المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات: التحديات الكبيرة تصنع أمماً قوية، والوضع القلق مع التحديات، يُحفزان الامم لكسب رهان بسط الأمن وإحلال الإستقرار والوئام لتنعم مجتمعاتها بالأمن والازدهار. هذا ما يقوله التاريخ وما يعتقده المتفاؤلون على اقل تقدير حينما يعملون على ايجاد الحلول لكل أزمة تصادفهم، اما المتشائمون فهم من فريق اخر، يبحثون عن الازمات في اي حل.
تتطور علاقات السويد الاقتصادية مع العراق باستمرار حيث تشهد نموا مميزا يتناسب مع حاجة العراق للتكنولوجيا والخبرات ويشجع هذا النمو المتواصل الجالية العراقية باطيافها العريضة التيتمثل جسرا رابطا بين الضفتين.
ان وجود الفرص الكبيرة في سوق العراق ووجود التكنولوجيا والخبرات في السويد على الجانب الاخر شجع على نمو الميزان التجاري مضافا لذلك تاريخ وخبرات شركات سويدية عملت في العراق مثل شركة اركسون للاتصالات واي بي بي لتوزيع الطاقة وسكانسكا للبناء وغيرها من الشركات.
يقول السيد علي شاكر الملحق التجاري السويدي من اصول عراقية، لجريدة DI السويدية “في ظل الظرف الأمني، التجارة السويدية تنمو في العراق ومؤشرات تزايد التبادل التجاري والنمو مستمرة. احد اسباب العلاقة التجارية القوية هي الجالية العراقية في السويد، ويلمح على ان مشكلة انخفاض اسعار النفط بشكل كبير والوضع الامني ارخت بظلالها على الوضع الاقتصادي بشكل عام”.
“ارتفعت الصادرات السويدية للعراق من 444 مليون كرون في العام 2008 الى 2.4 مليار في العام المنصرم ويتوقع الملحق التجاري السيد علي شاكر وصول الرقم الى 6 مليار كرون مع حلول عام 2020. جزء من هذه التطورات يعود الى ان عدد كبير من العراقيين في السويد عادوا بالفعل الى العراق اما كممثلين لشركات سويدية او عن طريق فتح شركات خاصة في العلاقات التجارية.
واكد السيد شاكر ان هنالك بين 150 الى 200 شركة سويدية موجودة بالفعل في العراق”. وخلال الفترة الممتدة من 2011 الى الان قامت مجموعة تنمية العراق بفتح مكتب التنمية المحلية في العاصمة بغداد ومن المنتظر ان تفتتح هذا العام مكاتب في محافظات اخرى.
الظروف الاستثنائية الحالية فيها فرصة للاقتصاد العراقي للابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط كمصدر اساسي ووحيد للدخل القومي وللتفكير خارج الصندوق وايجاد بدائل لتنشيط الدخل الاحادي المصدر.
وقد شهد النشاط الحكومي بشكل فعلي تدشين برنامج تطوير ودعم القطاع الخاص وانشاء شراكات مع قطاع الحكومة وايضا الى اطلاق برنامج دعم القطاع الزراعي مما يسهم في تنويع مصادر الدخل.
في قلب الشرق الاوسط يقع العراق، البلد الكبير بامكانياته وثرواته والاهم من ذلك تنوع اعراقه وقومياته واديانه وطوائفه. الموزائيك العراقي اسبغ جمالا وتنوعا وخصبا للوحة الكبيرة. ان مبدأ التعايش على اساس الفائدة المتبادلة في العلاقات يعد ضمانة للاستمرارية في نجاح هذه العلاقات مع الحفاظ على الخصوصية واحترامها في اطار المواطنة والهوية الوطنية الجامعة للكل.
ان ما تفرقه السياسة يجمعه المال والاقتصاد والفن والرياضة والجمال فقط اذا توفرت الارادة والاستعداد والحب وما نشهده اليوم هو كتابة لتاريخ جديد في المنطقة لان قدر الانسانية في رحلتها ان تعبر دائما لبر الامان بعد معاناة وآلام وتضحيات.
ما زالت السويد بجاليتها وخصوبة تنوعها تمثل انموذجا للرفاهية بين دول العالم ومثالا قياسيا يحتذى به. هذا النموذج فرض نفسه على اساس مبدأ احترام الخصوصية بقانون يكفل للجميع حياة كريمة من خلال منظومة الحقوق والواجبات.
ان مبدأ توريث المعرفة واتقان العمل يعد من العوامل التي ساعدت السويد ان تكون بمصاف الدول المتقدمة في العالم الشيء الذي الهب طموح مهاجرين في السويدلنقل هذه التجربة للبلد الام، فنحن ابناء الزورق الواحد لا نسكن البلدان بل البلدان هي التيتسكن قلوبنا.
عادل عبد المنعم الدباغ
