المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – خاص: أنا شاب فلسطيني من قطاع غزة موجود في السويد منذ 2011 وحصلت على رفض نهائي و طرد سنة 2012، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر تنفيذ ترحيلي لكن بدون جدوى.

الكومبس – خاص: أنا شاب فلسطيني من قطاع غزة موجود في السويد منذ 2011 وحصلت على رفض نهائي و طرد سنة 2012، ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر تنفيذ ترحيلي لكن بدون جدوى.

تعاونت مع مصلحة الهجرة بشكل كامل ووقعت على الاوراق الضرورية التي طلبوا مني التوقيع عليها، ومنذ أكثر من عام ونصف وأنا انتظر منهم الرد . لماذا لا تتحمل مصلحة الهجرة مسئولية هذا الوقت المهدور؟ أنا لم أماطل في أي شيء و هم من يماطلون في الرد؟ أنا طالب جامعي وقد طلبت الاسراع بالاجراءات كي ألتحق بالدراسة.

بعد انتظار طويل لمدة عام طالبت بالحصول على فرصة الدراسة في الجامعة لحين موعد العودة وكان الجواب الرفض وأن علي المغادرة، مع أني لم أمانع و تعاونت معهم بشكل كامل

هل اخترع طائرة و أسافر بها ؟

أنا أعيش في المجتمع السويدي من عامين و نصف و طلبت دراسة لغة المجتمع الذي أنا مجبر على الحياة فيه للخروج من العزلة التى اعيشها منذ قدومي الى السويد . كما أن اجادة اللغة يمكن أن تسهل حصولي على عمل حيث وجدت عمل بالفعل وكان الشرط القدرة على التواصل باللغة السويدية رغم أني اجيد اللغة الانكليزية .

أنا لم أعد طالب لجوء و لست مضطرا لأعيش كبقية طالبين اللجوء. خاصة أن مدة انتظاري لم تحددها مصلحة الهجرة و ربما تستمر لعدة سنوات كما حصل مع شاب فلسطيني و كتبت شبكة الكومبس تقريرا عنه .

لماذا على قبول غرباء في حياتي الخاصة في بيت اللجوء ؟ أنا لست مضطرا لذلك ولا أنتظر قرار أقامة بل انتظر الترحيل. واقترحت على مصلحة الهجرة الحصول على تعويض مادي واقوم انا باختيار المدينة التى اعيش فيها والاشخاص الذين لا امانع ان اعيش معهم . كان رد مصلحة الهجرة الرفض و ذكروا ان هذا النظام كان معمول به منذ اكثر من عشر سنوات ولكن ليس الان.

المعونة المالية لا تكفيني ومللت من حياة التقشف ولا استطيع الاستمرار لسنوات قادمة. المعونة المالية بالاساس لتغطية نفقات الغذاء والعلاج والملابس الضرورية .. في الحقيقة هي بالكاد تكفي تكاليف الغذاء رغم أني غير مدخن ولا ارتاد النوادي الليلية .. لكن من حقي كانسان المشاركة في بعض الانشطة، كممارسة الرياضة في احد النوادي، لانعدام فرصة الرياضة في الجو البارد السويدي.

من حقي الخروج من القرية الصغيرة التي اعيش فيها لزيارة اصدقاء في مدن اخرى بحاجة للحصول على خط انترنت و شحن هاتف . أنا بحاجة لممارسة حياة شبه طبيعية و للتخلص من ضغوط حياة طالبين اللجوء لحين موعد العودة . أنا لم أطلب من مصلحة الهجرة تغطية التكاليف السابقة … أنا طلبت بحق فتح حساب بنكي يمكنني من استقبال المال اللازم من جهات اخرى .. كالعائلة مثلا . حيث يمكنني دراسة اللغة على حسابي الخاص أو متابعة الانشطة التي ارغب بها.

.. للحصول على تمويل هناك ثلاث خيارات واضحة تدركها مصلحة الهجرة والشرطة وهي أن أجد عملا غير شرعي (أسود) و اسمح لصاحب العمل باستغلالي أو ممارسة السرقة أو التوسل لمن معه اربع ارقام يمكنه استقبال التحويلات المالية وغالبا يرفضون لاسباب خاصة بهم .

في أحد المرات في وقت متأخر كنت في محطة القطار ولم يكن المال بالكارد الخاص بي يكفي لشراء تذكرة . عرضت مال نقدي على جميع من كانوا بالمحطة مقابل شراء تذكرة من خلال البطاقات الخاصة بهم وجميعهم رفضوا … ما أود قوله لماذا انا بحاجة للتذلل للاخرين لتسيير اموري ؟؟

لماذا أنا مضطر لارتكاب مخالفات ؟ لماذا اشعر بحالة الحصار المفروضة على قطاع غزة وأنا موجود في السويد ؟ لماذا أنا عرضة للاستغلال؟

في نهاية الأمر مصلحة الهجرة تدرك جيدا أنها لا تستطيع ترحيل الفلسطينيين وبعد أربع سنوات من قرار المحكمة العليا ستفتح ملفاتهم من جديد حسب قانون الاجانب وستمنحهم اقامات دائمة … لماذا مفروض على الفلسطينيين قضاء أربع سنوات في انتظار لا شيء . لماذا عليهم أن يعيشوا حياة الذل و المهانة لأربع سنوات ؟؟ هل يتوقعون أن أكون مواطنا صالحا بعد أن أحصل على الاقامة بعد اربع سنوات ضائعة من عمري ؟؟

أنا عرضت على مصلحة الهجرة مغادرة السويد لبلد اخر مقابل عدم تنفيذ اتفاقية دبلن واعادتي و لكنهم رفضوا … أنا موجود في السويد حتى الان بناءا على رغبة مصلحة الهجرة.

اطالب بحقي في التعليم الجامعي وفتح حساب بنكي وفرصة تعلم اللغة السويدية حسب منهج دراسي. أطالب مصلحة الهجرة بتحمل مسئولية القرارات والاجراءات العقيمة التي اتخذوها .