المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: من شرر النيران التي اندلعت في بلادهم وهروبا من الموت الذي بات قريبا منهم، ركبوا البحر للخلاص نحو مدن امنة تاركين ورائهم حرائق الحروب وسكاكين وسيوف القتلة الذين جاءوا الى المدن بافكارهم الظلامية لبث المخاوف والرعب بين الناس ولافساد كل مباهج وعصرية الحياة وديمومتها بالمواعظ المتخلفة الجاهلة.
عوائل عراقية وسورية تضم شباب ونساء واطفال سلكت طرقا محفوفة بالمخاطر من اجل الحياة والامل بالطمأنينة والاستقرار ولم يكن ذنبها الا قدرها ان تقطن امكنة اصبح العيش فيها مستحيلا ولم تعد بيوتها امنة بعد ان عم خراب امراء الحرب والمليشيات كل الدروب وطال العباد والبلاد حينها ليس ثمة بد امامها غير الرحيل القسري عن تاريخها وذاكرتها وانتمائها لارض داستها اقدام المغول الجدد.
رحلة مجهولة غير مضمونة المصير لمهاجرين لايعرفون ما خباته امواج البحر لهم بيد انهم اختاروا مراكب التحدي والاصرار لبلوغ شواطئ النجاة التي ادركها من حالفه الحظ اثر تعب وقلق فيما سقط من سقط وابتلعته المياه مع اماله واحلامه بحياة جديدة لتنفس هواء الحرية والعيش بكرامة واحترام في دول متحضرة تتخذ من الانسان غايتها بعد ان كابدوا البطش والجوع والقتل في بلادهم التي اضحت ساحة للموت اليومي المجاني يتسلط عليها المجرمون والجهلة وشذاذ الافاق.
غير ان هؤلاء المهاجرين الحالمين بايام قادمة هانئة اعترضت سبيلهم الاجراءات المشددة التي جاءت بسبب ما ارتكبه الصبية دعاة الاسلام من افعال جرمية ضد الابرياء في دول اوربية مما جعلهم حيارى يتنقلون من دولة الى اخرى بحثا من ياويهم ويخفف من معاناتهم باستقبالهم دون تحميلهم وزر قاتل او ارهابي يشترك معهم زورا وانحرافا بصلة الدين فلايمكن اخذ الناس المهمومين بجريرة القساة العتاة اعداء المدنية والانسانية والتحضر الذين اساءوا للاسلام والمسلمين وجعلوا الغير ينظر اليهما بعيون الشك والريبة رغم ان جوهره الانساني المتسامح غير ذلك.
سعدي السبع
كاتب وصحفي عراقي
بغداد
المقالات تعبر عن رأي أصحابها وليس بالضرورة الكومبس