استقالة مستشار الأمن القومي الجديد بعد ساعات من تعيينه تثير جدلاً حاداً في البلاد وتفتح باب الهجوم والهجوم المضاد بين الحكومة وخصومها، كما تفتح باب النقاش حول الأثر الذي تتركه تصرفات الأفراد حتى إن كانت قبل سنوات طويلة. توبياس تيبيري اضطر إلى الاستقالة بعد أقل من 12 ساعة من توليه المنصب، بعد اكتشاف صور قديمة على موقع مواعدة للمثليين. حيثُ تم إرسال صور عارية له من تطبيق مواعدة بشكل مجهول إلى مكتب الحكومة، وهي صور لم يذكرها أثناء التدقيق الأمني الذي أجري بشأنه قبل توليه المنصب. الاستقالة أثارت موجة انتقادات شديدة لرئيس الوزراء أولف كريسترشون وفريقه. وعبرت مصادر داخل حزب المحافظين عن غضبها الشديد، حيث وصفت ما حدث بأنه “مخطط فاشل”. و كان كريسترشون وعد في السابق بإنشاء هذا المنصب عندما كان في المعارضة، وحين أصبح رئيساً للوزراء نفذ وعده، لكن لم تسر الأمور كما كان مخططاً لها حتى الآن، حيث اضطر أول مستشار للأمن القومي وصديق كريسترشون، هنريك لاندرهولم، إلى الاستقالة إثر سلسلة فضائح حول تصرفات شخصية اعتبرت مخلة بالأمن. وبعد أربعة أشهر من استقالة لاندرهولم عين كريسترشون توبياس تيبيري الذي اضطر للاستقالة أيضاً. سياسيون في المعارضة انتقدوا كريسترشون وفريقه، معتبرين أن هذا الفشل قد يضر بالعلاقات الدولية للسويد ويؤثر سلباً على التعاون الاستخباري مع الدول الأخرى. فيما انتقد كتّاب ما أسموه طرد المستشار فقط لأنه مثلي.
بينما كانت أوبسالا تشيع اليوم الفتى أيهم الذي قضى مع شابين آخرين ضحايا لجريمة أوبسالا الأسبوع الماضي، شهدت مدينة فيستروس قلقاً صباح اليوم بعد جريمتين خطيرتين. السلطات أصدرت تحذيراً عاماً للسكان تحت مسمى “رسالة مهمة للجمهور” طالبت فيها سكان المنطقة بالبقاء داخل منازلهم، بينما كانت الشرطة تلاحق الجاني المشتبه به وتعتبره خطراً على العامة. ولاحقاً أكدت الشرطة مقتل امرأة وإصابة أخرى بجروح في جريمتي عنف خطيرتين في منطقتي رونبي وسكولتونا. كما أعلنت القبض على الجاني وأكدت أن الضحية والجاني كانت تجمعهما علاقة سابقة. وفي أوبسالا شيّع عدد من سكان المدينة جثمان الشاب أيهم أحمد، أحد الضحايا الثلاثة للجريمة المروعة التي وقعت داخل صالون حلاقة وسط المدينة الأسبوع الماضي. والد أيهم عبر في تصريح للكومبس عن امتنانه لحجم التضامن والدعم الذي تلقته العائلة من أبناء المدينة، مؤكداً أن ابنه كان شاباً محبوباً ومعطاءً لكن شاء القدر أن يرحل باكراً. مدير المركز الإسلامي في أوبسالا، الشيخ ياسر أبو جحيشة دعا إلى “تكاتف الجهود بين جميع مكوّنات المجتمع، بما في ذلك المؤسسات الدينية والمدنية والجهات الرسمية، للعمل معاً من أجل وقف العنف المتصاعد، لما يشكله من خطورة بالغة على حياة الأبرياء وعلى الأمن المجتمعي”. والدة أيهم أصرت على لقاء زملاء أيهم في المدرسة خلال التشييع. فيما ودعت ابنها بكلمات مؤثرة.
أطلقت الحكومة تحقيقاً جديداً في قضايا استغلال منظومة المساعدة الشخصية، بعد عقدين من التحذيرات بشأن اختراق النظام من قبل عناصر مرتبطة بالجريمة المنظمة. وكان المجلس الوطني لمكافحة الجريمة حذّر من انتشار الاحتيال على تعويضات المساعدة الشخصية والإعاقة، بسبب ضعف الرقابة وتعقيد الإجراءات منذ العام 2005. تقارير أظهرت أن نحو 40 بالمئة من الحاصلين على خدمات المساعدة الشخصية يتعاملون مع موظفين مرتبطين بالجريمة المنظمة. وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كاميلا فالترشون غرونفال إن النظام “تم اختطافه واستغلاله من قبل منظمات إجرامية ممنهجة”، مشيرة إلى أن التحقيق الجديد سيركز على مراجعة النظام وتقديم حلول لاستعادة الثقة فيه. ومن حالات الاحتيال المكتشفة قيام أشخاص باختلاق إعاقات وهمية للحصول على تعويضات مالية. وفي إحدى القضايا، قام رجل بتجنيد شاب من مركز لاجئين ليتظاهر بأنه مقعد على كرسي متحرك، ما سمح لشركة المساعدة بالحصول على تعويضات بقيمة 75 مليون كرون دون تقديم أي خدمة. وفي 2015 أُدين 34 شخصا في عملية احتيال في سودرتاليا، حيث تم خداع الدولة بمبلغ يقارب 30 مليون كرون.
كشفت الشرطة أن نحو 90 طفلًا وشاباً مُعرضون لخطر الانجرار إلى دوامة العنف والعصابات في منطقة بيسكوبسغوردن في مدينة يوتيبوري، في أعقاب جريمة القتل المزدوجة التي وقعت مؤخراً في المنطقة. وكان شابان قُتلا بإطلاق نار في موقف للسيارات قبل نحو ثلاثة أسابيع، فيما تواصل الشرطة تحقيقاتها في الجريمة التي يُعتقد أنها على صلة بالنزاع المستمر بين العصابات هناك. وقالت الشرطة إنها تعمل على تنفيذ خطة وقائية للحد من خطر التصعيد والانتقام إلى جانب التحقيقات الجنائية. وقال رئيس شرطة المنطقة المحلية دانييل نورلاندر إن الشرطة أجرت محادثات جيدة جداً مع الأهالي، وكان تفاعلهم إيجابياً”. وتتراوح أعمار الأطفال الذين تم تحديدهم بين 13 و18 عاما، وبعضهم مشارك بالفعل في الصراعات الجارية، فيما لا يزال آخرون في الهامش لكنهم معرضون للانجرار إليها. ورغم تجاوب الأهالي، لفت نورلاندر إلى أن العديد منهم لا يدركون خطورة الوضع، وأضاف أن من الخطر أن يكون الوالد مطمئناً جداً ويظن أن ابنه لا يمكن أن يتورط.
احتجزت السلطات موظفاً سابقاً لدى شركة عقارية في ستوكهولم على ذمة التحقيق، للاشتباه في تورطه في تجارة واسعة النطاق لبيع عقود الإيجار بالأسود. وبحسب وثائق اطلعت عليها صحيفة هيم أوك هيرا يُعتقد بأن أكثر من 140 عقد إيجار تم بيعها بطريقة غير قانونية. وجرى توقيف الرجل منذ مارس الماضي. ويُشتبه في تورط تسعة أشخاص آخرين في جرائم مختلفة مرتبطة بالقضية، بينهم أربعة يُشتبه في شرائهم عقود الإيجار بطريقة غير قانونية. ووفقاً للشكوك، فإن السوق السوداء مستمرة منذ عامين ونصف. ويُعتقد بأن الجرائم ارتُكبت بين عامي 2022 و2024، وهو أمر مهم من الناحية القانونية، حيث أن شراء عقود الإيجار كان شرعياً حتى العام 2019، لكنه أصبح مجرّماً منذ ذلك العام، ما يعني أن الذين اشتروا العقود قد يواجهون محاكمة جنائية أيضاً.