سفيرة السويد في السودان لهذه الأسباب أتعلم اللغة العربية:

: 1/4/14, 2:22 AM
Updated: 7/13/23, 9:46 AM
سفيرة السويد في السودان لهذه الأسباب أتعلم اللغة العربية:
الكومبس – السويد والعرب: على غير العادة عند السفراء الأوروبيين الجدد، جاءت إلى السودان، محملة بصورة إيجابية جداً عن الحياة في ملتقى النيلين، ومنذ الوهلة الأولى لوصولها الخرطوم تأكدت لديها تلك الصورة.. ميت سنغرين سفيرة السويد لدى السودان قدمت أوراق اعتمادها رسميا لرئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي..

الكومبس – السويد والعرب: على غير العادة عند السفراء الأوروبيين الجدد، جاءت إلى السودان، محملة بصورة إيجابية جداً عن الحياة في ملتقى النيلين، ومنذ الوهلة الأولى لوصولها الخرطوم تأكدت لديها تلك الصورة.. ميت سنغرين سفيرة السويد لدى السودان قدمت أوراق اعتمادها رسميا لرئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي..

هذا الانطباع السابق والمؤكد الآن سيكون مفتاحا بيد السفيرة الجديدة لتواصل مسيرة السفير السابق شاداك كأول سفير مقيم لبلاده بالسودان منذ العام 2008، والواقع أن علاقات البلدين شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على المستويات كافة وشكلت زيارة الدكتور نافع علي نافع المساعد السابق لرئيس الجمهورية إلى ستوكهولم اختراقا مهما في التفاهمات السياسية بين البلدين وأعطت الأمل في إعادة الحوار السوداني الأوروبي إلى دائرة الاهتمام مجددا.

سفيرة السويد لدى السودان التي جلست إليها (اليوم التالي) بمقر عملها بالخرطوم تبدو متحمسة للدفع بعلاقات البلدين إلى آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية والتنموية بجانب الحوار السياسي، كما إنها تعمل بقاعدة الأقوال لابد أن تتبع بالأفعال، وكشفت عن أن العام المقبل سيشهد وصول وفد حكومي لبحث الاستثمار بين البلدين وأن هناك ميزانية رصدت للدعم التنموي في السودان للسنوات الثلاث المقبلة، الحوار مع السفيرة سنغرين تناول ثلاثة محاور هي الانطباعات الشخصية عن الحياة في السودان والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها، فضلا عن التعاون في المجال التنموي والعلاقات الاقتصادية، واستنادا على تجاربها السابقة في أفغانستان والكنغو كنشاسا فهي ترى أن السودانيين فريدون في طباعهم الشخصية وترحابهم وقبولهم بالآخر واستعدادهم لتقديم العون له وكشفت عن انخراطها في تعلم اللغة العربية كمدخل لفهم الشخصية والثقافة السودانية.
* كيف كانت فكرتك عن السودان قبل المجيء إلى الخرطوم؟ وما الذي تغير الآن؟
– أولا أنا جئت إلى السودان بفكرة إيجابية قوامها نقاش جمعني بالسفير شاداك في أغسطس 2012، أي قبل عام من انتهاء فترته وهو النظام في السويد وطلبت منه المشورة قبل أن أتقدم لهذا المنصب، وكانت لدي فكرة إيجابية جدا عن الحياة في السودان وهو الذي شجعني للمضي قدما في هذه المهمة، وأذكر أننا تطرقنا ليس فقط للحديث عن السفارة والعمل الدبلوماسي بل التفاصيل العملية فهو مثلي؛ كان لديه أطفال، فتحدثنا عن المدارس، وكيفية العيش في الخرطوم، وأعطاني صورة إيجابية وحرصت على الوصول في وقت مبكر قبل تقديم أوراقي لأرتب لأطفالي أمر المدارس والسكن ومنذ ذلك الحين تأكدت لدي الصورة الإيجابية التي ساعدني السفير السابق في رسمها عن السودان، أطفالي سعداء الآن بالمدراس، وجدت كل شيء على ما يرام، السفارة ومقر الإقامة والعاملين، كل شيء رائع.
* كيف كان استقبال الناس لك وكيف ترين تعامل السودانيين مع الأجانب؟
– السودانيون يرحبون بالآخر بحرارة ويسعون إلى التأكيد على ذلك ويشعرونك كأنك في وطنك..
(هنا توقف الحديث حيث وضع على طاولة الحوار الشاي والقهوة وبادرت هي بالسؤال هذه المرة عن مقدار السكر الذي أرغب في وضعه في كوب القهوة، وأضافت: أعلم أن السودانيين يفضلون المزيد من السكر على العموم كمية السكر التي تضاف إلى الشاي والقهوة تتفاوت بحسب الثقافات المختلفة).
– (تواصل) يبدو هذا الأسلوب الخاص للسودانيين في التعاطي مع الآخر طبيعيا بالنسبة لهم ولكنه أسلوب فريد وغير موجود في أي بلد آخر، أن تجد شخصا يهتم بك، هذا يجعلك تشعر بخصوصية، هي ماركة مسجلة للسودانيين وسوف أحاول نقلها إلى أي مكان أذهب إليه.
* قلت إن تعاطي السودانيين مع الأجانب غير موجود في البلدان الأخرى، هل يمكن التعرف على البلدان العربية أو الأفريقية المشابهة للسودان التي عملت بها سابقا؟
– حسناً؛ كنت أعمل في كنشاسا بالكنغو وهو بلد أفريقي وقبلها بكابول أفغانستان وهو بلد غير عربي ولكن مسلم وقبل ذلك كنت أعمل مع الفلسطينيين مقيمة في ستوكهولم ولكن كنت أقوم بزيارات متكررة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي توافرت لدي تجارب لأحضر نفسي للتعامل مع السودان وأعتقد أن السودان مختلف وليس خليطا من كل هذه التجارب فهو فريد.
* ما هي تحديات منصب السفير عندما تكون السفيرة أنثى من خلال تجاربك الخاصة؟
– نعم في كابول لم أكن سفيرة كنت مسؤولة التعاون ونائبة لرئيس البعثة وكذلك في كنشاسا، وكسفيرة أعامل كما يعامل السفير لم أجد اختلافا ربما بعض الأفراد يجدون في ذلك تعقيدا كوني أنثى ولكن هذا لم يظهر معي حتى الآن، وخلال نقاشاتي مع بعض أعضاء السلك الدبلوماسي هنا في السودان حول تجاربهم في هذا المجال قالوا لي كونك أنثى هذا يفيد عملك لأنه يتاح لك الفرصة في التحدث إلى النساء العاديات غير العاملات أو اللائي يشغلن مناصب دستورية وهي فرصة لا تتوافر للكثير من زملائي السفراء الرجال، شخص واحد كان رأيه مخالفا بأن الامر سيكون معقدا كوني أنثى ولكنني لم أجد ما قاله على أرض الواقع. أيضا أعتقد أن التحدي الذي يواجه كل النساء العاملات في كل مكان هو كيفية إحداث التوازن المطلوب بين الوظيفة والأسرة. وهذا بالمناسبة ينطبق على الرجال أيضا. بالنسبة لشخصي أجد نفسي راضية عن أدائي في الأمرين، لكن التحدي يظل قائما.
* هل قمت بزيارة خارج الخرطوم وتذوقت طعاما سودانيا؟ صفي لنا انطباعك؟
– رغم أنني في السودان منذ سبتمبر فقط ولكن سنحت لي الفرصة لزيارة النيل الأزرق إلى قرية قريبة من الدمازين وشاهدت خزان الروصيرص وذلك في رحلة مشتركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية نزع السلاح وإعادة التسريح وكانت رحلة ممتعة وأتمنى أن تتاح الفرصة لزيارة مناطق أخرى في السودان أنا أحب السفر والتجوال للتعرف على الأماكن والأشخاص. أما بخصوص الطعام؛ نعم تذوقت بعض الطعام ولكن لا أستطيع تذكر اسم معين، وكما يعجبني الخبز السوداني الصغير (في إشارة إلى الزلابية).
* حسنا ربّما لا تتذكرين اسم الطبق السوداني، ولكن قطعا ستذكرين مذاقه؟
– نعم أذكر أنه مذاق مختلف وبه بعض البهارات كان مختلفا حقا وأتطلع إلى التعرف إليه وتذكر الاسم، على فكرة بدأت هذا الأسبوع في تعلم اللغة العربية ربما في المستقبل أستطيع أن ألتقط بعض أسماء الأطباق السودانية.
* لماذا اتخذت قرار تعلم اللغة العربية؟ هل لأغراض الدبلوماسية؟
– هذا سؤال جيد.. في الواقع أنا لا أتوقع أن أصل إلى مستوى التعامل الدبلوماسي عبر اللغة العربية ربما في المستقبل ولكنني أدرس الآن من أجل التعرف على بعض المفردات الصغيرة للتعامل والتواصل مع الناس عندما أكون في الشارع وعندما يتعلق الأمر بالطعام مثلا. كما إنني أعتقد أن تعلم اللغة خير مدخل للثقافة وهذا يساعدني في التعرف على ردود أفعال السودانيين.
* ذكرت أن اللغة مدخلك لفهم الثقافة.. هل نحن مقبلون على علاقات ثقافية جيدة بين البلدين؟
– نعم العلاقات الثقافية مهمة وسوف أسعى إلى تطويرها وأن يتعرف الإنسان السوداني على الثقافة السويدية، فالموسيقى الحديثة والتقليدية وكذلك الأدب خصوصا أدب الأطفال تشكل السويد حضورا قويا في هذا المجال وهناك ترجمات عربية للأدب السويدي فضلا عن السينما وقد شاركنا في مهرجان الفيلم الأوروبي الأخير بالخرطوم.
* ما هو تقييمك لمستوى العلاقات الثنائية الراهن وهل من مبادرات لتعزيز تلك العلاقات؟
– هدفي الآن هو الإبقاء على هذا الزخم الذي أوجده سلفي السفير السابق وسوف أسعى لتطوير العلاقات، أنا أعمل على قاعدة أن الكلام لابد أن يتبع بالفعل وبالتالي لا أستطيع أن أعد بالكثير قبل العمل كما إن الأمر ليس كله بيدي فأنا كسفيرة يمكنني أن أتحدث إلى شركائي وأحثهم على العمل ولكنني لا يمكن أن أدفعهم إلى فعل ذلك، ولكنني سوف أسعى في المستقبل القريب إلى التعرف على فرص تعزيز العلاقات الثنائية والعمل عليها.
* شهدنا في الآونة الأخيرة منتديات ومؤتمرات لتعزيز التعاون الاقتصادي وفتح مجالات الاستثمار بين السودان وعدد من الدول الأوروبية منها على سبيل المثال ألمانيا وأسبانيا وإيطاليا، هل نتوقع ذات الأمر مع السويد وكيف تقيمين العلاقات الاقتصادية الراهنة؟
– أستطيع القول إن هناك شركات سويدية عاملة في السودان خصوصا في مجالات الاتصالات والنقل اللوجستي وهناك مجال جديد وهو التقانة الطبية التي برعت فيها السويد وأعتقد أنها سيكون لها سوق بالسودان فهنا توجد العديد من المستشفيات المزودة بأحدث المعدات وبالتالي أرى أن هذا المجال سيكون مهما في المستقبل القريب، ودوري سيكون تسهيل مهمة رجال الأعمال السويديين للعمل في السودان أما بخصوص المنتدى أو المؤتمر على غرار الدول الأوروبية الأخرى فلسنا بصدد ذلك على الأقل الآن ولكن هناك وفد سيصل في فبراير المقبل من جهاز الاستثمار وهو تابع للحكومة السويدية وعمله تشجيع الاسثمارات الخارجية وسوف يلتقي مع الوزارات المختصة ورجال الأعمال السودانيين لبحث سبل تعزيز الاستثمار بين البلدين.
* قدمت السويد مساعدات إنسانية للسودان في مختلف الأزمات التي مرت به وكانت آخرها السيول والفيضانات في الخريف الماضي ولكن السؤال هل يمكن أن نتوقع تحولا من المساعدات الإنسانية إلى الشراكة التنموية؟
– نعم قدمنا هذا العام 2013 دعما إنسانيا بما يقدر بـ(21) مليون دولار. ولم يكن هناك برامج تنموية في العام 2012، ولكن الحكومة السويدية أجازت ميزانية تقدر بـ(55) مليون دولار كدعم للمشاريع التنموية في السودان خلال ثلاثة الأعوام القادمة (2014 و2015 و2016)، وتشمل مشاريع لبناء السلام في دارفور وتعزيز منظمات المجمتع المدني للعمل في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية وتعزيز دور المرأة وصحة المرأة.. في النظام السويدي نحن في السفارة لسنا الطرف الرئيس في مسألة الدعم التنموي هذا الأمر تتولاه وكالة التنموية الدولية (سيدا) هي التي تحدد الدعم ومجالاته نحن فقط ننسق بين الجانبين ونرسل المعلومات، وسيكون في المستقبل القريب لدينا هنا بالسفارة مسؤول مختص بهذه المهمة وأنا متفائلة جدا خصوصا بعد إجازة ميزانية الدعم للأعوام الثلاثة القادمة.
* جاء في الأخبار أنك زرت مقر المفوضية القومية للانتخابات والتقيت المسؤولين في المفوضية.. ما نوع الدعم الذي وعدت بتقديمه للمفوضية التي تستعد لانتخابات العام 2015؟
– لا لا (كررتها لأكثر من مرة) أنا لم أعد بدعم وأنا لست في موقع الذي يعد بالدعم، فقد كان الاجتماع مفيدا حيث اطلعت من أعضاء المفوضية على عملهم وتوقعاتهم من المجتمع الدولي وحددوا أولوياتهم، كما حدثوني عن سعيهم لإرساء نظام تسجيل شفاف للناخبين، وتطابقت وجهات نظري معهم وسف أنقل رسالتهم إلى ستوكهولم وأتطلع إلى الرد فأنا شخصيا آمل في أن أرى السويد تقدم الدعم في هذا العمل لتعزيز الديمقراطية في السودان، وجميل أنهم في المفوضية يتحدثون عن العملية الانتخابية ويستعدون لها وكأنها تحدث الآن وليست شيئا سيحدث في المستقبل.
صحيفة اليوم التالي السودانية
محمود الدنعو
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.