المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – منبر: ليست فقط صور القتلى والجرحى المدنيين المروعة التي تصلنا عبر وسائل الإعلام، من مناطق وأحياء حلب، هي التي تثير الغضب بل والهلع مما وصلت إليه الحرب في وسوريا من مراحل تخطت كل ما هو انساني وعقلاني، المثير للغضب أكثر وللهلع الأكبر، هو حالة الصمت هذه التي تلتزم بها أغلب وسائل الإعلام السويدية والغربية إجمالاً، وكأن القتل والدمار في سوريا وفي حلب خاصة أصبح فعل عادي وروتيني، لا يستحق المتابعة.
ما نشعر به نحن العاملون في الكومبس، أننا لا نستطيع إضافة أي جديد على التقارير والأخبار والصور المنشورة على وسائل الإعلام العربية، والتي أغلبها للأسف يتبارى في المتاجرة بدماء الشعب السوري، ليستخدم هذا العبث والدمار لأجندات الممولين لهذه الوسائل الإعلامية ، والذين هم أو جزء منهم ممولون أيضاً لوسائل الحرب القتالية.
لذلك نحن نعتقد أن مشاركتنا الإعلامية في تغطية ما يقع على حلب وغيرها من المناطق السورية، يمكن أن تتناول جانب أخر، يتعلق بآثار هذه الحرب على الجالية السورية وأفرادها، في السويد وأوروبا، ونقل جزء من معاناة على معاناة يتعرض لها المغتربون، عندما نسمع ولا نستطيع فعل شيء، نسمع ونشاهد عن بعد صور لا يمكن لعقل بشري أن يتخيلها، يتخللها أشلاء جثث بشرية اختلطت بركام المباني.
ما قام به عدد كبير من النشطاء على الفيسبوك ووسائط التواصل الاجتماعي، من تعليق اللون الأحمر على حسابتهم والمشاركة بكتابات وتعليقات مثل: حلب تحترق، حلب تنزف، أنقذوا حلب…هو تعبير واضح عن حالة الغضب التي يمرون بها، ولكن مع شيء يشبه الاعتراف بالعجز أيضاً.
ما نستطيع كلنا أن نقوم به الآن هو أن نجعل من مسألة وقف الحرب والمعارك في سوريا قضية أولى وأساسية، حلب تحترق وتدمر ليس من الآن هي وأخواتها من المدن البلدات السورية، لكن تزايد وتيرة القتل والدمار في هذه الفترة يمكن أن يزيد من وتيرة عدم فقدان الثقة بإمكانية وقف الحرب. والعمل على أن يأتي اليوم الذي نرى فيه سوريا تنعم بالأمن الأمان وبالديمقراطية في ظل وحدة ترابها الوطني.
ندعوكم للمشاركة بتعليق أو كلمة إيجابية في هذا الاتجاه، ندعوكم لقول ما تفكرون به بكل شجاعة وصدق، ولكن بطريقة حضارية بعيدة عن الشتائم والتشهير والتهديد وبث الكراهية. ندعوكم للتحدث عن حلب علناً وجهراً ولكي يصل صوتكم ابتعدوا عن الوقوع في حرب افتراضية أخرى هنا في السويد فيما بيننا، لكي نعطي الأمل للجميع بأننا قادرون على الحوار والنقاش، وإدانة المجرمين الظاهرين منهم والمخفيين.
أرسلوا لنا مساهماتكم وسننشرها عن مشاعركم اتجاه أقارب لكم وأصدقاء في حلب أو أي منطقة أخرى تتعرض لدمار الحروب، ارسلو لنا ما تشعرون به في هذا الأوقات اتجاه اخوتكم بالمواطنة، أو اتجاه اخوتكم في الإنسانية.
د. محمود صالح آغا