المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
اليوم
السبت 9
آذار/مارس
رتبت كنيسة القديسة ماريا في حي ستينهاجن
في مدينة أوبسالا محاضرة على مدى ساعتين
للكاتبة السويدية يوهنّا فلّين حول
خبراتها التي جمعتها خلال معيشتها لمدة
11
عاما
في مدينة طولكرم ومخيم جنين في فلسطين
المحتلة.
بدأ
مشوار فلّين عام 2007،
كناشطة في مجموعات أنصار فلسطين، متطوعة
كمراقبة دولية في المناطق المحتلة لما
تقوم به إسرائيل من أعمال خارقة للقوانين
الدولية والإنسانية مثل سرقة الأراضي
الفلسطينية لتبني عليها المستعمرات وجدار
الفصل العنصري وخلق مئات الحواجز العسكرية
على الطرقات لتحد من حرية حركة الفلسطينيين
إلى أعمالهم ومدارسهم ومشافيهم وغير ذلك.
وبعد
أن أنهت هذه الناشطة عملها كمراقبة شدها
الأمر لتقنع زوجها أيضا بالعمل التطوعي
للعمل هذه المرّة داخل المجتمع الفلسطيني،
وبقيا في فلسطين المحتلة حتى العام 2017.
عملت
يوهنّا فلّين مع زوجها في تسيير وتنشيط
أعمال مسرح ،الحرية، الفلسطيني في مخيم
جنين.
وخلال
تلك السنوات كانت هذه المتطوعة تقوم
بتدوين خبراتها وملاحظاتها عن مجتمعها
الجديد ،الفلسطيني، ومحاولة مقارنته
بالمجتمع السويدي في عاداتها وتقاليده
المكتوبة وغير المكتوبة.
كما
قامت بتدوين مشاهداتها عما يفعله جيش
الإحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين وحتى
الأطفال منهم.
ثم
جمعت ماكتبته في كتاب أصدرته تحت عنوان
“ياج
جور ألدريج إنسَم مٍر=
لن
أسير لوحدي بعد الآن”
الذي
صدر في شهر أيلول/سبتمبر
من عام 2009
عن
دار النشر روبين.
وللتدليل
على ماتحدثت به فلّين عرضت فيلما وثائقيا
عن حياة الأطفال في مخيم جنين، وتوقهم
للحرية والسلام والتخلص من الإحتلال
البغيض من جهة، وعرضت إبداعاتهم على خشبة
المسرح هناك من جهة ثانية.
هذا
وقسمت الناشطة والكاتبة مراحل معايشاتها
في فلسطين إلى ثلاثة أطوار في مجتمع شرقي
جديد ومختلف بكثير من الأمور عن المجتمع
السويدي.
الطور
الأول
هو طور العشق لهذا المجتمع في الترحيب
والإحترام للغريب والكرم، حيث يشعر المرء
بأنه بين أهله.
أما
الطور
الثاني
فهو طور الصدمة وخيبة الأمل لعدم إحترام
الزمن ووجود الإهمال في العمل الجماعي
وأتت على مثال رفع النفايات المتكدسة في
مكان ملعب الأطفال حتى تتمكن البلدية من
بناء حديقة ألعاب للأطفال هناك لكن كل
الجهود ذهبت أدراج الرياح بسبب إهمال
البلدية للفكرة وبيع الأرض لبناء صالة
للأفراح بدلا من الحديقة.
أما
الطور
الثالث
فهو طور الإندماج ومعايشة الواقع كما هو.
وأكدت
المتحدثة بأنها أصبحت تشعر بأنها فلسطينية
في حياتها اليومية، الأمر الذي شكل لها
عند عودتها للسويد معايشة الأطوار الثلاثة
في مجتمعها “الجديد”
السويدي.
بقلم
رشيد الحجة
كاتب
فلسطيني