من منا لم يسمع باسم “جائزة نوبل”؟

: 10/3/13, 1:21 PM
Updated: 10/3/13, 1:21 PM
من منا لم يسمع باسم “جائزة نوبل”؟

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: نشر موقع ” صوت العقل ” مقالا للزميل نادر عازر حول جائزة نوبل إليكم ماجاء فيه:

الجائزة التي تفوق شهرتها كل الجوائز العالمية الأخرى. رغم أنها تثير الجدل أحياناً، لكن يبقى اسمها ساحراً ومهيباً. نتناول في هذا العدد من شخصية الأسبوع مؤسس هذه الجائزة. وهو أحد أكثر الشخصيات السويدية المعروفة في العالم.

الكومبس – مقالات الرأي: نشر موقع ” صوت العقل ” مقالا للزميل نادر عازر حول جائزة نوبل إليكم ماجاء فيه:

الجائزة التي تفوق شهرتها كل الجوائز العالمية الأخرى. رغم أنها تثير الجدل أحياناً، لكن يبقى اسمها ساحراً ومهيباً. نتناول في هذا العدد من شخصية الأسبوع مؤسس هذه الجائزة. وهو أحد أكثر الشخصيات السويدية المعروفة في العالم.

وصفه جميع من كان حوله، بالغامض، والخجول، والمتناقض. حيث صنع مادة خطيرة، غيرت من مجرى الحروب، لكنه سعى للسلام بنفس الوقت. رغم ثروته وشهرته، مات وحيداً مع القليل من خدمه إلى جانبه.

ولد ألفرد نوبل عام 1833 في أحد المنازل الفقيرة، بالعاصمة السويدية ستوكهولم. وكان الولد الرابع من أصل ثمانية لإيمانويل وكارولين نوبل. احترق منزلهم بالكامل عندما كان عمره بضعة أشهر فقط. ورغم مرضه أغلب الأوقات في طفولته، لكنه كان شديد الحيوية والفضول عن العالم من حوله.

تعود أصول نوبل من منطقة “سكونه” في جنوب السويد، حيث كان لقب عائلته “أولوفسون”، لكن جدّ جده قام بتبديل اللقب إلى “نوبل”. ولو لم يتم هذا التبديل لكان اسم الجائزة الآن “جائزة أولوفسون”!.

تأثره بوالده وبداياته

كان والده “إيمانويل” مهندساً محترفاً، وكيميائياً، وميالاً إلى الابتكار. لكنه وجد صعوبة في تأسيس عمل مربح في السويد، وأصبح مديناً بالمال. فانتقل إلى سان بطرسبرغ (روسيا)، للعمل في الهندسة، وأسس شركته الخاصة، لصناعة المتفجرات، لتتبعه العائلة عام 1842.

فأرسل إيمانويل ابنه ألفرد إلى معلم خاص في روسيا، ليتمكن بسرعة كبيرة من اللغة الروسية والكيمياء.

وعندما أصبح ألفرد 17 عاماً، أتقن خمس لغات وهي: الروسية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية إلى جانب لغته الأم السويدية. لكن لم يعجب الأب أن ابنه كان مفتوناً بالأدب الانكليزي، لأنه أراد له أن يدرس الفيزياء والكيمياء.

المادة التي غيرت حياته

بعمر الثماني عشر، ترك ألفرد روسيا، وسافر إلى فرنسا لمتابعة دراساته العلمية لمدة عام، فتعرف هناك على المادة السائلة “النيتروجليسيرين”، ثم اختص في الولايات المتحدة الأمريكية، ليعود مجدداً إلى روسيا ومنها إلى السويد.

حيث اكتشفت مادة “النيتروجليسيرين” من قبل الإيطالي “أسكانيو سوبريرو” عام 1847. وأثارت هذه المادة المتفجرة اهتمام نوبل، وشعر بإمكانياتها. لكن المنتج كان خطيراً جداً، وتسبب بإنفجارات عديدة في سفن للنقل، وبعض المصانع، والأحياء، وقتل المئات بسببها، من بينهم أخ ألفرد نفسه.

فعندما كان ألفرد في الـتاسعة والعشرين، حدث انفجار ضخم في أحد أقسام معمل العائلة، وسمع دوي الإنفجار في جميع أنحاء ستوكهولم، وقتل خمسة أشخاص من بينهم أخيه الأصغر “إميل”. وأصيب ألفرد بشظية في رأسه. وعلى إثرها بدأت العديد من الدول بتحريم استخدام “النيتروجليسيرين”.

وقام سكّان ستوكهولم بعد هذا الحادث بمنع ألفرد من العمل بهذه المادة الخطيرة، داخل المدينة، وبسبب تأثره الشديد بالحدث، بدأ بالعمل على صنع متفجرات أكثر أماناً، في سفينة بإحدى البحيرات السويدية. حيث خلط “النيتروجليسيرين” بمواد ماصّة، ليحصل على منتج أكثر ثباتاً، وأماناً، سمّاه بـ “الديناميت”. ليمنحه الديناميت براءة اختراع سويدية في العام 1867.

أغنى متشرد أوروبي

أصبح نوبل كثير السفر، حتى اعتبره السويديين أجنبياً، ولقبه المؤلف الشهير “فيكتور هوجو” بـ”أغنى متشرد أوروبي”. حيث كان يعرض الديناميت على التجار في العديد من البلدان، ويشرح فوائده وفعاليته في حفر المناجم والأنفاق والزراعة. وبدأ بالحصول على براءات الإختراع في الكثير من الدول، لتزداد ثروته.

اهتم كثيراً بالأدب، وقرأ العديد من الكتب، وحاول كتابة الشعر. لكن عرف عنه خجله وتجنبه الحفلات والمناسبات الإجتماعية.

ضحى بحياته الخاصة من أجل تصنيع الديناميت، وانتاج بارود عديم الدخان (يمكن استعماله في الأسلحة)، وأشاد مصنعاً للمدافع، وابتكر طرق لإنتاج حرير اصطناعي، وتقنية سويدية لنقل الدم، ومحركات غاز، ليحوز على 355 براءة اختراع.

حياته العاطفية

بسبب غموضه، وصعوبة معرفة مابداخله، كان من الصعب أن يعثر على إمرأة لتشاركه حياته. ولم يتزوج، ولم ينجب أولاداً. لكنه عاش قصة حب مع سيدة نبيلة تدعى “بيرتا كينسكي”، التي أصبحت بعد وقت قصير، سكرتيرته في باريس، وظن أنهما خلقا لبعض، وأنه قابل وأخيراً امرأة ذات تفكير مشابه، ودامت علاقتهما اسبوعاً، واستمرت لاحقاً كمراسلات. ليكتشف بعد عودته من رحلة سفر طويلة إلى باريس مجدداً، بأن المرأة تزوجت من رجل آخر، وغادرت فرنسا.

فكانت المرأة مهتمة بحركة السلام، وأصدرت كتباً تدعو للسلام، وإلقاء السلاح، وأثرت به كثيراً، وبدأ يفكر بإنشاء جائزة للسلام.

جائزة نوبل

عندما كان في فرنسا، توفي أخاه “لودفيج” عام 1888، فنشرت إحدى الصحف الفرنسية، بالخطأ، نعوة ألفرد، بدلاً من لودفيج، وأدانت ألفرد لإستخدامه الديناميت. ولشده تأثره بالحادثة وخيبة أمله، قرر ترك الجزء الأكبر من ثروته ليأسس “جائزة نوبل” لتكريم الرجال والنساء الذين يقومون بإنجازات بارزة في الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، وللعمل من أجل السلام، بعد أن رأى معظم انتاجه يذهب للأسلحة والحروب بدلاً من هدفه الأساسي، وهو المساعدة في حفر الأنفاق والمناجم.

في أواخر أيامه، نسي جميع اللغات التي تكلم بها، ولم يستطع التحدث إلا بالسويدية، وتوفي وحيداً بسكتة قلبيه في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) 1896، في سان ريمو، ايطاليا.

وخلف من بعده أكثر من 90 مصنعاً في 20 بلداً. وترك مايقدر بـ 31،225،000 مليون كرون سويدي، أي مايعادل 250 مليون دولار في وقتنا الحالي، لتمويل جائزة نوبل.

وكانت وصيته صعبة القراءة، ومكتوبة بخط اليد على صفحة واحدة. حيث طلب أن تستثمر كل أرباح مصانعه في جائزة نوبل. وطلب أيضاً ان يقوم البرلمان النرويجي بتسمية الفائز بجائزة السلام في أوسلو (حيث كانت وقتها تابعة للسويد). أما جوائز نوبل لبقية الاختصاصات توزع في العاصمة ستوكهولم.

في العام 1901، وبنفس تاريخ وفاته أي في العاشر من كانون الأول (ديسمبر)، وزعت أول جائزة “نوبل”. وقام الملك أوسكار بتوزيع الجائزة، لكن لم يرق له أن تذهب الأموال السويدية لأشخاص أجانب، ليتولى ولي العهد بالنيابة عنه توزيع الجائزة.

أحدث “المصرف المركزي السويدي” في العام 1968، جائزة سادسة وهي جائزة نوبل في العلوم الإقتصادية، لذكرى ألفرد نوبل.

ويتميز حفل التوزيع، بأنه مهيب ومخطط بجميع التفاصيل، ولا يوجد أي مساحة للإرتجال، حتى ما سيتناوله الحضور يكون سرياً، إلى لحظة جلوسهم على المائدة. وتساهم مدينة سان ريمو الإيطالية (التي توفي فيها)، بالزهور من أجل تزيين الصالات كل عام.

يمكن توزيع “جائزة نوبل” لكل قسم، على ثلاثة أشخاص كأقصى حد. وجائزة السلام يمكن أن تمنح إلى منظمة أيضاً.

لكن مؤخراً بدأ يخف زخم الجائزة، بسبب منحها لبعض الأسماء المثيرة للجدل كـ(الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، والرئيس الأمريكي باراك أوباما) بينما يتم تجاهل العشرات من داعي السلام الحقيقي والتسامح حول العالم!

ترجمة وإعداد: نادر عازر (منظمة صوت العقل)

المصادر:

Åström, Monika, (Språkporten) 2012

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.