أطفالٌ مغتربون زاروا العراق ولسان حالهم يقول: الشمس أجمل في بلادي من سواها

: 1/27/13, 3:10 PM
Updated: 7/13/23, 9:45 AM
أطفالٌ مغتربون زاروا العراق ولسان حالهم يقول: الشمس أجمل في بلادي من سواها

الكومبس –: يعود معظم الأطفال العراقيين المغتربين في السويد مع عائلاتهم بعد الإجازة التي يقضونها في العراق، مثقلين بالذكريات والحنين، لأشياء ربما تكون صغيرة، بل مضحكة في بعض الأحيان، لجهة ما تعنيه من رمزية لا تتعلق بها غير مخيلة الأطفال، لكنها في نظرهم، أمور جديدة ومستحبة لم يعهدوها في السابق.

الكومبس –: يعود معظم الأطفال العراقيين المغتربين في السويد مع عائلاتهم بعد الإجازة التي يقضونها في العراق، مثقلين بالذكريات والحنين، لأشياء ربما تكون صغيرة، بل مضحكة في بعض الأحيان، لجهة ما تعنيه من رمزية لا تتعلق بها غير مخيلة الأطفال، لكنها في نظرهم، أمور جديدة ومستحبة لم يعهدوها في السابق.

وبرغم أرتباط الأطفال بشكل عام في السويد، بمدارسهم ومجتمعهم، لما يشهدونه من تعليم وتربية واهتمام، مدروس ومتقن، إضافة إلى العلاقة الرائعة التي تربط التلاميذ بمعلميهم، الا أن اختلاف الأجواء والعادات والتقاليد والثقافات بين المجتمعين، السويدي والعراقي، يجعل من الأجازة، موضوع شيق، يتحدث به الأطفال العائدون من أجازاتهم لايام مع أندادهم في المدرسة.

وربما تكون الأجواء العائلية والتجمعات التي يعيشها الأطفال مع عوائلهم في وسطهم الأجتماعي بالعراق، وفرص اللعب لمدة طويلة مع بقية الأطفال من الأقارب والأصدقاء والجيران، والوجوه الجديدة التي يتعرفون عليها، والشمس التي تسطع في سماء العراق منذ الصباح، برغم برودة الجو في الشتاء، من أهم الأمور التي تستهويهم.

يقول سيمون جنان، 12 عاما، الذي عاد قبل أسبوع مع عائلته من إجازة قضاها في أربيل، بأقليم كردستان بعد أن تمتعوا بفترة الأعياد ورأس السنة مع الأهل والأقارب، إن العيد هذا العام كان مميزاً بالنسبة له، خاصة انه لم يزر العراق منذ خمسة أعوام.

سطوح المنازل والسلالم أضحت ألعابا

ويضيف جنان في حديث لـ «الصباح الجديد» ان أكثر ما أستهواه في الفترة التي قضاها في العراق، هو بيت جده الواسع، والصعود الى سطح المنزل، وهو ما يفتقده الأطفال في منازلهم بالسويد، حيث تخلو أسطح المنازل من ذلك، ويستعاض بدلاً عنها بالسقوف المائلة المصنوعة من القرميد، ليسهل التخلص من الثلوج المتجمعة عليها في فصل الشتاء.

ووجدت شقيقة سيمون، فدوة البالغة من العمر 5 أعوام، في السلالم، التي تقود الى سطح المنزل، لعبة مسلية، لم تتوقف عن اللعب معها صعوداً ونزولاً، فيما أطلقت على سطح منزل الجد بـ «البالكون الكبير»، أسوة بباكالون منزلهم في السويد!

واذا كان جنان وشقيقته، أُعجبا بفكرة سطح منزل الجد، فأن نشوة سالم، 8 أعوام، المولودة في السويد، كانت مولعة بالعربات والسيارات المتجولة التي تبيع لُعب الأطفال، المصنوع أغلبها من البلاستيك.

وببراءة وبساطة جميلتين، تعتقد سالم ان المنطقة التي نزلت بها مع عائلتها، تشمل كل العراق، لذا كانت وبشكل يومي تسأل عن موعد مجىء «العربات التي تدور حول العراق وتوزع الألعاب بشكل مجاني على الأطفال»!.

أحلام ألأطفال ووصفهم للأمور، جميلة ورائعة، فأن يكون العراق، لعباً ولقاء وصحبة وشراء الحلويات من الدكان القريب من بيت الجد، أمور يستأنس بها الأطفال، وزملاؤهم على مقاعد الدراسة في السويد، لكنهم مع ذلك، وبرغم ما يذرفه البعض منهم من دموع لدى مغادرته وعودته الى السويد، إلا أن تعلقهم بمدارسهم وألعابهم واصدقائهم في البلد المضيف، كفيل بأن ينسيهم حزنهم على فراق الأهل وبيت الجد.

تقول مريم فخري، 11 عاما، أن السفر للعراق بالنسبة لها، يعد المتعة الأجمل التي تنتظرها بفارغ الصبر، لكنها في الوقت نفسه تتمنى العودة إلى السويد، ومواصلة الدراسة مع زملاءها في المدرسة.

وبرغم حداثة سنها، إلا أن فخري توجز تعلقها بمدرستها في السويد، بقولها «المدرسة بيتي الثاني، فيها أحس عائلتي، وأخواني، وأنا أحب العراق والسويد، فكلاهما بلدي».

الظرف الأمني…

فرص استمتاع أطفال العراق المغتربين بأجازتهم في العراق، تختلف وفقاً للمنطقة التي يقصدها ذووهم، ففي محافظات اقليم كردستان، تبدو الأجواء أكثر أمناً وحرية، حتى ان الحركة تكون مستمرة لوقت متأخر من الليل في المجمعات التسويقية الكثيرة، والتي تخصص أغلبها، دوراً للالعاب الأطفال، قريبة الشبه بالتي يلعبون بها في السويد. ليس هذا فحسب، بل هناك ايضاً المتنزهات الواسعة والمنظمة بشكل لطيف، حيث تسهل الحركة فيها بحرية، ويمكن للنساء والفتيات ان يتجولن فيها دون المساس بهم او مضايقتهم من قبل المارة، وهذا ما يوفر فسحة واسعة للأطفال، للخروج إلى المناطق الخضر، والاستمتاع بأشعة الشمس حتى في فصل الشتاء.

وتحاول معظم العائلات العراقية، تنظيم أوقات أجازاتها بالتزامن مع المناسبات والأعياد الدينية والأجتماعية التي يجري الأحتفال بها في العراق، محققين بذلك فرحتين، الأولى لقاءهم بالأهل والأحبة، والثانية أحتفالهم بالعيد بأجواء العائلة والوطن، لذا فأن حجوزات السفر للعراق، للفترة من منتصف كانون الأول ولحد العشرة الأولى من كانون الثاني، تكون منتهية في الغالب، ما يدفع بالكثيرين الى الحجر منذ الخريف. يقول شيرو سرتيب مدير احد مكاتب السفر في العاصمة السويدية ستوكهولم ان الأقبال على السفر خلال هذه الفترة، يزداد بمقدار الضعف، حيث تنفد بطاقات السفر في أوقات قياسية، وقبل حلول شهر كانون الأول. ويوضح سرتيب في حديث لـ «الصباح الجديد» ان السفر الى العراق خلال مواسم الأعياد والعطلة الصيفية، يكون في اعلى معدلاته، لذا ينصح المسافرين، بالحجز المسبق وقبل أشهر من ذلك، لأن ذلك سيوفر عليهم مبالغ أضافية، يمكن ان يدفعوها ثمناً لتذكرة الطائرة في حال كان الحجز قبيل الرحلة بأيام.

السويد – لينا سياوش

الصباح الجديد

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.