نحن في السويد لسنا سكان فندق نغادره عندما تسوء الخدمة

: 5/18/22, 6:10 PM
Updated: 5/18/22, 6:10 PM
نحن في السويد لسنا سكان فندق نغادره عندما تسوء الخدمة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

ما من شك أن انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي يعد خطوة تاريخية تؤثر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على المجتمع السويدي ككل، وما من شك أن الفترة الزمنية الممتدة من تقديم الطلب الى أن توافق برلمانات دول الحلف ستكون هي الفترة الأخطر كما صرحت رئيسة الوزراء مجدالينا أندرشون، ووزيرة الخارجية آن ليندي.

هذا يتطلب منا كمواطنين سويديين من أصول أجنبية وكتعبير عن مواطنتنا الحقيقية التكاتف داخل المجتمع، والتماسك والتمتع بروح المسؤولية العالية لأننا بصدد قرار مصيري يهم الوطن كله (السويد ) ولسنا أمام قرار تكتيكي أو حزبي يخضع للحسابات الشخصية الضيقة او الحسابات الانتخابية الحزبية .

التعبير عن المواطنة هو التعبير الحقيقي عن الانتماء وهذا يتطلب سلوكا فضلا عن المشاعر والعواطف، يتمثل هذا السلوك بمتابعة الأخبار من مصادرها الموثوقة، وعدم الإصغاء والتصدي لاي شائعات من شأنها أن تثير القلق أو الاضطراب بين جالياتنا المستقرة أو تخدم أجندات أعداء السويد.

في اللحظات الحرجة والحاسمة مثل اللحظات التي نمر بها الآن في السويد تظهر النفوس الكبيرة وذات المصداقية والمسؤولة والواعية، كما تظهر المعادن الصدئة والمتربصة والطابور الخامس – وهنا لا اقصد أصحاب الرأي المعارض للانضمام للناتو وقد أكون انا واحداً منهم – ولكني اقصد الذي يسعى لشق المجتمع الى مواطنين وغرباء، إلى وطنيين ونزلاء فندق يغادرونه إذا ساءت الخدمة، النفوس العالية ذات الهمم الكبيرة هي التي تعبر عن وطنيتها وانتمائها وتكاتفها وإخلاصها للمجتمع الذي تعيش فيه .

السويد دولة قوية عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وذات مكانة محترمة ومقدرة في المجتمع الدولي، وللحفاظ على هذه المكتسبات الوطنية، لا بد من الإصغاء للنصائح التي تقدمها الحكومة للجمهور، والالتزام بالتعليمات بدقة ، ومن أهم المعلومات التي يتوجب الالتزام بها عدم التحدث عن تدريبات عسكرية أو معلومات عسكريه وعدم نشر مثل هذه الأمور كما طلبت رئيسة الوزراء . لان ذلك ربما يفيد الأعداء ولو بنسبة واحد في المئة مليون.

بث الروح الإيجابية بين أفراد وجماعات جالياتنا، ورفع المعنويات وإشاعة أجواء الثقة بالسياسة السويدية – سواء كنا متفقين مع الحكومة أو مختلفين معها – مظهر آخر من مظاهر المواطنة الإيجابية، الحديث في أوساط العائلة والأصدقاء والمعارف بإيجابية وثقة بالمجتمع وبقرارات لبرلمان السويدي الممثل تمثيلا ديمقراطيا حقيقا للشعب يجعل منا مجتمعا قويا في مواجهة أي أخطار صغيرة أو كبيرة تواجه السويد في هذا الظرف العصيب.

مره أخرى، نحن مواطنون سويديون وطنيون ننتمي لهذه البلد ولسنا سكان فندق مؤقتا نغادره عندما تسوء الخدمة.

سعد عبد الله

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon