السويد تتجه لتطبيق سياسة المساعدات المشروطة

: 12/14/23, 5:37 PM
Updated: 12/14/23, 5:37 PM

“تحوّل تاريخي” في استراتيجية المساعدات التي تقدمها السويد للدول الأخرى. اليوم أعلنت الحكومة وحليفها حزب ديمقراطيي السويد إس دي، عن “تغيير جذري” في استراتيجية المساعدات الدولية بحيث ترتبط في المرحلة المقبلة بسياسة الهجرة واستعداد الدول لاستقبال مواطنيها المرحّلين من البلاد. وزير المساعدات الخارجية يوهان فوشيل وممثلو أحزاب إس دي والليبراليين والمسيحيين الديمقراطيين أعلنوا في مؤتمر صحفي عن خطة أحزاب تيدو الجديدة للمساعدات الخارجية التي أطلق عليها اسم “المساعدات لعصر جديد”. القيادي في إس دي آرون إميلسون قال إن المساعدات ستعمل على الحد من الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والتهجير. وأكد أن المساعدات السويدية ستكون مشروطة إلى حد أكبر بتعاون الدول مع السويد لاستعادة مواطنيها الذين رُفضت طلبات إقامتهم في السويد، معتبراً أنه “ليس من المعقول أن يتم دفع المساعدات لدول تعمل ضد المصالح السويدية”. في حين تحدث فورشيل عن الإيجابيات التي تتضمنها الخطة وتستفيد منها السويد وكذلك الدول التي يأتي منها المهاجرون. الهدف من الاستراتيجية الجديدة بحسب الحكومة خلق الثقة بين السويديين بأن مبلغ الستة والخمسين مليار كرون الذي يدفعونه سنوياً كمساعدات يتم استخدامه بفعالية. تطور آخر ظهر اليوم بشأن ما تعتزم أحزاب تيدو تطبيقه في البلاد. الأحزاب الأربعة أعلنت عزمها تطبيق فكرة استئجار سجون خارج السويد حين تكون سجون البلاد مكتظة. وزير العدل غونار سترومر قال إن تحقيقاً سيدرس إمكانية عقد اتفاقات مع دول أخرى تمكن السويد من تطبيق الفكرة.

الأخبار الإيجابية عن الاقتصاد السويدي تتوالي. اليوم أُعلن عن تراجع التضخم أكثر من المتوقع، معدل التضخم الذي يستثني أسعار الفائدة وصل إلى 3.6 بالمئة في نوفمبر. في حين وصل التضخم الكلي إلى 5.8 بالمئة، بعد أن كان في أكتوبر 6.5 بالمئة. أسعار الكهرباء والوقود انخفضت مقارنة بشهر نوفمبر من العام الماضي، في حين تتحرك أسعار المواد الغذائية في الاتجاه المعاكس، رغم أن معدل الزيادة يتباطأ. أسعار الأغذية ارتفعت في عام واحد بنسبة 6.5 بالمئة. كما أن أسعار الخدمات تشهد ارتفاعاً عاماً. وبعد الإعلان عن تراجع التضخم، توقع خبراء اقتصاديون أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة في وقت أقرب من المتوقع سابقاً. الخبراء اعتبروا أن الأمور تسير على الطريق الصحيحة سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا. قيمة الكرون السويدي ارتفعت صباح اليوم بشكل واضح بعد توقعات بخفض سعر الفائدة الأمريكي العام المقبل. سعر صرف الكرون تحسن مقابل الدولار، حيث بلغ الدولار الواحد عشر كرونات وستاً وعشرين أوره. فيما بلغ السعر أحد عشر كرون وتسع عشرة أوره مقابل اليورو، بعد أن وصل إلى اثني عشر كرون في وقت سابق من الخريف.

سياسياً، واصل حزب ديمقراطيي السويد إس دي حصد مزيد من الشعبية على حساب حليفه الأول في الحكومة حزب المحافظين. بينما بدأت الشعبية الكبيرة التي حصدها الاشتراكيون المعارضون منذ الانتخابات البرلمانية بالتراجع ليتقلص الفارق بين كتلتي الحكومة والمعارضة. استطلاع نظمه مركز فيريان لصالح التلفزيون السويدي أظهر أن إس دي حصل على دعم اثنين وعشرين فاصلة خمسة بالمئة من الناخبين بداية ديسمبر، لتتساوى شعبية الحزب مع ما جمعته أحزاب الحكومة الثلاثة مجتمعة. حزب المحافظين خسر قسماً من شعبيته لصالح إس دي والاشتراكيين، ووصل إلى سبعة عشر بالمئة وهو أدنى معدل له منذ الانتخابات الأخيرة. سكرتير إس دي ماتياس يوهانسون أعرب عن سعادته بالنتائج معتبراً أن “الناخبين يقدّرون الصوت الواضح ضد التطرف الديني والخطاب المعادي للسامية والمثليين”. على الضفة المعارضة، تراجع الاشتراكي الديمقراطي إلى خمسة وثلاثين فاصلة سبعة بالمئة من أصوات الناخبين بعد أن وصل إلى ثمانية وثلاثين بالمئة في وقت سابق، الأمر الذي قد يكون مؤشراً على بدء تراجع الدعم القوي الذي حظي به الحزب منذ الانتخابات.

في حكم لافت بالسويد اليوم، منحت محكمة العمل شركة أمن الحق بمنع امرأة مسلمة من ارتداء الحجاب خلال العمل. بينما اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الحكم تمييزاً، محذرة من عواقب بعيدة المدى. المرأة كانت قد ارتدت الحجاب في مكان عملها في شركة الأمن فأخبرتها الإدارة بأنه من غير مسموح ارتداء الحجاب. ووفقاً للشركة، يمكن أن يكون الحجاب “استفزازياً” و”يعرض المرأة لخطر العنف”. محكمة العمل المسار اتخذت المسار نفسه ورأت أن الرموز السياسية والفلسفية والدينية في حالات معينة يمكن اعتبارها استفزازية للأشخاص الذين لديهم قناعات متعارضة”. المسؤول القانوني في منظمة حقوق الإنسان يون ستوفر قال إنه لا يوجد بحث يدعم أن الحجاب أكثر خطورة في بيئة العمل. القضية جرى تداولها سابقاً في محكمة المقاطعة التي حكمت أيضاً لصالح شركة الأمن. بينما تدرس منظمة حقوق الإنسان إمكانية إثارة القضية دولياً.

صورة السويد ما زالت إيجابية في الشرق الأوسط رغم أزمة حرق المصحف وحملات التأثير. هذا ما خلص إليه استطلاع أجراه المعهد السويدي في دول عدة بينها السعودية ومصر وإيران والعراق وتركيا. نتائج الاستطلاع أظهرت أن مزيداً من الناس لديهم تصور سلبي عن السويد، وأن الصورة السيئة عن عدم تسامح السويد مع المسلمين كانت السبب الرئيس. غير أن النتائج بيّنت في الوقت نفسه أن الغالبية لا يزال لديها موقف إيجابي تجاه السويد. النسبة الأكبر ممن ينظرون بسلبية تجاه السويد كانت للمواطنين في السعودية وإيران، حيث أظهر الاستطلاع أن عشرين بالمئة من المستطلعة آراؤهم في كلا البلدين كان لديهم موقف سلبي. وبحسب الاستطلاع، فإن السبب الرئيس للتصورات السلبية عن السويد هو موقف الشخص تجاه الغرب والقيم العلمانية عموماً. بينما يعتبر كثيرون أن التزام السويد بالبيئة ونوعية الحياة نقاط قوة في البلاد. المديرة العامة للمعهد السويدي مادلين خوستيد حذّرت من أن تدهور صورة السويد سيعرّض العلاقات الاقتصادية والأمنية السويدية مع الدول الأخرى للخطر، لافتة إلى أن المعهد السويدي يعمل على بناء الثقة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.