بهذه الخوف المزعوم تبدو ذات اتجاهين.
أولا يجب علينا تغيير الطريقة التي نتحدث بها عن الإسلام، وطريقة بناء العلاقات بين المسلمين وبقية المجتمع السويدي.
ثانيا يجب على المسلمين ألا يبقوا “مسلمين” فقط بل يجب ان يكونوا أعضاء فاعلين ومواطنين في المجتمع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
العمل نحو الإعتراف بان الإسلام دين أوروبي
ولذلك من الضروري التأكيد على دور التعليم في الفهم الأفضل للإسلام والاعتراف بأن الإسلام هو ديانة أوروبية، لأن لدينا الملايين من المواطنين المسلمين من أصول سويدية، فرنسية وبريطانية وألمانية في أوروبا والعالم. ولكن على المسلمين كمواطنين أن يكونوا أكثر تحديدا ووضوحا في شرح الدين الإسلامي و في كيفية التعامل مع المشاكل اليومية التي يواجهونها في السويد، حتى لا ينظر إلى تواجدهم على أنها مشكلة أو عبء بل كتواجد إيجابي في المجتمع خاصة أن الدين الإسلامي يطلب من المسلم أن يكون كالغيث أينما حل أو وقع قد نفع.
واجب عملية تصحيح المفاهيم المرتبطة بالخوف المزعوم من الإسلام تبدو ذات اتجاهين.
يجب تجنب عقلية الشعور الدائم بان المسلمين ضحايا وكل شيء مؤامرة مدبرة لهم. وان نتقبل النقد ونتجنب الإحساس بالهزيمة هذا الشعور الذي يتغذى من “الاسلاموفوبيا” أو كراهية الإسلام والمسلمين في الغرب. كما يجب على المسلمين تجنب موقف “نحن لا نريد أي انتقاد مباشر ضدنا، لذلك من الأفضل أن نعزل أنفسنا عن المجتمع”. عزلة المسلمين الإرادية عن المجتمع يكون لها تأثير عكسي. فكلما عزل المسلمون انفسهم أصبحوا أكثر بروزا ووضوحا ولكن بصورة سلبية بسبب عزلتهم. للمسلمين دور يقع على عاتقهم في انتشار قيم الاسلام وفضائله و في التصدي لمعادات الاسلام في نفس الوقت في عالمنا اليوم.
يجب الحديث عن المشاركة والمساهمة الفعلية بشكل إيجابي في شتى مجالات الحياة في السويد ولا نحصر انفسنا في جب الاندماج فالاندماج اصبح مصطلحا مستهلكا حتى في الاوساط العلمية. السؤال المطروح في ماذا سيندمج ابناء وبنات المسلمين الذين ولدوا ونشأوا في السويد و أوروبا؟ ويجب أن نروج لتغيير فكرة السؤال الذي طالما يطرح علينا في هذه البلاد “من أين أنتم؟” إلى أين نحن ذاهبون معا مع اصحاب هذا البلد؟ – المسلمون ليسوا مرادفا للمهاجرين او مغتربين. معظمنا مواطنين سويديين، فالكثير من المسلمين ولدو و نشؤوا في السويد و وأوروبا . وكذلك يجب العمل على أن ينتقل المجتمع الذي نعيش فيه من مصطلح التسامح إلى فكر مصطلح الاعتراف بالآخر.
ضرورة فهم المسلمين لدينهم بعيدا عن المأثرات العاطفية
يجب الانطلاق في هذا السياق من قبول النقد والاعتراف باننا فشلنا كمسلمين في فهم النص القرآني والحديث في ضوء متطلبات العصر وتحدياته و السياق الاجتماعي الذي نعيش فيه. يجب أن لا يكون تجديد فهم نصوص القرآن والحديث لإرضاء شخص أو جهة معينة ولكن لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول الملائمة في المجتمع السويدي المعاصر. فهم الفرق بين الثابت والمتغير من الضروري في مثل هذه المجتمعات وخاصة لشبابنا الذي يريد أن يعرف دينه وبنفس الوقت يستطيع مجاراة التطور والحداثة ومراعاة المجتمع الذي نعيش به، وغالبا ما تنحصر التربية الدينية المتوارثة بين ثنائية ما هو حلال أو حرام. فالشريعة الاسلامية ليست فقط مجرد قوانين تنظم حياة الفرد بل يجب ان تترجم الى انها الطريق الى العدل وعلى أنها تحمل معاني أخلاقية بعيدة المدى.
التحدي الكبير أمام الكثير من المسلمين في كثير من الأحيان يتمثل في محاولة فهم النص القرآني والحديث النبوي حسب الزمان والمكان الذي يعيشون فيه مع التحدي المتمثل في عدم إحداث تغيير في النص الأصلي. استنادا إلى تجديد فهم النص القرآني يتطلب على كل مسلم أن يسأل: ما هي مساهمتي كعضو في هذا المجتمع؟ وكيف اتعامل كمسلم مع مختلف القضايا التي اختلف في تفسيرها العلماء؟ لا ينبغي ان يكون تجديد فهمنا لنصوص القرآن والحديث إرضاء لأي شخص او جهة معينة، ولكن لمواجهة التحديات المختلفة وإيجاد الحلول التي هي أساس مشاركة المسلمين في المجتمع السويدي او غيره من المجتمعات.
غالبا ما تنحصر التربية الدينية المتوارثة بين ثنائية ما هو حلال أو حرام. فالشريعة الاسلامية ليست فقط مجرد قوانين تنظم حياة الفرد بل يجب ان تترجم الى أنها الطريق الى العدل وعلى أنها تحمل معاني أخلاقية بعيدة المدى.
على سبيل المثال أن الزواج بأربع زوجات هو “حلال” حسب النص القرآني ولكن استخدام هذا الحلال يتبع المتغيرات في الدين الاسلامي بمعنى انه يعتمد على الظرف الزمني والمكان وامكانيات الشخص والاتفاق المطلق بين جميع الأطراف المعنية وكما يجب دائما الرجوع إلى أسباب نزول الآية والحوادث التي قال فيها الرسول احاديثه. بينما نجد ان “الصلاة” مثلا من الأشياء الثابتة التي لا جدال فيها بغض النظر عن مكان وجود وحالة الشخص الصحية لا تسقط على المسلم الصلاة رغم الجمع و القصر والحيض عند النساء. إن فهم الفرق بين الثوابت والمتغيرات شيء ضروري وهام لكل مسلم فالمتغيرات هي الأشياء التي يوجد فيها أكثر من تفسير، و2-الثوابت هي الأشياء الثابتة التي لا يجوز الاختلاف فيها، مثل أركان الاسلام الخمسة وقواعد الإيمان.
الصحافة الغربية للأسف، استطاعت ان تخترق صفوف المسلمين لان المسلمين بطبيعتهم يحبون الاسلام و يظنون انهم من خلال الإجابة والنقاشات حول بعض الأسئلة “الملغومة” قد خدموا الاسلام. وأسئلة الصحافة و التلفزيون عادة ما تكون حول المتغيرات التي يوجد فيها أكثر من رأي وليست حول الثوابت.
نظرة الغرب للمرأة في الاسلام
حقوق المرأة في الاسلام من بين الأمور التي تناقش دائما في المجتمعات الغربية. فانا أقول دائما في كل محاضراتي ان الإسلام أعطى للمرأة حقوقها كاملة وكرمها اكثر من الرجل .المشكلة تكمن في فهم الرجل المسلم والمرأة المسلمة لهذه الحقوق و مدى وعيهما في تطبيقها. خاصة وعي المرأة بأن لها حقوق وطريقة حصولها على هذه الحقوق، وغالبا ما ينحصر النقاش حول موضوع المرأة المسلمة في نقطتين. 1- هل يمكن للمرأة في الإسلام ان تجد الحرية الكاملة بما أن الإسلام أساسا دين عدل ومساوات وأعطى للمرأة مكانة خاصة؟ 2- كما يعتبر الكثيرون أن التعامل مع المرأة في حياة المسلمين يسوده القمع و الاستبداد – فكيف يمكن للمسلمين تفسير ذلك؟
هنا اريد التأكيد على ضرورة ادراج المرأة المسلمة في الحوار الثقافي الاسلامي في السويد وغيرها من الدول الأوربية في كل المنتديات والمؤتمرات والمجالس
يمكن تأكيد صحة طرح النقطتين المذكورتين أعلاه، مع ملاحظة أنه عند دراسة القرآن والحديث نجد أن هناك رسالة من المساواة والحرية في النصوص. ولكن عندما ننظر إلى ما يفعله المسلمون على أرض الواقع نجد أشياء ومعاملة للمرأة يندى لها الجبين. يجب أن نعترف أن المجتمعات المسلمة تعاني من كثير من التمييز بين الجنسين فمثلا لا يتم إشراك المرأة في مختلف المجالات بنفس الطريقة التي يتمتع بها الرجل، والثانية، هي البعض يستخدم تفسيرات غريبة عن الإسلام. في رأيي الإسلام كدين ليس له مشكلة مع المرأة، ولكن بعض المسلمين لديهم مشكلة وعقدة من النساء في فهم وتطبيق الاسلام.
مناقشة موضوع المرأة غالبا ما يكون غائب بين المسلمين .لا ينبغي أن يقتصر فهم دور المرأة كزوجة صالحة ويقتصر فقط في “إن رآها اسرته ان غاب عنها حفظته”. المرأة ليست كائن جميل فقط ولكن يجب احترامها وقبول مشاركتها في المجتمع. والمرأة تحتاج إلى أن تكون أكثر انخراطا في مناقشة القضايا التي تهمها و المساهمة في الدخول إلى مختلف الأوساط والمؤسسات الدينية إذا أراد المسلمين التوصل إلى تجديد فهم قضايا المرأة في هذا العصر. المرأة والرجل متساويان أمام الله ويكملان كل منهما الآخر في المجتمع. وهذا هو بالضبط موقف الإسلام من مكانة المرأة .المساواة بين الجنسين. هنا اريد التأكيد على ضرورة ادراج المرأة المسلمة في الحوار الثقافي الاسلامي في السويد وغيرها من الدول الأوربية في كل المنتديات والمؤتمرات والمجالس.
حول تمثيل المسلمين في بلاد السويد
للأسف قد يقتصر اهتمام الأوساط الدينية في السويد من جمعيات ومراكز بأمور العقيدة والتوحيد أكثر ما تهتم بالقضايا الاجتماعية اليومية. هذا يحدث في كثير من الأحيان نظرا لأن العمل الاسلامي أصبح ملكا لبعض الاشخاص الذين تحصلوا على موارد مالية لخدمة الاسلام يرفضون السماح لأشخاص آخرين مثل النساء والمثقفين المسلمين والشباب وغيرهم ممن يمكن أن يساهموا في تنمية وتطوير حياة المسلمين في المجتمع السويدي.
بفعل وجود هؤلاء الذين يزعمون تمثيل الإسلام في أوروبا يمكن القول إن الثقافة العربية الاسلامية استنقعت، مع أنها هي أساس الحضارة الاوروبية الحديثة، واستبدلت بحوار حول التطرف الديني والجمود الفكري في عصرنا.
وقد اكتسبت هذه السلطات الدينية قوة ذكورية غير ديمقراطية من خلال انشاء مؤسسات “وقف” يصعب حلها وتتوارثها ابنائهم. وتعيش هذه المؤسسات الدينية في معزل عن المجتمع السويدي و عن افراد الجالية المسلمين الذين يزعمون أنهم يمثلونهم. ان امتلاك الجيل الاول للوسائل شيء جيد لكن يجب أن توظف هذه الوسائل في اعطاء الفرصة للشباب المرأة و المثقفين المسلمين و أصحاب الاختصاص منهم للعمل سويا. فالعنصرية في الاوساط الاسلامية والتنافس وسياسة الاقصاء وتهميش بعضنا لبعض هو من بعض الاسباب التي افشلتنا في الحوار و الاتصال مع الآخر في هذه البلاد وسنضل كذلك ان لم نتدارك الأمر وتصبح كثرتنا وكثرة مؤتمراتنا ومؤسسات المسلمين كغثاء السيل.
وبفعل وجود هؤلاء يمكن القول إن الثقافة العربية الاسلامية استنقعت، مع أنها هي أساس الحضارة الاوروبية الحديثة، واستبدلت بحوار حول التطرف الديني والجمود الفكري في عصرنا.
قد يقتصر اهتمام الأوساط الدينية في السويد من جمعيات ومراكز بأمور العقيدة والتوحيد أكثر ما تهتم بالقضايا الاجتماعية اليومية
كيف يتم تطوير العمل الاسلامي
لا ينبغي أن ينظر إلى المسلمين فقط كأفراد يحملون دين اسمه الإسلام ولكن يجب أن يكون حضورنا في كل مكان. ولا نكتفي بأن الإسلام هو دين ينبذ العنف والتمييز ودين عادل وسلمي. الإسلام هو أيضا فن العمارة الطب والهندسة، والكتب، والشعر، والفنون، الرياضة والمسرح على سبيل المثال. علينا كمسلمين أن نساهم بأكثر من مجال في المجتمع الذي نعيش فيه.
المسلمون في السويد هم في وضع أفضل بكثير من المسلمين في أوروبا ويمكن أن يصبحوا جزء من المجتمع السويدي. وهذا يتم من خلال الانخراط في القضايا الاجتماعية وقضايا البيئية، والنقاش حول البطالة، وقضايا الإسكان، وقضايا التمييز العنصري ليس فقط ضد المسلمين ولكن بصفة عامة، إضافة إلى قضايا مكافحة الجريمة والمخدرات وتحسين المدارس وتربية الأطفال. حينما يرى العام والخاص في السويد وأوروبا بشكل عام ان الجمعيات و المراكز الاسلامية تعمل في اطار مصلحة البلد ويشاهدوا ان اهتمام المسلمين بقضايا المجتمع عامة سيزداد قبول الأخر لنا كمواطنين نحتفظ بديننا الدين الذي يدل علي الخير والعمل من اجل صالح الجميع
البحث عن الهوية الخاصة وتمكين طرق الحوار ووسائله
إن حياة المسلمين في المجتمعات الغربية قد تتميز في بعض المواقف بما يمكن أن يطلق عليه “الغياب المزدوج ” الذي له آثار على الحياة الاجتماعية والتاريخية والثقافية وعلى هوية الشخص.
غياب فيما يتعلق بالمشاركة سواءا في المجتمع الجديد والمجتمع الذي تركه المهاجر وراءه.. الكثير من الشباب المسلمين يعانون من صراعات في الهوية. وهذا يتطلب منا أن نعترف باننا كمسلمين ورغم تكدس مواردنا حتى الآن لم نستطيع تطوير الوسائل والطرق التعليمية اللازمة لتحقيق الثقة والانتماء وتأمين وراحة الشباب في اسلامهم في السويد وأوروبا بل حتى بلادنا الاسلامية.
من المهم أن نتدارك الامر. ولذلك، يجب أن نتحدث اليوم عن كيفية العمل الثقافي لتعزيز الوعي بالقيم الثقافية العربية الاسلامية والتاريخية والحالية لان معنى الثقافة متغير. فمن خلال معرفة الانسان لجذور ثقافته الاسلامية العربية يسهل عليه استيعاب الجديد من الثقافات الأخرى من ثم يكتشف أن هناك في الواقع مجموعة من القيم المشتركة التاريخية والثقافية بين المسلمين وغيرهم من الشعوب والأمم. فنحن نعيش في فترة تاريخية نتعرف على أنفسنا من خلال النظر في عيون الطرف الآخر.
لهذا فالمسجد لا يكفي كمؤسسة اليوم في هذه البلاد لحل كل مشاكل المسلمين والإمام لايستطيع الاجابة على كل الاسئلة التي تطرح عليه. يجب انشاء مراكز ثقافية ومراكز بحوث إسلامية وخاصة في علوم التربية والاجتماع و علوم النفس مكملة لدور المسجد وإقامة اتصالات مع الدول العربية الاسلامية لتطوير الأنشطة الرامية إلى تعزيز التفاهم المتبادل والحوار والتعاون
اكتسبت هذه السلطات الدينية قوة ذكورية غير ديمقراطية من خلال انشاء مؤسسات “وقف” يصعب حلها وتتوارثها ابنائهم. وتعيش هذه المؤسسات الدينية في معزل عن المجتمع السويدي و عن افراد الجالية المسلمين
إن مجتمع يؤمن بالعولمة يتطلب منا أن لا نتعصب لوجهات نظرنا وتفكيرنا علينا أن نفهم و نتفهم أن للآخرين تجارب أخرى وخلفيات تاريخية وثقافية مختلفة وقيم يمكن أن تكون أفضل أحيانا و أسوأ أحيانا أخرى مما عندنا. هذا ما ينبغي أن يكون في مجتمع يضع “المعرفة والعلوم” كمحرك رئيسي. فاختلاف الثقافات ووجهات النظر يعتبر ثروة وليس فقرا. والذي لا يؤمن باختلاف الثقافات يعيش أعور في ثقافته ويحول موارده الى صراعات اجتماعية وثقافية.
إذاً: هل هي مسؤولية العالم الغربي أن يحسن ويطور فهمه للإسلام؟ أم إنها مسؤولية المسلمين في أن يقدموا ويشروحوا دينهم بالشكل الصحيح؟
*استاذ العلوم التربوية في جامعة مالمو