المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: ظهرت الكثير من المصطلحات الجديدة الى المجتمع السويدي في الآونة الاخيرة، وخصوصا مع زيادة عدد المهاجرين والوافدين من البلدان الاخرى ومن مختلف بقاع العالم. بمرور الوقت ومع الاحتكاك بين السويديين الاصليين والجنسيات الاخرى، سواء أكان هذا الاحتكاك على المستوى ألمهني أم على ألمستوى الاجتماعي والذي يخص الصداقات والعلاقات المجتمعية، أصبحت هناك كلمات ومصطلحات جديدة تطرق على ارض الواقع ليس من قبل الاجانب فحسب وانما تسللت الى المجتمع السويدي كذلك. من بين هذه المصطلحات Rinkeby svenska. سنعرض بشكل مختصر نبذة تعريفية عن ماهية هذا المفهوم وماهي ايجابياته وسلبياته في اللغة السويدية خاصة، وفي المجتمع السويدي عامة.
احد المقالات تحدثت عن هذا المفهوم واشارت الى أنه لغة مجموعة Grupp språk تستعمل من قبل الشباب وفي حالات خاصة لأغراض ورموز معينة فيما بينهم، او هي لغة الاصدقاء او مايسمى بلغة الشارع slang språk او اللغة العامية. وهذه اللغة لاتستعمل في كل الصلات، بل تفي ببعض الاشارات المعينة لدى الاصدقاء. من المعروف ان Rinkeby منطقة سويدية وهي تقع في العاصمة ستوكهولم في الضاحية الغربية منها. واختيرت هذه المنطقة بالتحديد لأنها تضم الكثير من الاجانب والوافدين من شتى البلدان. لذا اختيرت هذه المنطقة دون سواها تعبيرا عن الكلمات الجديدة والواردة من هؤلاء الاجانب.
ان هذا المصطلح اثار الجدل بين الباحثين حول تأثير هذا المفهوم على اللغة السويدية، اذ انه خرق لقواعد اللغة السويدية الاساسية ومفرداتها المتعارف عليها منذ ان نشأت هذه اللغة. لان هذه اللغة تعتبر لغة عامية وليست لغة رسمية. ولكن البعض يراها لغة سهلة مبسطة واقل تعقيذا من اللغة الرسمية ووجدت هذه اللغة للتواصل بين الشباب بصورة سهلة وسلسة. كما اشرنا، ان لهذا المفهوم بعض الايجابيات والسلبيات في اللغة السويدية والوقع المجتمعي. ولكني ارى أن ايجابياته تفوق سلبياته بصورة واضحة وفيما يلي بعض النواحي الايجابية لهذه اللغة.
مع استعمال هذه اللغة اصبحت لدى بعض الكلمات الغير ضرورية استعمالا جديدا. من هذه الكلمات تعبيرEller hur? بمعنى أو كيف؟ اذ ان المتعارف عليه ان هذا التعبير هو سؤال، لكنه فجاة تحول من مفهومه الاول الى مفهوم واستعمال جديد بمعنى precis, أو just det بمعنى مضبوط او هذا بالتحديد بدلا من استعماله كسؤال. على الرغم من ان هذا الاستبدال والتغيير في الكلمات والتعابير اللغوية يؤثر في اللغة الاصلية، الا انه يجعل اللغة السويدية اكبر واعمق مع هذه المعاني والمفاهيم الجديدة.
من ناحية اخرى، اشارت مقالة سويدية Språktidning الى ان لغة الشباب هذه هي لغة صعبة وليس لها اي معنى. اعطت المقالة امثلة على ذلك منها ”De sugar”, ”Kom, nu kuttar” واشارت الى ان هذه التعابير لاتحوي اي معنى سوى انها رموز اخترعها الشباب فيما بينهم لدلالات معينة. على العكس من ذلك اشترك كلا من Ulla-Britt Kotsinas وهي بروفسور في اللغة الاسكندنافية مع Dogge-Doggelito وهو فنان راب، اشتركوا معا في عمل استجواب مع جمهور مؤلف من فىات عمرية تتراوح بين ال30-40 عاما، ومن المفاجىء الى انهم عرفوا كل تلك المصطلحات الجديدة والمطروقة بين الشباب من بينها كلمة Habib بمعنى Kompis صديق، وكلمة ayde بمعنى kom igen أعد، وغيرها من الكلمات التي تستعمل من قبل الاجانب الوافدين. وهذا يعني الى ان هذه اللغة من شأنها ان تجعل التواصل اكثر سلاسة وبامكان كل الفئات العمرية استعمالها.
مما سبق نلحظ ان اللغة السويدية اختلطت بالثقافات المختلفة من شتى البلدان لتكون لغة سويدية جديدة وبذلك تثبت لنا ان السويد اصبحت بلد منفتح على البلدان الاخرى اكثر من غيرها. وهذا بشأنه يعتبر تكاملا في اللغة ذاتها. ويجب ان لاننسى ان التغييرات اللغوية والمفاهيم والاستعمالات الجديدة التي تطرق في لغة ما، ما هي الا علامة على انها لغة حية ومتغيرة تتغير لتواكب تغييرات الحياة بظروفها المختلفة. ومن الجدير بالذكر ان في كل بلد توجد لغة ومصطلحات خاصة بالشباب وهذا يعتبر حقهم الفردي الذي يجب علينا ان نتقبله كحق مشروع.
مروة العلي
عراقية مغتربة في السويد
مقالات الرأي تعبر عن كتابها وليس بالضرورة عن الكومبس