يارا الشقراء ومفارقات من حياتها اليومية.. كفى أنا أفهم ما تقولونه عني

: 3/2/13, 8:38 PM
Updated: 3/2/13, 8:38 PM
يارا الشقراء ومفارقات من حياتها اليومية.. كفى أنا أفهم ما تقولونه عني

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

منبر الكومبس – هي فتاة في أوائل العشيرنات من عمرها نشأت في السويد وتعلمت في مدارسها وتكمل الآن درساتها الجامعية. يارا وهو أسمها الحقيقي أو المستعار، لا أحد يعرف، أرادت أن تكتب للـ "الكومبس" عن جملة مفارقات حدثت وتحدث معها، أثناء حياتها اليومية في إحدى مدن السويد.

منبر الكومبس – هي فتاة في أوائل العشيرنات من عمرها نشأت في السويد وتعلمت في مدارسها وتكمل الآن درساتها الجامعية. يارا وهو أسمها الحقيقي أو المستعار، لا أحد يعرف، أرادت أن تكتب للـ "الكومبس" عن جملة مفارقات حدثت وتحدث معها، أثناء حياتها اليومية في إحدى مدن السويد.

مفارقات يارا مصادفات مبنبة على ثنائيات متعددة تتميز بها ، منها ثنائية الشكل والأصل فملامحها ولون بشرتها يوحيان للكثيرين بأنها سويدية وليست كما هو الواقع عربية. وثنائية تربيتها بين المدرسة والبيت والتي لا تخلو من تناقضات معينة. وثنائية مجتمعها الصغير ومجتمعها الأكبر خارج سط أهلها وأقاربها وما تحمله من فروقات فيها السلبي والإيجابي أيضا. وأخير وليس آخرا ثنائية انتمائها إلى السويد وإلى البلد الذي تركته وهي صغيرة لكنها لا تزال ترتبط معه بشكل أو بآخر.

أبرز ما يميز رسائل يارا إلى الكومبس هو الصدق، مع أننا لا نعرف هل هي شخصية واقعية أو من صنع خيال كاتب أو كاتبة، أرادت أن تتقمص هذه الشخصية والكتابة عن ظواهر اجتماعية منتشرة في أواسط المهاجرين خاصة القادمين من البلدان العربية أو الشرق الأوسط.
نحن في موقع الكومبس نرى أن الصدق هنا هو في المصداقية الأدبية للكاتب وليس فقط في صدق أحداث روايته، خاصة أننا لا نطالبه منه هنا القيام بعمل صحفي لنقل رواية لأحداث حقيقية وموثقة.
تقال يارا بإحدى رسائلها: أغلب المواقف التي أكتب لكم عنها تحدث معي في وسائط النقل أو في الأماكن العامة. تخيل أنك تجلس صدفة في "البندل توغ" بين ثلاثة شبان عرب قادمين جدد إلى السويد، على ما يبدو، ويفتحون حديثا فيما بينهم عنك وليس في بالهم أنك تفهم عليهم ما يقولون. وتخيل انك في كل لحظة تحاول أن تقول لهم : كفى أنا أفهم ما تقولونه ..كفى هذا ليس لائقا أن تتحدث عن شخص بلغة أخرى، وهو على الأقل يعرف أنك تتحدث عنه، تجد أن لوقت أصبح متأخرا لوقفهم.. لأنهم قد استرسلوا بالحديث أكثر فتعتقد أن الموقف سيصبح أكثر حرجا لهم وربما أكثر تعقيدا بالنسبة لك. خاصة أن التمادي والاسترسال في التساؤلات عن شخصية الفتاة السويدية، حسب ظنهم بي، تشعب إلى نقاش حول حرية الفتاة ومفهوم هذه الحرية في السويد. وهذا بعض ما علق بذهني من نقاشهم:
– حلوه..كم عمرها برأيك
– اي أكيد صغيرة تحت العشرين
– ممكن .. يعني عندها صاحب برأيك.
– صاحب .. واحد شو..أكيد على هذا الجمال عنده كذا صاحب
– لا هم يلتزمون بواحد حتى لو كان عندهم حرية.
– انا صار لي هون أكتر من سنة وبشوفهم كل البنات هم (..)
وعندما بدأت أخرج عن طوري وأريد أن أصرخ بهم أو حتى أن أصفع خاصة هذا "الخبير" بشؤون البنات السويديات على وجهه، أو أن أعطي لهم على الأقل إشارة بأنني منزعجة من هذه السخافات، رن جرس موبايلي. نظرت إلى الرقم فوجدت أن المتصل هي والدتي التي اتكلم معها عادة بالعربي..انتظرت برهة وأنا أفكر هل أجاوبها وينكشف أمري أو بالأحرى تنكشف أمورهم أم أتجاهل المكالمة؟ بعدها قررت أن أعطي هؤلاء درسا بدون عنف وبطريقة غير مباشر عن وجوب احترام من يجلس بجانبهم، ليتعلموا بالمستقبل عدم فتح أحاديث خاصة من هذا المستوى، على من يعتقدون أنه لا يفهم لغتهم.
– اي ماما انا في الطريق المحطة القادمة محطتي…..واستمريت في المكالمة بكل هدوء وثقة بالنفس، وبنفس اللغة وبنفس اللهجة تقريبا التي قاموا بتشريحي بها وكأنني فأرة مختبرات أمامهم، غادرت القطار وسط ذهول وصدمة وصمت مطبق خيم عليهم، دون حتى أن أنظر إليهم.

عندما خرجت من المحطة لاحظ عدد من المارة ابتسامة عريضة على وجهي، وكأننا أريد أن أطلق ضحكة عالية أمام الجميع ..البعض اعتقد انني مصابة بنوع من الجنون.
في المنزل بدأت أفكر بشكل آخر، وشعرت بأنني قد اقترفت ذنبا بحق هؤلاء المساكين، وبدأت أشفق عليهم وعلى من يأتون إلى هنا من مجتمعاتنا إلى هذا المجتمع الذي ربما يكون قاسيا عليهم، خاصة في البداية، قبل أن يتأقلموا على أجواءه وبيئته، خاصة على من لا يتعلمون السويدية بالسرعة اللازمة.
-انتهت رسالة يارا-

على أمل اللقاء في حلقة مقبلة.

حقوق النشر محفوظة للكومبس يرجى الاشارة الى المصدر عند النقل أو الاقتباس.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.