المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي : حياة اللاجئين في مجتمعاتهم وبيئاتهم الجديدة هي اشبه بحالة ولادة جديدة، لكن للاسف أغلب البالغين من الوافدين الجدد يتصورون ان حياتهم الجديدة هي استكمال لسيرتهم المهنية والحياتية في بلدانهم ومن هنا تبدأ المشكلة عندما لايدرك القادم الجديد طبيعة البيئة التي يتواجد بها ولايتحرك وفقا لشروطها ومعطياتها .
دائرة الاختلاط خاصة في المرحلة الاولى
الدول الاوربية بصورة عامة تمثل نظاما مجتمعيا صارما، ونظام العمل فيها اشد صرامة لان ساعات العمل تعد بالثواني لذلك فان من اولى المصاعب على المهاجر الجديد هي التاقلم مع طبيعة هذا النظام، وعندما يستسلم المهاجر لقصص ابناء جلدته من المهاجرين السابقين عن التمييز العنصري واخرى عن اختلاف العادات والدين وعن بعض الحالات السلبية التي تحدث هنا وهناك نجد ان المهاجر يصاب مقدما بالاحباط خصوصا لأن دائرة اختلاطه تقتصر على فئة معينة تكون نافذته الوحيدة على المجتمع الجديد من خلال تجارب السابقين .
في واقع الامر ان كثيرا منا يتكلم عن العمل وهو لم يستطع ان ينجز اختبارات اللغة او انه يتكلم بلغة متواضعة جدا وعليه فكيف لرب العمل ان يقبل شخصا لايجيد اللغة ؟ خصوصا وان هنالك مهاجرين كثر قد استطاعوا ان يتقنوها.
معايير اختيار العمل المناسب
فان تجاوزنا المرحلة الاولى هذه ستبقى المرحلة الاهم وهي اختيار العمل المناسب وهنا يجب ان يعترف المهاجر بانه وليد جديد تعلم اللغة قبل ايام معدودات وعليه فان ما درسه في بلده ربما وبكل بساطة لايمكن ان يحققه هنا والسبب انه خطط لدراسته تلك في بيئة ومجتمع يختلفان عن بيئته ومجتمعه اليوم ومن هنا على المهاجر البحث باسرع وقت عن دراسة جديدة ممكن ان تاهله للعمل في المهجر وتناغي طموحاته الخاصة ايضا ( خصوصا ان المهجر اليوم قد بات بيته )، وعامل العمر ماهو الا عذر يتعذر به الكثيرون فان التعليم هنا لايتجاوز الثلاثة او الاربعة سنوات في حين ان هنالك الكثيرون ممن يتباكون بالبطالة لاعوام طوال .
مخاطر التطلع للربح السريع
تبقى مشكلة الربح السريع هي العائق الأكبر خصوصا أن طبيعة النفس البشرية نفعية وهي تبحث دوما على اقتناص الفرص لتغذية مصالحها الشخصية وللاسف بعض من المهاجرين يستسهلون المعونة التي توفر لهم اساسيات الحياة ويسدون الباقي من النقص باعمال خارج نظام الضريبة اي ( بالاسود) والتي لطالما ماتوفر مدخولات اعلى او اقل بكثير من تلك التي يحققونها لو انهم درسوا واقترضوا ومن ثم عملوا رغم ان هذه الارباح وهمية وتفتقد للاستقرار وغالبا ما يعاني افرادها من مشاكل مع القانون ومع شركائهم في العمل .
التقيد بشرط المكان يقلل الفرص
واما مكان العمل، فاغلب المهاجرين يعشقون المدن الكبيرة والتجمعات مع ابناء بلدهم وعليه فهم لايضحون بهذه العلاقات الاجتماعية والتي في اغلبها تجر الويلات والمشاكل عليهم من اجل البحث عن عمل في منطقة نائية او باردة حتى ولو على سبيل العمل المؤقت كخطوة لتطوير الخبرات ومجارات ابن البلد .
القبول بأي عمل في المرحلة الأولى
اخيرا يبقى حاجز طبيعة العمل فكثر هم من يترفعون عن الاعمال ظناً منهم انها مهينة لكرامتهم ولا اعرف كيف تكون الاهانة اكثر من ان يجلس المرء في بيته
بالتاكيد ان هذه الحالات السلبية التي ذكرتها هي لاتمثل عامة المهاجرين بالعكس فان الجاليات وبعد مدة من تواجدها على الاراضي السويدية اثبتت مرونة في التعامل مع الوضع السويدي وكثير منهم حتى ممن لم يحصل على فرصة عمل لحد هذه اللحظة هو في واقع الامر يحاول وبشتى الطرق حتى تذمره لايخلو من توق الى تحقيق طموحاته .. الطريق صعبة لكن موروثنا الأدبي يقول ( فاز باللذات من كان جسورا واليوم وبعد قرون من هذه المقولة اقول ان من يفوز باللذات هو من كان طموحا لاننا اليوم نحيا في مجتمعات وليس سوح وغى ) ..
وحجة العنصرية والاضطهاد في المهجر لا اعتقد انها واقعية خصوصا وان كثير من المهاجرين قد نجحوا بمعانقة الحياة الجديدة بذراعين ممدوتين للنجاح والامل …
صديق الكومبس حسين الصالح