هكذا تكافح السويد خطر التدخين وانتشار غير مسبوق لمقاهي “الأركيلة في السويد”

: 12/15/15, 4:48 PM
Updated: 12/15/15, 4:48 PM
هكذا تكافح السويد خطر التدخين وانتشار غير مسبوق لمقاهي “الأركيلة في السويد”

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات رأي: التدخين هو أحد العادات السيئة المنتشرة بين أفراد المجتمع، فهو يشد الشباب باعتباره طريقة للترويح عن النفس ومن ثم تصبح عادة فإدمان. وللتدخين آثار ضارة صحية، اجتماعية واقتصادية، كما هو معروف.

في السويد كما في العديد من البلدان الأخرى، انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل يكاد يكون غير مسبوق، مقاهي وكافتريات تدخين الأركيلة (الشيشة)، وبدأ الكثير من الشبان والشابات ومن مختلف الأعمار بارتيادها، غير مبالين بالآثار الخطيرة جداً التي تشكلها على صحتهم، هذه المادة تبين حجم الأخطار التي يتسبب بها التدخين على صحة الإنسان.

الآثار الصحية:

تنتج السيجارة وتدخين الأركيلة عند حرقها مئات المواد منها 250 مادة سامة وحوالي 50 مادة مسرطنة، وهي سريعة التوغل في الجسم فهي تحتاج فقط لسبع ثواني بعد استنشاقها حتى تتوغل في الجسم، ويعتبر التدخين عامل مسبب لحوالي 25 مرض أهمها سرطان الرئة وسرطان الفم والأنف وسرطان الحنجرة والعديد من السرطانات الأخرى، كما أنه مسبب لأمراض الرئة الانسدادية المزمنة وأمراض أخرى.

وفي السويد وحدها يتوفى سنوياً حوالي 3000 شخص بأمراض ناشئة عن التدخين وأمراض القلب والأوعية، وما قصة انتحار عالم النفس الشهير سيغموند فرويد بسبب سرطان الفم إلا مثال واضح على آثار التدخين، سيغموند فرويد، ساعده طبيبه على الانتحار بسبب سرطان الفم الناجم عن التدخين.

الآثار الاجتماعية:

تركز أغلب الدراسات عن المضار الصحية للتدخين وتقل الدراسات عن الآثار الاجتماعية التي لا تقل خطورة عن الآثار السلبية الصحية، فللتدخين آثار سلبية على الفرد أثناء انخراطه في المجتمع وهو من أهم الآثار على شخصية الفرد وتساعد في انطوائيته في ظل التشريعات المتتالية للدول التي تمنع التدخين في الأماكن العامة وأماكن العمل والمنازل والمطاعم، مما يجعل للمدخن بيئة خاصة مختلفة أو متقوقعة عن البيئة الاجتماعية المحيطة به، وهذا ما يساهم في جعل شخصية المدخن سلبية ومحدودة التفاعل مع البيئة المحيطة، وتقلل من فرصة المدخن في الحصول على عمل أو على مسكن.

تعد السويد أول دولة أوربية قامت بحظر التدخين في الأماكن العامة مثل المقاهي و المطاعم في جميع أنحاء البلاد.

وقد تمت مناقشة فكرة تمديد الحظر ليشمل أماكن مثل المدرجات في الهواء الطلق، طرح هذه الفكرة عدة مرات منذ عام 2014 وقد كشفت وكالة الصحة العامة في السويد (Folkhälsomyndigheten) مقترحاتها الآن بالعمل لتطبيق حظر التدخين في الأماكن المفتوحة أيضاً وقد تم تكليف أكبر محامي في السويد وهو Göran Lundahl لصياغة رؤية وقانون يتلاءم مع هذا الاقتراح.

و شددت الحكومة السويدية القوانين المتعلقة ببيع السجائر وجميع أنواع التبغ الأخرى، وذلك للحد من ظاهرة التدخين بين المراهقين ومن هم تحت السن القانونية ولوقف إمكانية شرائهم لعلب السجائر وأنواع التبغ الأخرى، وأغلب رجال الأعمال يطلبون موظفين غير مدخنين، حتى أصبحت بعض شركات السكن تطلب بأن يكون المستأجر غير مدخن.

لكن العديد من المقاهي والنوادي الاجتماعية تستغل عدم وجود قانون خاص بالأركيلة، فتقوم ببيعها في أماكن مغلقة تشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان.

وعلى ضوء هذا التشدد الصريح بالتعامل مع ظاهرة التدخين فقد انخفض عدد المدخنين في السنوات الخمس الأخيرة حيث أقلع ما لا يقل عن 200 ألف سويدي وسويدية عن التدخين، بناء على دراسة أعدها معهد صحة الشعب ونشرت نتائجها جريدة داغينز نيهيتير .

فهل سيتحقق الهدف الذي وضعته الحكومة بجعل السويد بلداً خالياً من التدخين بحلول عام 2030 ؟؟؟

نأمل ذلك .

الآثار الاقتصادية:

إن للتدخين آثار سلبية على الاقتصاد سواء اقتصاد الدولة أو على مستوى الفرد إذا يضيع جزء لا بأس به من دخله في شراء الدخان، وتصرف السويد سنوياً حوالي 4 مليارات كرون لمعالجة أمراض ناشئة عن التدخين.

ويكفي ذكر حادثة تاريخية لمعرفة مدى تأثير الدخان في الخراب الاقتصادي وهي حرب الأفيون.

إن العجز في ميزان التجارة الإنجليزية لصالح سلالة مينج في الصين أدى إلى أن تقوم بريطانيا بزراعة وتهريب الأفيون إلى الصين مما أدى إلى زيادة هائلة في تدخين الأفيون في الصين. وقد لجأ الإنجليز لتصدير كميات كبيرة من الأفيون الذي يُزرع في المستعمرات الهندية إلى الصين كوسيلة لحل هذه المشكلة. وقد أدت المشاكل الاجتماعية والخسارة الصافية الكبيرة في العملة، أدت للعديد من المحاولات الصينية لوقف الواردات وانتهى الأمر في نهاية المطاف إلى حروب الأفيون التي أدت إلى اقتطاع هونغ كونغ إلى بريطانيا واتفاقيات اقتصادية مذلة للصين في ذلك الوقت.

كلمة إلى كل الشباب

التدخين ظاهرة سلبية مزعجة تحد من آفاق تطور الإنسان والارتقاء بذاته صحياً واجتماعياً واقتصادياً، فحافظوا على صحتكم الجسدية والنفسية بأن تكونوا أكثر إيجابية في المجتمع بابتعادكم عن أسوا ظاهرة انتشرت بسبب جشع بعض المستغلين لجني أرباح سريعة من بيع الدخان وهي ظاهرة التدخين.

إعداد: عمر سلام

image3

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon