أحداث غزة

آثار تصاعد الحرب على غزة في السويد

: 10/30/23, 6:03 PM
Updated: 11/1/23, 7:21 PM

الكومبس – تحليل مصور: في السويد خلاف تحكمه مصالح كثيرة وقيم أقل
تتخوف السويد من انعكاسات المعارك المفتوحة على غزة من كل الجهات، وسط ارتفاع مستوى الدمار والقتل الذي لا يزال مستمراً. تتخوف السويد من زيادة الكراهية لليهود المواطنين لديها، كما هناك خوف من موجات العداء للمسلمين والمهاجرين الشرق أوسطيين على أراضيها.
فيما يبدو الحديث أقل عن الخوف من زيادة الاستقطاب بين مفهوم “نحن” و”هم”، وبالتالي زيادة مشاكل الاندماج وعدم الثقة بالمجتمع، مما قد يُنبئ بمشاكل كبيرة متراكمة تؤثر على كل المجتمع السويدي.
عدد ربما غير قليل من المتعاطفين في السويد مع سكان غزة يرون أن البلاد كلها اليوم منحازة ضدهم، السويد كلها يجري التعامل معها من قبل هؤلاء كوحدة متكاملة لها موقف واحد، موقف منحاز وغير إنساني.
عدد كبير من المتعاطفين مع غزة يرون أن التغطية الإعلامية السويدية غير حيادية وغير موضوعية، كما يرون أن معظم السياسيين هنا يتعامون عن مشاهدة الحقيقة وينحازون فقط إلى جانب واحد، ولا يميزون بين الضحية والجلاد، من وجهة نظرهم.
فيما نجد أن هناك أيضا متعاطفين مع إسرائيل في السويد، هم أيضا غير راضين عن الإعلام السويدي أو عن السياسيين السويديين، ومن يتابع خاصة منشورات اليمين المتطرف على توتير يرى حجم هذه الانتقادات للإعلام الذي يريدونه أكثر وضوحاً في إسكات الطرف الآخر، ويريدون منح مساحات أكبر لروايتهم.
المستاؤون من السويد كل السويد لا يريدون غالباً التمييز بين موقف وآخر، أو معرفة استخدام وسائل تقوية صوتهم ليصبح مسموعاً أكثر، والخشية في حال ارتفاع عددهم، وزيادة مستوى استيائهم، أن يصبحوا معرضين أكثر من غيرهم للعزلة وقد يتحولون إلى تربة خصبة لنشر الكراهية ضد أنفسهم وضد غيرهم.
فيما يرى آخرون أن السويد ليست كتلة واحدة ضد أو مع أحد، في السويد يوجد خلاف كبير في الآراء كما في الدول الغربية الأخرى، خلاف تحكمه مصالح كثيرة وقيم أقل.
وسط كل هذا تظهر أصوات تستغل التعاطف مع غزة لجر الناس إلى أفكار متطرفة، تضر أولاً بالمتعاطفين مع الفلسطينين وثانياً بموقع هؤلاء ضمن المجتمع السويدي. مظاهرات صغيرة نظمها متطرفون خرجت في هذا الاتجاه الأيام الماضية، ولا تزال حتى الآن غير مؤثرة، وليست بحجم المظاهرات الكبرى التي شارك بها سويديين بأغلب المدن السويدية، لكن يخشى أن يزداد تأثير المتطرفين مع تزايد مشاهد القتل والدمار القادمة من غزة. ومن أمثلة الاستغلال أيضاً ظهور حركة المقاومة الشمالية النازية في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، الأمر الذي كان محط تركيز من وسائل إعلام سويدية، وأثر سلباً على المظاهرات الداعمة للفلسطينيين، فغزة ليست بحاجة لدعم النازيين، لكي تظهر مأساتها .
في السويد خلاف أو حراك ديمقراطي ربما يصل إلى ذروته هذه الأيام، وتقول التجارب السابقة أنه إما أن يكون المرء جزءاً فاعلاً من هذا الحراك ويؤثر فيه ويعبّر فيه عن وجهة نظره ويتفادى استغلال عواطفه بشعارات متطرفة، أو أن يأخذ جانباً منعزلاً ويبقى على الهامش دون أي تأثير، فيتأثر بالصور النمطية التي تُرسم عنه دون أن يحرك ساكناً،.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.