الاتحاد الأوروبي يشدد نظام اللجوء.. والسويد مستمرة

: 12/20/23, 5:26 PM
Updated: 12/20/23, 5:26 PM

“الأوروبيون هم من سيقررون من يدخل الاتحاد الأوروبي وليس مهربو البشر”، بهذه الكلمات علّقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على نظام اللجوء الجديد. دول الاتحاد توصلت اليوم إلى اتفاق مع البرلمان الأوروبي لوضع ميثاق جديدة للهجرة. الاتفاق وُصف بـ”التاريخي” وجاء بعد ثلاث سنوات من الجدل والخلافات الحادة بين دول الاتحاد. ويشمل الميثاق الجديد تغييرات كبيرة تطال سياسة اللجوء الحالية، من خلال تعزيز الضوابط على الحدود للحد من عمليات الدخول غير النظامي وتشجيع الهجرة القانونية، وتنظيم إدارة عملية اللجوء خصوصاً أثناء الأزمات. الاتفاق ينص على تحديد وضع الشخص بسرعة عند وصوله إلى أوروبا. ومن المفترض أن يعرف المهاجرون في غضون خمسة أيام ما إن كان طلب لجوئهم سيخضع للدراسة أم سيتم ترحيلهم إلى البلدان التي أتوا منها. عملية “الغربلة” ستشمل أيضا الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر، أو الذين يتجاوزون الحدود ويستطيعون دخول الأراضي الأوروبية. الاتفاق ينص أيضاً على أن اللاجئين من دول آمنة وتوجد لديهم فرص ضئيلة للحصول على اللجوء سيتم احتجازهم في مراكز تشبه السجون على الحدود الخارجية. ومن المتوقع المصادقة على الاتفاقية رسمياً في أوائل العام المقبل. خبراء بسياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي قالوا إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى ردع طالبي اللجوء عن التوجه نحو دول الاتحاد الأوروبي. في حين انتقدت منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى الاتفاق واعتبرت أنه “قاس ويستحيل العمل معه”.

السياسة المتشددة حيال الهجرة “ستستمر لفترة طويلة في السويد” أيضاً، هذا ما قالته رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون، مؤكدة أن حزبها لا ينوي العودة إلى سياسة الهجرة القديمة في حال فاز بالانتخابات المقبلة وتسلّم حكم البلاد. أندرشون قالت في مقابلة صحفية إن الأغلبية الساحقة من أعضاء البرلمان تقف خلف سياسة صارمة للهجرة، وهذا يشمل النواب الاشتراكيين”. زعيمة المعارضة بررت موقفها من الهجرة بضرورة “ضمان حصول الأشخاص الموجودين في السويد على فرصة حقيقية ليصبحوا جزءاً من المجتمع. حديث أندرشون جاء تعليقاً على تصريح لرئيس حزب البيئة الجديد دانيال هلدن أكد فيه أن حزبه سيعمل من أجل العودة إلى عدد من السياسات القديمة “المنفتحة” و”السخيّة” تجاه الهجرة، الأمر الذي دفع أحزاب الحكومة إلى التحذير من العودة إلى سياسات الهجرة القديمة في حال فوز الاشتراكيين بالانتخابات المقبلة. وكان الحزب الاشتراكي نشر مراجعة داخلية حول سياسات الهجرة والاندماج، وخلص إلى أن السويد “اتبعت سياسة هجرة مفرطة السخاء لمدة ثلاثين عاماً” وأنها فشلت بتحقيق الاندماج. غير أن رئيسة الاشتراكيين ألقت باللوم على حكومة المحافظين السابقة التي قادها فريدريك راينفيلد وشارك فيها أولف كريسترشون.

الحكومة السويدية تطلق تحقيقاً بهدف إلزام المدارس بتقديم مزيد من أوقات التدريس خلال العطلات، وإلزام بعض الطلاب بالذهاب إلى المدرسة خلال العطلة. وزير العمل والاندماج يوهان بيرشون قال اليوم إن “النظام المدرسي السويدي غير كاف”. مدارس العطلات تعتبر غير إلزامية لأي طالب في السويد اليوم. علماً أن المدارس مُلزَمة بتقديم التعليم خلال العطلة لطلاب الصفين الثامن والتاسع. وتريد الحكومة الآن التحقيق فيما إن كان من الممكن إلزام المدارس بتقديم التعليم في العطلات للتلاميذ الأصغر سناً. كما تريد تمكين مديري المدارس من إلزام بعض التلاميذ بالالتحاق بمدرسة العطلات إذا اعتُبر التلميذ بحاجة إليها. ويتضمن التحقيق أيضاً دراسة إمكانية إلزام الوافدين الجدد بالالتحاق بالمدرسة في العطلات لتعلم مزيد من اللغة السويدية. وكان بيرشون قال في وقت سابق إن اختبار بيسا الدولي أظهر أن التلاميذ من خلفيات أجنبية كان أداؤهم أسوأ وهناك خطر من أن يستمر هذا في مراحل أخرى من الحياة.

رغم الضغوط الاقتصادية التي يعيشها سكان السويد حالياً فإن المستقبل لا يبدو قاتماً. معهد البحوث الاقتصادية توقع اليوم تراجع معدل التضخم بشكل حاد خلال العامين المقبلين، وخفض معدلات الفائدة بدءاً من العام المقبل. المسؤول في المعهد الاقتصادي إريك سبيكتور قال إن البنك المركزي الأمريكي ونظيره الأوروبي سيخفضان أسعار الفائدة بدءاً من فبراير، في حين يتوقع بدء خفض البنك المركزي السويدي للفائدة مطلع الصيف المقبل. وفيما يتعلق بالتضخم، توقع المعهد أن ينخفض إلى 2.9 بالمئة في العام 2024، ثم إلى 1.2 بالمئة في 2025، علماً أن المركزي السويدي وضع نسبة 2 بالمئة كهدف لمعدل التضخم في البلاد. وتوقع المعهد أن يعود الاقتصاد إلى النمو، وأن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 بالمئة في العام المقبل.

عاصفة ثلجية تتحرك باتجاه النرويج والدنمارك والسويد. ومن المتوقع أن تصل العاصفة التي أطلق عليها الدنماركيون اسم “بيا” إلى السويد غداً الخميس. هيئة الأرصاد الجوية حذّرت من أن العاصفة ستسبب مشكلات في ذروة حركة المرور لعطلة الميلاد، حيث يسافر كثير من السويديين إلى مناطق أخرى من البلاد للاحتفال مع عائلاتهم. ومن المتوقع أن يكون يوم الجمعة صعباً بشكل خاص بسبب شدة الرياح والطرق الزلقة وكميات كبيرة من الثلوج تصل إلى 30 سنتيمتراً على طريق “إي فيرا” على طول ساحل نورلاند. العاصفة بيا تصل إلى النرويج والدنمارك أولاً ثم تجد طريقها إلى غرب السويد وتنتشر في البلاد. وأصدرت الأرصاد الجوية تحذيراً باللون البرتقالي من تساقط الثلوج في يافليبوري وعلى طول طريق “إي فيرا” بين يافله وسوندسفال، وهو طريق يكون مزدحماً بشدة بسبب حركة المرور في عيد الميلاد. كما أصدرت الهيئة تحذيرات باللون الأصفر من كثافة الثلوج في أجزاء واسعة من جنوب السويد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.