سيرك استفزازات المتطرف الدنماركي راسموس بالودان يتواصل، وهذه المرة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن. أمام مسجد في منطقة Noerrebro أحرق بالودان نسخة من المصحف فيما واجهه شباب بمكبرات حجبت صوته تماماً، ليتوجه بعدها إلى أمام السفارة التركية في كوبنهاغن. تركيا استبقت خطوته بإعلان استدعاء السفير الدنماركي في أنقرة. واعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حرق المصحف “هجوماً على القرآن”. وكان بالودان أعلن أنه سيحرق نسخاً من المصحف أمام مسجد والسفارتين التركية والروسية في كوبنهاغن. المتطرف الدنماركي الذي يحمل أيضاً الجنسية السويدية أقدم على حرق المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت الماضي، الأمر الذي سبب موجة من ردود الفعل المنددة، وأزّم العلاقات المتوترة أصلاً بين السويد وتركيا بخصوص عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو). احتجاجات حاشدة خرجت في عدد من العواصم الإسلامية، فيما دعا الأزهر إلى مقاطعة المنتجات السويدية.
غالبية السويديين يرون أن الحكومة تعاملت بشكل سيئ مع قضية عضوية حلف الناتو وما جرته من تداعيات في الأسابيع الأخيرة. استطلاع أجراه مركز ديموسكوب لصالح أفتونبلادت أظهر أن 85 بالمئة من المستطلعة آراؤهم يعتبرون تعامل الحكومة سيئاً أو سيئاً جداً. في حين قال 19 بالمئة فقط إن الحكومة تعاملت بشكل جيد مع القضية. وفي الوقت نفسه، أظهر الاستطلاع أن عدد مؤيدي انضمام السويد إلى الحلف أصبح أكبر من أي وقت مضى، حيث قال 70 بالمئة من المشاركين إنهم يؤيدون ذلك. وكانت السويد شهدت أحداثاً متوالية في الأيام الأخيرة مرتبطة بطلب عضويتها في الحلف، منها إلغاء تركيا لزيارات مسؤولين سويديين، وتعليق دمية على هيئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مظاهرة في ستوكهولم، وإقدام المتطرف الدنماركي راسموس بالودان على حرق المصحف. فيما رأى كثيرون من المستطلعة آراؤهم أن الحكومة قدمت تنازلات لأردوغان، مستخدمين تعابير مثل “الانبطاح أمام تركيا” و”ضعف الحكومة”.
موجة عنف العصابات ما زالت تقلق حياة السكان في بعض مناطق ستوكهولم. تفجير هز مبنى سكنياً في أكالا شمال المدينة فجر اليوم دون أن يصاب أحد بأذى. وهذا هو الانفجار التاسع الذي يهز محافظة ستوكهولم خلال العام الحالي. وتشهد مناطق في المحافظة موجة من العنف المتمثل بإطلاق نار وتفجيرات نتيجة صراع عصابتين على سوق المخدرات في مدينة سوندسفال. شرطة سوندسفال أعلنت القبض على سبعة أشخاص خلال حملة مداهمات في المدينة الليلة الماضية. كما صادرت عدداً من الأسلحة بينها رشاشات إضافة إلى كمية من المخدرات. المدعي العام قال إن عمليات المداهمة جنّبت المدينة جرائم خطيرة. فيما لفتت مصادر إلى أن الحملة على صلة مباشرة بموجة العنف الأخيرة في ستوكهولم. الشرطة داهمت مدججة بالسلاح عدداً من العناوين في منطقتي سودرمالم وناكستا في سوندسفال لتقبض على عدد من الأشخاص بينهم اثنان تحت سن الثامنة عشرة. دوامة العنف واسعة النطاق ترتبط بصراع بين زعيم شبكة إجرامية في ستوكهولم عمره 24 عاماً، ورجل مطلوب دولياً يُطلق عليه لقب “الثعلب الكردي” ويُعتقد أنه موجود في تركيا. وكان مقطع فيديو رصد الشاب البالغ 24 عاماً وهو يزور سوندسفال للقاء أعضاء عصابته.
تقرير إعلامي يكشف أن تجنيد الأطفال مستمر في العصابات رغم الحملة الأمنية. صحيفة أفتونبلادت نقلت عن مصادر أن العصابات تزود طلاب مدارس أعمارهم بين 13 و15 عاماً بأسلحة رشاشة. وكانت ستوكهولم شهدت أكثر من 30 حادثة عنف، بين إطلاق نار وتفجير، منذ عيد الميلاد. تجنيد أطفال جدد استمر في الشبكات الإجرامية، خصوصاً في ضواحي جنوب ستوكهولم وسودرتاليا. مصادر قالت إن هناك بلاغات من المدارس عن وجود أطفال يخضعون للتأثير المباشر للمجرمين. ووفقاً لراديو السويد، يتم إغراء الأطفال بالمال، لكن هناك أيضاً تقارير تفيد بأن المجرمين الأكبر سناً يهددون الأطفال بإيذاء أسرهم إذا لم ينفذوا المهمات المطلوبة منهم.
ألغت الحكومة اليوم التحقيق الخاص بإلغاء خصم راتب اليوم الأول من المرض للموظفين والمعروف باسم (karensavdrag). قرار الحكومة أغضب حزب ديمقراطيي السويد (SD)، ودفعه إلى استدعاء وزيرة المسنين والضمان الاجتماعي آنا تيني إلى اللجنة البرلمانية المعنية. وكانت حكومة الاشتراكيين السابقة ألغت خلال فترة جائحة كورونا خصم راتب اليوم الأول من الإجازة المرضية، وأطلقت تحقيقاً لدراسة إمكانية تطبيق ذلك بشكل دائم بحيث يحصل الموظف على راتبه كاملاً في حال المرض. وكان من المقرر تقديم نتائج الدراسة في موعد أقصاه نهاية سبتمبر 2023. غير أن الحكومة الجديدة قررت اليوم إلغاء التحقيق. وقال حزب SD إنه لم يكن على علم بالقرار. وكان الحزب وعد ناخبيه خلال الحملة الانتخابية بإلغاء الخصم. وكانت المجموعات المهنية التي لا تتاح لها الفرصة العمل من المنزل تضررت بشدة من خصم اليوم الأول، ما دفع الحكومة السابقة إلى إطلاق تحقيق لدراسة إلغائه.
بعد جملة مزيد من الأخبار…
كما يمكنكم متابعينا الاستماع إلى نشرة الكومبس الإخبارية على منصات البودكاست أينما كنتم عبر تطبيق سبوتيفاي وغيره من التطبيقات