الأصوات المناهضة للحرب تتعالى في السويد

: 11/14/23, 6:50 PM
Updated: 11/14/23, 6:50 PM

خروج السويديين من غزة يتوالي. وزارة الخارجية أكدت خروج 62 سويدياً أمس، فيما ضمت قوائم المسموح لهم بعبور معبر رفح اليوم 101 اسم من حملة الجنسيات أو الإقامات السويدية. قائمة السويديين تتكون بشكل رئيسي من عائلات يعيش كثير منها في جنوب وغرب السويد. وغالبية الأشخاص هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، أصغرهم يبلغ من العمر عاماً واحداً. وكان وزير الخارجية توبياس بيلستروم ذكّر أمس بأن وزارة الخارجية نصحت المواطنين السويديين بعدم السفر إلى غزة طيلة السنوات العشر الماضية، مضيفاً أن كل من دخل غزة كمواطن سويدي يتحمل مسؤولية شخصية كبيرة جداً. الكومبس تواصلت مع بعض المسموح لهم بالخروج من قطاع غزة، وبينهم جوزيف لبّد الذي توجّه منذ أسابيع نحو منطقة رفح استعداداً لمغادرة القطاع، لكن انتظاره طال حتى صباح اليوم. نسمة لبّد، ابنة جوزيف، قالت إن الخارجية السويدية تواصلت معها، وأبلغتها بورود اسم والدها على لائحة المسموح بمغادرتهم اليوم. نسمة وصفت شعورها مع قرب عودة والدها بالقول إن “المشاعر متضاربة بين فرح يمتزج مع القلق الشديد، وحزن على من بقي هناك ولا يستطيع الخروج”. ومن الخارجين أيضاً وليد هليس الذي أصيب في السابق خلال قصف إسرائيلي على مكان إقامته. وليد قال إنه وصل إلى القاهرة فجر اليوم عبر معبر رفح بعد رحلة استغرقت أكثر من 20 ساعة، وجمعت بين مشقة الطريق وطول الانتظار. وفد من ممثلي السفارة السويدية في مصر استقبل وليد وسويديين آخرين وأبلغوهم بالمعلومات الضرورية، من بينها تصريح الإقامة المحددة في مصر، الذي يسمح لهم البقاء لمدة 72 ساعة فقط. وذكر وليد أنه ومن معه من السويديين يتحملون تكاليف الحجز الفندقي وتذكرة السفر. فيما عرضت السفارة الحصول على قرض لتغطية التكاليف، إذا كان المرء غير قادر على الدفع حالياً.

المواقف المجتمعية من حرب غزة مستمرة في التعبير عن نفسها داخل السويد. أمس كتبت مجموعة من اليهود السويديين مقالاً في صحيفة أفتونبلادت، دعوا فيه إسرائيل إلى عدم الحديث باسمهم. واعتبروا أن انتقاد إسرائيل لا يعني معاداة السامية. وأدان كاتبو المقال وعددهم 28 شخصاً سياسة الاحتلال الإسرائيلي والهجوم الإرهابي الذي شنته حماس، على حد تعبيرهم، مؤكدين أن كثيراً من اليهود ينأون بأنفسهم عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون”. واليوم كتب ممثلو جمعيات سويدية في مالمو مقالاً في صحيفة “سيد سفينسكان” انتقدوا فيه محاولة “إسكات الأصوات المدافعة عن فلسطين تحت ما أسموه ذرائع معاداة السامية ودعم الإرهاب. وانتقد كاتبو المقال بشدة تعاطي الحكومة وسياسيين ووسائل إعلام مع الأحداث الأخيرة، مطالبين الحكومة السويدية بأن تتحمل مسؤوليتها من خلال إدانة ما أسموه الجرائم الوحشية ضد الإنسانية. وتساءل كتاب المقال “كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يموتوا قبل أن تدين السويد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل؟”. ممثلو الجمعيات عبّروا عن قلقهم الشديد من قرار الحكومة السويدية الامتناع عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار وقف إطلاق النار في غزة. واعتبروا أن الرواية السائدة في وسائل الإعلام السويدية تضفي الشرعية على الإبادة الجماعية من خلال الرواية الدعائية الإسرائيلية حول “الحق في الدفاع عن النفس”. وكان ناشرو وسائل الإعلام السويدية أكدوا أمس التزام الصحافة السويدية بمبدأ الحياد وعدم الانحياز إلى أي طرف في تغطيتها لأحداث الحرب على غزة. وحذّر الناشرون من وجود “كثير من المعلومات الكاذبة المنتشرة حول كيفية تغطية الصحفيين للحرب للادعاء بأن وسائل الإعلام لديها أجندات أو دوافع سياسية خاصة”، مؤكدين أن وسائل الإعلام السويدية “لا تعمل بهذه الطريقة”.

تنتظر عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي خطوة مهمة يوم الخميس المقبل في البرلمان التركي، مع اجتماع لجنة الشؤون الخارجية التي وضعت عضوية السويد بنداً على جدول أعمالها. وكالة الأنباء السويدية قالت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد أن يحمل معه رسالة إيجابية خلال زيارته إلى ألمانيا ولقائه مستشارها أولاف شولتس يوم الجمعة. وبعد لجنة الشؤون الخارجية يجب أن تمر العضوية عبر لجنة الدفاع في البرلمان التركي، قبل إحالتها على الغرفة الكبرى للتصويت عليها. وإن لم يحدث ما يعرقل العملية، فيمكن أن يصادق البرلمان التركي على طلب السويد الأسبوع المقبل. وسيعود الطلب بعد المصادقة عليه في البرلمان إلى مكتب أردوغان نفسه، الذي يصدره رسمياً ويرسله إلى واشنطن. وفي حال موافقة هنغاريا وتركيا، فسيتمكن وزير الخارجية السويدي من المشاركة بصفته ممثل دولة كاملة العضوية في الحلف خلال اجتماع وزراء خارجية الناتو 28 نوفمبر. وفي سياق متصل، أكدت قوات الدفاع السويدية حاجة البلاد إلى تخصيص استثمارات كبيرة لتوسعة وتطوير شبكة السكك الحديدية، بعد دخول الناتو. وبحسب تقرير عسكري، تعاني السكك الحديدية من صيانة سيئة ونقص كبير في القدرة الاستيعابية، ويجب تخصيص استثمارات حكومية كبيرة في سكك القطارات التي ستلعب دورا رئيسياً في النقل العسكري.

أخبار اعتبرها الاقتصاديون إيجابية حملتها أرقم هيئة الإحصاء اليوم. معدل التضخم بقي في أكتوبر الماضي عند 6.5 بالمئة على مؤشر أسعار المستهلكين. وكان الاقتصاديون يتوقعون معدلاً أعلى. خبراء قالوا إن أرقام التضخم تزيد مساحة المناورة المتاحة للبنك المركزي. وتراجعت توقعات الاقتصاديين بأن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. ومع ذلك هناك احتمال بـ50 بالمئة أن ترتفع أسعار الفائدة مجدداً. وفق توقعات الاقتصاديين. ورغم انخفاض التضخم، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في البلاد مجدداً. وكانت الفاكهة والخضروات أكثر ارتفاعاً من بقية المنتجات. متوسط أسعار المواد الغذائية زاد بنسبة 0.4 بالمئة في أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر. وكان هناك اختلافات في الأسعار بين المجموعات الغذائية المختلفة، حيث انخفض سعر الأسماك والقهوة والشاي والكاكاو. في حين كان الأمر معاكساً في الخضروات والفاكهة. وفي المنتجات الفردية، ارتفع سعر الطماطم على سبيل المثال بنسبة 17 بالمئة تقريباً مقارنة بشهر سبتمبر. وفي المجمل، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 6.6 بالمئة منذ أكتوبر 2022.

تفاعل السويديون اليوم مع تقليد سنوي ينتظرونه كل عام. التلفزيون السويدي اختار الممثل الكوميدي السويدي من أصل هندي، دافيد باترا، شخصية عيد الميلاد Julvärd للعام 2023. باترا سيحظى بمهمة تقديم البرنامج التلفزيوني الرئيسي عشية عيد الميلاد عبر SVT، وهو حدث تلفزيوني سنوي يتابعه ملايين السويديين. تلقّى باترا النبأ في رسالة غامضة من مديرة البرامج في SVT إيفا بيكمان، قبل أن يكتشف أنه سيتولى دور مضيف الميلاد هذا العام. الممثل أعرب عن سعادته بقبول العرض، بعد تشجيع كبير تلقّاه من أسرته. وقال إنه يفكّر بإضافة عناصر هندية إلى برنامجه هذا العام، بينها وصفة طعام خاصة اعتاد على صنعها بنفسه وتجمع المطبخ الهندي بمطبخ سكونه السويدي. وكان SVT اختار عدة شخصيات للميلاد من أصول مهاجرة بينهم الشيف السويدي من أصل فلسطيني طارق تايلور، ومقدمة البرامج السويدية من أصول فلسطينية جينا ديراوي.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.