التفجيرات تتزايد.. وشعبية الحكومة تتهاوى
الحكومة تواجه تفجيرات العصابات بسجل وطني. موجة العنف في السويد تقلق جارتها النرويج. ورجل ستيني يسقط مصاباً بالرصاص شمال ستوكهولم. أعداد التفجيرات زادت في البلاد هذا العام لتبلغ مستوى مرتفعاً تاريخياً مع اشتداد الصراع العنيف بين العصابات الإجرامية في البلاد. وسجلت السويد حتى منتصف شهر سبتمبر الحالي، 124 تفجيراً، تلاها تفجيران كبيران خلال اليومين الأخيرين، بينما بلغ عدد التفجيرات 133 في العام 2019 بأكمله، وهو أعلى رقم وصلته البلاد. الحكومة عقدت اليوم اجتماع أزمة لبحث موضوع التفجيرات، وقررت إنشاء سجّل وطني للحاصلين على رخصة امتلاك المواد المتفجرة. وزير العدل غونار سترومر قال إن السويد اليوم في وضع أمني خطير، وإن العصابات تستخدم المتفجرات كأداة للتهديد والترهيب والانتقام، وتصيب عدداً كبيراً ممن لا علاقة لهم بالصراع. الشرطة أكدت أن معظم التفجيرات تتم بقنابل محلية الصنع، تستخدم فيها على سبيل المثال مواد متفجرة من مواقع البناء. فيما أعلنت الحكومة تكليف هيئة سلامة الطرق بتكثيف العمل بين البلديات والدولة والجهات الفاعلة الأخرى حتى لا تقع المتفجرات في أيدي المجرمين. وزيرة العدل النرويجية إميلي إنغر ميل أعربت عن قلق بلادها بسبب موجة عنف العصابات التي تشهدها السويد. وعقدت الوزيرة اليوم اجتماعاً مع نظيرها السويدي خصص للبحث في أحداث العنف الأخيرة. وسائل إعلامية عدة ذكرت أن النرويج سعت للحصول على مساعدة دولية لمنع العصابات السويدية من ترسيخ وجودها هناك. وبينما تتحرك السويد والنرويج، أصيب رجل في الستينات من عمره بطلقات نارية خارج منزل في Åkersberga شمال ستوكهولم الليلة الماضية. ونقل الرجل في مروحية إسعاف إلى المستشفى مصاباً بجروح خطيرة. مصادر صحفية قالت إن الجريمة يمكن ربطها بالصراع داخل عصابة فوكستروت التي يتزعمها رافا مجيد.
شعبية أحزاب الحكومة تتراجع بعد أكثر من عام في السلطة، بينما يتقدم حزب ديمقراطيي السويد (SD). حزب المسيحيين الديمقراطيين الذي ترأسه وزيرة الطاقة إيبا بوش سجل انهياراً كارثياً في شعبيته، هو الأكبر منذ عام 2018. الاستطلاع الذي أجراه مركز إيبسوس لصالح صحيفة DN، أظهر تراجع شعبية المسيحيين إلى 3 بالمئة، ما يعني خروجه من البرلمان في حال حصول الانتخابات اليوم. وفي المقابل تمكن الليبراليون من التقدم إلى نسبة الـ4 بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان. بينما تراجعت شعبية المحافظين من 19 إلى 17 بالمئة. ووسط تدهور شعبية الحكومة، سجّل حزب SD تقدماً للشهر الثاني على التوالي، وتمكن للمرة الأولى منذ الانتخابات من تخطّي حزب المحافظين، والوصول إلى نسبة 20 بالمئة. محللون اعتبروا أن النتائج تعود إلى نقاشات الميزانية التي أعلنتها الحكومة، حيث تمكن SD من الخروج منها كفائز، مقابل انتقادات واجهتها أحزاب الحكومة. على الجانب المقابل ما زال الاشتراكيون الديمقراطيون يحتفظون بتأييد 36 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة جداً وفق المحللين. شعبية أحزاب القاعدة الحكومية مجتمعة وصلت إلى 44 بالمئة، بينما حققت أحزاب المعارضة شعبية وصلت إلى 54 بالمئة. استطلاعات الرأي تعلب دوراً كبيراً في السويد، وتؤثر على صناعة القرار، لكن غالبا ما تغيب عنها أصوات المهاجرين لهذا أطلقت الكومبس بالتعاون مع مركز ديموسكوب منصة استطلاعات باللغة العربية باسم “وصّل صوتك”. ويمكن التسجيل في المنصة عبر الرابط panel.alkompis.se.
مظاهر العجز المالي للمحافظات والبلديات السويدية بدأت تؤثر بشكل مباشر على الموظفين والخدمات. اليوم أعلنت محافظة سورملاند إخطار 700 موظف بالفصل من العمل، غالبيتهم من العاملين في قطاع الرعاية الصحية. مسؤولو المحافظة أكدوا في بيان أن الإخطار لا يعني أن جميع الموظفين سيفقدون وظائفهم، لكنه إجراء رسمي يجب على إدارة المحافظة اتخاذه لإبلاغ مكتب العمل بأن المنطقة تعتزم تقليل عدد الموظفين بنسبة معينة. ويصل عدد الموظفين في المحافظة إلى 7500 شخصاً. وترزح معظم بلديات السويد ومحافظاتها تحت عجز مالي، فاقمته أزمة التضخم. الأوضاع الاقتصادية تدفع السكان إلى التشاؤم بخصوص وظائفهم، حيث أظهرت أرقام جديدة أن الأسر السويدية تتوقع زيادة البطالة. النظرة بدت قاتمة للاقتصاد السويدي حسب مؤشر الثقة الذي يصدره معهد البحوث الاقتصادية، غير أنها تحسنت قليلاً في الشهر الحالي. ووسط هذا التشاؤم، سجل الكرون ارتفاعاً مستمراً في قيمته هذا الأسبوع، بعد أيام على إعلان البنك المركزي عن خطة مالية لوقف تدهور العملة السويدية.
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يعرب عن خيبة أمله من تعامل السويد مع أزمة حرق المصحف. ضمن تحقيق استقصائي أجراه التلفزيون السويدي، طالب الوزير الحكومة السويدية مجدداً بتسليم المليشيوي السابق الذي أحرق المصحف سلوان موميكا. وكانت الشرطة السويدية استجوبت موميكا وأجرت تحقيقات لمعرفة ما إن كان من الممكن تسليمه إلى العراق. فيما قال الأخير للتلفزيون السويدي إنه سيتعرض للحرق إن جرى تسليمه لبغداد. وزير الخارجية العراقي اشترط تحركاً سويدياً ضد حرق المصحف مقابل إعادة العلاقات الدبلوماسية. التحقيق التلفزيوني كشف أيضاً عن هوية اليميني المتطرّف الذي حرَض راسموس پالودان على حرق المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم فبراير الماضي. پالودان أكد أن الناشط في اليمين المتطرف كريستيان بيترشون اتصل به وحثّه على ذلك. فيما قال بيترشون إنه اتصل أيضاً بعدد من الناشطين الآخرين في مسعى للرد على دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عضوية السويد بالناتو. ويعدّ بيترشون اليوم من أبرز الناشطين في اليمين القومي السويدي، وكشفت تحقيقات صحفية سابقة عن نشاطه السابق في حركة مقاومة الشمال النازية، كما ترشّح عن حزب البديل من أجل السويد اليميني المتطرف في انتخابات سابقة.
حركة المترو تعطلت اليوم في جنوب ستوكهولم وجرى إخلاء محطة خارهولمن. ليس ذلك بسبب تهديد، أو حادث قطارات، بل لأن حيوان أيل قرر أن يتمشى على السكة فدخل أحد الأنفاق بين المحطات. شركة SL للنقل العام في محافظة ستوكهولم أعلنت عن توقف حركة القطارات بين محطتي Vårberg وVårby gård ثم أعلنت إخلاء محطة خارهولمن ووقف حركة القطارات فيها بعدما توجه الحيوان نفسه تجاهها. الأمر أدى إلى اضطراب حركة الخط الأحمر الواصل بين المحطة المركزية ومحطة Norsborg في الجنوب. وأعلنت SL عن توفير باصات بديلة لنقل الركاب المتضررين، قبل أن يطلق صيادون النار على الأيل في محطة Vårby gård. شركة النقل قالت إنها حاولت جاهدة إخراج الأيل من المنطقة لكنها لم تنجح فاضطرت لقتله في النهاية.