الكومبس – اوبسالا: اهتمت وسائل الاعلام السويدية بحوادث العنف التي وقعت في المناطق المكتظة بالمهاجرين في عدة مدن وهذا مادفع المجتمع الى حالة توتر غير صحية.
ففي مدينة اوبسالا حدثت حالات عنف كحرق السيارات ورمي الحجارة على سيارات الشرطة وسيارات الاطفاء والباصات مما حدا بشركة الباصات وقف رحلاتها الى منطقة غوتسندا بابسالا لفترة مؤقتة. ومثل هذه الحوادث تكررت في السنوات السابقة وخاصة عام 2009.
وقد رافق هذه الاحداث اقتراح حكومي حديث باعتبار هذا العمل نوع من الجرائم الذي ينبغي تشديد العقوبة علية.
نحن في إتحاد جمعيات المهاجرين في أبسالا نرى في اعمال العنف هذه وتكرارها ان هناك اسبابا يجب على السياسيين والحكومة البحث فيها قبل اتخاذ اي قرار قد يكون له فوائد ايجابية على صعيد وقف العنف مؤقتا، ولكنه سيؤدي الى نتائج سلبية جدا على المستوى البعيد اذا لم يصاحب ذلك إجراءات لحماية الشباب من الوقوع في فخ الجريمة المنظمة في السجن.
ونؤمن كذلك بان البحث العلمي هو أهم أدوات تحليل اسباب ونتائج هذه الحوادث ونؤمن بان الحوار المباشر بين السكان والسلطات هو الطريق الانسب للوصول الى استقرار المجتمع.
كذلك نرى إن حوادث العنف التي يرتكبها الشباب هي عمل مرفوض ولكننا نرى أن معظمها ليس ورائها مخدرات او جريمة منظمة وانما مرتبطة بالبطالة و بالتهميش الاجتماعي والاقتصادي والسكاني لبعض فئات المجتمع، كما ونرى في عزل بعض فئات المجتمع وعدم إدماجها في المجتمع بشكل صحي سببا من أسباب العنف.
لذلك دعا الاتحاد في يوم الاربعاء 24 من اب/ أغسطس 2016 الى حوار مباشر مابين السكان في المنطقة والسياسيين من أصحاب القرار في المدينة لحوار مباشر ومفتوح تحت عنوان ” الديموقراطية وحقوق الانسان” وربطها بحوادث العنف. ولقد لبى الدعوة ستة أحزاب سويدية من احزاب السلطة والمعارضة.
كارولنيا اندرسون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي مسؤولة لجنة التعليم في البلدية, ريكارد مالمستروم من حزب البيئة، رئيس لجنة الرياضة والنشاط، محمد حسن من الحزب الليبرالي نائب رئيس اللجنة الاجتماعية، لارش تور رئيس حزب اليسار في المحافظة، ماركوس لاغركفيتس من حزب المحافظين نائب رئيس لجنة سوق العمل في البلدية، و أون هارسم من حزب الوسط.
ومن بين من حضر الاجتماع رئيس اتحاد الرياضة داغ خوبيري في المحافظة ومسؤول الكنيسة في المنطقة.
وفي الساعة الاولى تحدث السياسيون عن رؤيتهم” للديموقراطية وحقوق الانسان” بجانبيها الحقوق والواجبات كاحزاب ومسؤولين في البلدية وما هو موقفهم مما يجري في المنطقة.
ثم كانت الساعة الثانية عبارة ورشة عمل وقد توزع السياسيين على ستة مجموعات من الحاضرين و تناولت الورشة خمسة اسئلة ومن بينها غياب السياسين عن التواجد الدائم في المنطقة. وقد تم انتقاد السياسين بقسوة لتواجدهم فقط اوقات الانتخابات.
وقد ادار فعالية هذا اللقاء رئيس إتحاد جمعيات المهاجرين اميل صرصور.
كان الحضور لافتا وبعضهم لم يجد مكانا ولكنه ظل واقفا طيلة ساعتين. الجديد في مكان اللقاء انه نظم في مطعم للبيتزا في المركز التجاري للمدينة بهدف الوصول الى جميع فئات سكان المنطقة بسهولة.
وقد حمل السياسيون الكثير من آراء الجمهور لنقلها لقيادة البلدية والتروي في اتخاذ القرارات. ومن اجل ان تعطي هذه اللقاءات ثمارها قرر الاتحاد ان تكون هذه اللقاءات دورية شهرية وقد وزع للمشاركين جدول لقاءات شهرية حتى نهاية كانون الثاني.
يذكر ان إتحاد جمعيات المهاجرين تأسس قبل ثلاثين عاما, 1968. ويتألف من 43 جمعية من مختلف الجنسيات، وله هيئة ادارية مؤلفة من 13 عضوا يمثل ثلاثة عشر جمعية.
ومن أجل بيئة صحية وديمقراطية شفافة فان للاتحاد لقاءان سنويا، الاول في شهر اذار من اجل انتخاب هيئة ادارية واقرار التقرير الادبي والمالي، والثاني في شهر تشرين الاول لرؤساء الجمعيات لاقرار خطة عمل السنة القادمة للاتحاد.
وللاتحاد فعاليات مؤقتة دورية، وفعاليات وأعمال دائمة.
ومن الفعاليات والاعمال الدائمة للاتحاد:
راديو محلي ” راديو ريو” يرسل ب 11 لغة من بينها العربية ويمكن الاستماع له ايضا عبر الانترنت.
ملتقى ” النساء العالمي” وهو ملتقى للنساء كل يوم اثنين وينظم دورات فصلية كالسباحة.
مشروع للكبار” حياة أفضل في آخر العمر”، في كل يوم اربعاء وفي كل يوم ثلاثاء دورة كمبيوتر للكبار.
مشروع ” مدرسة للجميع” وهو مشروع إندماج للطلاب الجدد في خمسة مدراس في المدينة. وندير ايضا مشروع لمحاربة ختان النساء. ومشروع عن الديموقراطية في منطقة غوتسندا.
اما المشروع الاهم فهو مشروع اندماج ” طموح ابسالا 2030″ وقد بدأنا العمل فيه منذ 2010 وقد اعطى نتائج رائعة على كل المستويات محليا وعلى مستوى السويد. وقد تبادلت جامعات من فلندا وايرلندا وايسلندا خبرات الاتحاد في مجال الاندماج. للمشروع لقاءات دورية في كل يوم خميس ولقاءات شهرية ودورات كومبيوتر وتصوير واقتصاد.
ونرى انه للحصول على نتائج طيبة فيجب العمل تكاملياً على المستوى القصير وتتابعا ومثابرة على المستوى البعيد.
دستور الاتحاد يحض على التنوع والاندماج فذلك تم فتح باب العضوية مؤخراً للجمعيات التي ليس لها خلفية إثنية ولكن لا يقبل الاتحاد الجمعيات الدينية والسياسية في عضويته.
اميل صرصور / رئيس اتحاد جمعيات المهاجرين
