المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات: اثار بيان الحكومة الجديدة في السويد عزمها اعلان السويد اعترافها الرسمي بدولة فلسطين ردود فعل مختلفة على كل الاصعدة. كان اشدها انتقاد الحكومة الامريكية والاسرائيلية السريع والحاد وغير اللائق دبلوماسيا.
كما انها لاقت انتقادا وهجوما من بعض احزاب اليمين المعارض السويدي متهمة الحكومة الجديدة بالتسرع وتجاوز مبادئ السويد. غير ان وزيرة الخارجية الجديدة مارغوت ولستروم ومن خلال لقاء تلفزيوني كانت حاسمة بالجواب حول ماتردد عن ان الحكومة ستتراجع عن قرارها تحت وقع الضغوط والانتقادات, فاكدت ان هذا هو قرار الحكومة ولاتغيير عليه.
يُذكر ان الحكومة الجديدة تتألف من 24 وزيرا ومن تحالف الحزب الاشتراكي الديموقراطي مع حزب البيئة, وان الشئ الجديد هو وجود اربع وزراء من اصول مهاجرة وان احدهم هو الوزير محمد قبلان- حزب البيئة- المشهور بمشاركته في اسطول الحرية 2010 وهو مشارك بشكل دائم بنشاط باخرة الى غزة والذي يهدف الى كسر الحصار عن غزة. وقد هاجمه بعض قيادات وكتاب اليمين بشدة وكالوا له شتى الاتهامات في وسائل الاعلام.
من الطبيعي ان تقوم القيادة الرسمية الفلسطينية وممثليها بدورها في شكر وتشجيع السويد على موقفها وتشجيع الدول الاوروبية الاخرى على اتخاذ مواقف مماثلة. ولكن السؤال المهم الان: ما دور الجالية الفلسطينية في السويد بشكل خاص وفي اوروبا بشكل عام؟ هل تكفي تصريحات الترحيب بموقف الحكومة ام يجب علينا القيام بخطوات عملية ايجابية؟
من المعروف ان الجالية الفلسطينية منقسمة على نفسها وليس لها اطار واحد او قيادة واحدة سواء على مستوى السويد او على مستوى المدينة الواحدة. ويسري هذا الحال على الدول الاوروبية الاخرى. ولكن معروف عن الجاليات ايضا امتلاكها حسا وطنيا عاليا ومشاركة لابأس بها في الازمات والحروب وفي تعرية الكيان الصهيوني.
ولذلك اقدم بعض المقترحات العملية عسى ان تجد لها تجسيدا عمليا عند المهتمين من ممثلي الجالية في المدن والقرى:
-
ان يقوم ممثلو الجالية والافراد بتوجيه رسائل تقدير على هذه الموقف لممثلي احزاب الحكومة المحليين في المدن والقرى.
-
ان يقوم ممثلو الجالية في المدن المختلفة بالدعوة الى عقد لقاءات مباشرة مع مسؤولي هذه الاحزاب المحليين من اجل تشجيع هذه الاحزاب في الصمود امام ضغوطات اللوبي الصهيوني واصدقائه, وكذلك الى تقديم مطالب جديدة للجالية كتفعيل مقاطعة اسرائيل والى تثبيت حق العودة.
-
ان يتم اشراك الجمعيات العربية والجمعيات المؤيدة لفلسطين بهذه اللقاءات بهدف تحشيد اكبر قدر من الاصوات لصالح فلسطين.
-
ان يتم تشكيل وفد مشترك من قادة الجمعيات للقاء قيادات هذين الحزبين. ولكن يبدو ان تشكيل وفد واحد يمثل الجالية هو امر صعب جدا ولذلك يكون من الافضل تشكيل وفد او اكثر من مجموعة من الجمعيات المنسجمة مع بعضها.
-
تهدف هذه اللقاءات المركزية الى دعم موقف احزاب الحكومة ولكن تهدف ايضا الى تقديم مطالب جديدة للجالية كتفعيل مقاطعة اسرائيل والى تثبيت حق العودة.
-
ان يقوم ممثلي الجاليات في اوروبا بالاتصال مع هذه الاحزاب المماثلة في البرلمان الاوروبي وتقديم الدعم لهذه الاحزاب ولكن ايضا لتقديم المزيد من المطالب الفلسطينية.
ومن الطبيعي ان تتوج هذه اللقاءات بمهرجان في الـ 29 من شهر تشرين الثاني نوفمبر وهو اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
اميل صرصور
رئيس اتحاد جمعيات المهاجرين / أبسالا