هل نالت المرأة المهاجرة حقها من الاهتمام؟

: 7/10/20, 11:45 AM
Updated: 7/10/20, 11:45 AM
ميساء ناجي لازم
ميساء ناجي لازم

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

مقالات الرأي: هل التحدي الذي تخوضه المرأة المهاجرة في السويد، وبلدان المغترب، ودخولها الحياة العملية، بالإضافة لتلبية واجباتها الأسرية، والدور الذي تقوم به، حظي بالاهتمام الكافي من قبل أوساط المجتمعات المهاجرة، ووسائل التواصل الاجتماعي عموما؟

كثيرا ما يتردد قول ” المرأة نصف المجتمع”، بما يعني أن المرأة لها دور فعال لا يقل أهمية عن دور الرجل. فلم تعد المرأة ربة بيت فحسب بل أصبحت مُنتجة أيضا خارج أسوار البيت، وأكثر نشاطاً وفعالية، تحتل أبرز الأماكن في المجتمع على مختلف الأصعدة.

ورغم تنوع الأدوار والمواقع المختلفة التي تشغلها المرأة في يومنا هذا إلا أننا لازلنا نفتقد الاهتمام الإعلامي الجدي بدورها الحقيقي في المجتمع، وظهورها بشكل أوضح وأوسع.

فكثيرا ما نقرأ في مختلف الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، ونشاهد أيضا العديد من المقابلات التلفزيونية التي تسلط الضوء على إنجازات الرجل بمختلف اشكالها. لكن اين صورة المرأة من كل هذا؟ لماذا قليلا ما نقرأ او نسمع عن الشركات والمشاريع التي تديرها النساء المهاجرات؟ أو عن إنجازاتهن ودراساتهن.

التحديات المجتمعية للمرأة

ربما من السهل رمي اللوم على عاتق المجتمع الذكوري الذي كان ومازال يسلب الكثير من حقوق المرأة في العدل والمساواة بينها وبين الرجل.

فالفتاة في أغلب المجتمعات تتربى على اساس انها كائن ضعيف تحتاج إلى سند وإعانة الأب، الأخ ومن ثم الزوج. وكأن شرف الذكر يكمن في “جسدها” ليصبح جنسها ” الانثى” عائقاً في طريق تحقيق أحلامها بحرية كاملة كما يحظى الرجل. كأن العيب والحرام مصطلحات وجدت خصيصا لها.

ولو ذكرنا بعض الممنوعات الدينية والمجتمعية التي تحد وتقيد من تطور المرأة لأصبحت القائمة طويلة لا تعد ولا تحصى. فمنها تقسيم المجالات الدراسية والعملية التي لا يمكن لها الخوض بها لأنها حكر للرجل ” وعيب” عليها.

تلك الأسباب المذكورة هي جزء من الخطوط الحمراء والعوائق التي تنشأ عليها النساء لتجعل منهن ” مكسورات الجناح”. فالتربية التي يتلقاها الفرد إن كان ذكراً أو أنثى هي ناتج ما يصبح عليه لاحقا.

فإذا كان المجتمع منفتحا، راقيا وواعيا في معاملته للمرأة فأنها ستنشأ في بيئة صحيحة يكون فيها التركيز اقل على جسدها وأكثر على فكرها وانجازها. وتكون هي إنسانة لها أهميتها ببناء مجتمع صحي لا يعتمد على التمييز والتفرقة بين الجنسين.

المرأة الاجنبية في المجتمع السويدي

رغم التحديات التي كانت تواجهها المرأة في بلدان كثيرة إلا أن الحال ليس كذلك هنا في السويد والدول الأوربية الأخرى. هنا تتوفر الكثير من المجالات العلمية والعملية التي تعطي المرأة فرص تجعلها قوية، مستقلة ولها كيانها كفرد مهم في بناء المجتمع.

وهذا ما نراه اليوم، الكثير من النساء استطعن بناء كيان متحرر ومستقل. لكننا رغم ذلك التقدم لانزال نفتقد الرؤية لتلك الصورة وذلك التطور الذي تعيشه المرأة.

فهل مازالت هي متأثرة بتلك الممنوعات التي تربت ونشأت عليها؟ والتي تجعلها مرتبكة خائفة من إظهار نفسها؟ أم أنه رغم انفتاح المجتمع الحالي لازلنا نفتقر لأهمية تسليط الضوء على إنجازات المرأة كما نفعل مع الرجل في دول المهجر؟

ميساء ناجي لازم – ستوكهولم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.