ندوة في مالمو حول أسباب عودة اللاجئين إلى العراق
الكومبس – مالمو: نظمت جمعية الصداقة للشباب السويدية وجمعية أيد بإيد أمسية مساء يوم أمس السبت مع عدد من أبناء الجالية العراقية والعربية لمناقشة أسباب عودة العراقيين إلى البلاد، وأعلنت الجمعيتان خلال هذه الأمسية عن افتتاحهما مركز خاص لاستقبال الراغبين في العودة نهاية هذا الشهر الحالي في مدينة مالمو لغرض تسجيل أسمائهم ومساعدتهم في الحصول على جوازات سفر بالتعاون مع السفارة العراقية في السويد وكذلك توفير تذاكر سفر لهم عن طريق مصلحة الهجرة السويدية، وشهدت الأمسية عرض فيلم تعريفي عن الخطوات التي ينبغي أن يقوم بها الراغب بالعودة مع هذا المركز لضمان توفير كافة المساعدات له، وتخللت الأمسية أيضاً عروض موسيقية وفنية سعت من خلالها الجهات المنظمة إلى محاولة كسر العزلة التي يعيشها اللاجئ الجديد وخلق جو من البهجة لديه وتهيئته إلى الاندماج في المجتمع الجديد.
محمد خورشيد مدير المشاريع في منظمة الصداقة السويدية قال في تصريح لشبكة الكومبس “أمسية اليوم تهدف إلى إعطاء معلومات عن مشروع الذي بدأنا فيه في مدينة مالمو وهو مساعدة الأشخاص الذين قدموا إلى السويد وحصلوا على قرار الإقامة وبعدها طلبوا العودة الطوعية إلى بلادهم وبالأخص العراق أن هذا المشروع هو بدعم من مصلحة الهجرة ومحافظة مالمو، ومع انتصارات قوات الأمن العراقية وتحرير المناطق التي كان تشهد سيطرة من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي هنالك أعداد كبيرة من قبل العراقيين لديهم رغبة بالعودة الطوعية إلى العراق، والذي ينوي العودة يحتاج إلى مساعدات بالحصول على الوثائق وعلى جواز السفر نحن كشبكة مساعدة العائدين طوعياً ألى بلدانهم نقوم بمساعدتهم وتجهيز الطرق السهلة ولم تكون أمامهم عوائق من قبل مؤسسات الدولة التي ينوون الرجوع إليها، آلية عملنا هي تسجيل أسماء العائدين وتقديم طلباتهم إلى مصلحة الهجرة ويتم هنالك تنسيق بين السفارة العراقية لترتيب جواز سفر مؤقت لكي يتمكن العائد إلى الرجوع، العائدون هم من مختلف الأعمار هنالك العائلات والشباب وأيضا هنالك كوادر طبية وهندسية، أما موضوع رقم العائدين خلال عام 2015 فلا يوجد عدد ثابت ورسمي لأن هنالك أشخاص لديهم جنسيات سويدية لكنهم يذهبون ويعودون، وقسم آخر رفضت طلبات لجوئهم واختفوا بعدها ولا يعلم بهم أحد أين هم، ولذلك فالحديث عن النسبة والرقم صعب حالياً.
وأضاف “واجبنا اليوم هو تثبيت أسماء العائدون طوعياً وتسجيل بياناتهم، وتقوم الحكومة السويدية بتوفير تذكرة الطائرة وضمان حقوق العائد طوعياً وتجهيز جواز السفر العراقي، وأيضا نسهل مع الحكومة العراقية إجراءات الموظفين وإعادتهم إلى الخدمة”.
نبيلة علي مديرة جمعية ايد بإيد أوضحت “ناقشنا اليوم في هذه الندوة أسباب العودة الطوعية للأشخاص الراغبين بالعودة وكيفية تقديم المساعدة لهم، ونحن كجمعية ايد بإيد تعنى بالقادم الجديد تباحثنا اليوم على أهم عوائق الاندماج والعزلة بحيث يلجئ المقيم في السويد إلى العودة الطوعية، بالتالي عملنا كمؤسسات مجتمع مدني هو مساعدة القادم الجديد وتهيئته للاندماج وأيضا مساعدة الراغب بالعودة طوعياً إلى بلاده”.
الكاتب والروائي لميس كاظم يرى أن فكرة العودة الطوعية هي جميلة وتحتاج إلى أكثر من تفعيل وأكثر من مجال لأن الإمكانيات ما تزال دون مستوى الطموح بحيث ما تقدمه المؤسسات السويدية دون مستوى المطلوب، وعليه أن تكون هنالك تعبئة صحيحة وهادفة، الآن هناك أشخاص بالآلاف يطالبون بالعودة ويحتاج لهم جهد كبير وتكاتف من قبل المؤسسات السويدية مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، بحيث تقدم موضوعات توضح للناس كيفية العودة الطوعية لكي تكون النتائج إيجابية، أعداد كبيرة تتخوف من أن تتوجه إلى مشروع العودة الطوعية وقسم منهم اختفوا عن الساحة وبطريقة غير شرعية، الموضوع الآخر هو أن الجانب العراقي غير مستعد لاستقبال العائد طوعاً بحيث لم يتم التهيئة له واستقباله في مؤسسات الدولة، فهنا على مصلحة الهجرة أن يفكروا بطريقة صحيحة هو كيف المؤسسات العراقية تستقبل هذه الأعداد الكبيرة، أنا لا أعتقد أن لدى الحكومة العراقية جدية باستقبال هذه الأعداد وتوفر لهم المكان الأمن لأنه مثل ما هو معروف الآن في العراق هنالك أكثر من 5 مليون عراقي نازح داخلي، وبالتالي فإن العملية شائكة ومعقدة وليست سهلة، بنفس الوقت أبارك لجهود منظمات المجتمع المدني على هذه الإرشادات والمعلومات الممنوحة للراغبين بالعودة”.
تقرير: عمار السبع
الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر