السويد تحاول التهدئة.. وأردوغان يفرض شرطاً جديداً

: 2/1/23, 5:41 PM
Updated: 2/1/23, 5:41 PM

تجريمُ حرق المصحف، شرطٌ جديد أعلنه اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابل الموافقة على عضويةِ السويد في حلفِ الناتو. أردوغان توجه للسويديين بالقول لا تتعبوا أنفسكم دون ذلك. ورغمَ رغبةِ الحكومةِ السويدية ووزير خارجيتها توبياس بيلستروم الواضحة في التهدئة مع تركيا، قال بيلستروم بعد تصريحات أردوغان إن السويد “لن تساوم على حرية التعبير وسيادة القانون”. الوزير قال أيضاً إن “الدين ليس جزءاً من الاتفاق الثلاثي الموقعْ بين كل من تركيا والسويد وفنلندا. الرئيس التركي أعلن أن بلاده تنظر بإيجابية إلى طلب فنلندا الانضمام للناتو، فيما رمى وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو بالكرة في ملعب الحلف، مُرحِباً بطلب فنلندا إن جرى فصل المسار بين الطلبين. ويوجد في فنلندا قانون يجرم الأعمال المخلة بسلام المعتقدات الدينية ومنها حرق الكتب المقدسة. في حين يمنح القانون الأساسي السويدي وزناً أكبر لحرية الرأي والتعبير. وزير الخارجية السويدي عزا شرط أردوغان الجديد إلى الحملة الانتخابية في تركيا، داعياً إلى تهدئة الوضع من قبلِ جميع الأطراف، ومؤكداً أن السويد ستلتزم تنفيذ الاتفاق مع أنقرة في الإطار الذي حدده دستور البلاد وتشريعاتها ومبادئ سيادة القانون.

داخلياً، لم يبدُ أن اجتماع رؤساء الأحزاب أمس قد نجح في تخفيف حدة الانقسام إزاء طريقة التعامل مع الأحداث التي تتعرض لها السويد. ورغم اتفاق زعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون مع تصريح رئيس الوزراء أولف كريسترشون حول حماقة من ينفذون أعمال كحرق المصحف، فإنها وجهت سهام نقدٍ حادة لتعاونِ الحكومة مع حزبِ ديمقراطيي السويد SD. أندرشون قالت إن قياديين في الحزب يشجعون على حرق المصحف في وضعٍ متوتر جداً، مشيرة بذلك إلى تصريحات أطلقها القيادي في الحزب ريكارد يومسهوف الأسبوع الماضي. واعتبرت أندرشون أن من يشجع على حرقِ المصحفِ في هذه الحالة يتحول إلى أحمق مفيد للقوى التي تريد زيادة الانقسام في البلاد وأيضاً بين العالم الغربي والجزء المسلم من السويد. رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين وصفت الوضع العام بأنه خطير، داعية جميع السويديين للمساعدة في التهدئة، إما من خلال المساعدة في تهدئة المزاج العام، أو عَبر أولئك الذين لديهم اتصالات في العالم الإسلامي ويعرفون كيف تسير الأمور في السويد.

تداعيات أزمة حرق المصحف لم تقتصر على البعد السياسي، بل طالت الجانب الأمني أيضاً. جهاز الأمن السويدي (سابو) قال اليوم إن الأحداث الأخيرة يمكن أن تزيد التهديدات بتعرض السويد لهجمات إرهابية. وكانت هيئة الدفاع النفسي قالت إن “هناك حملة تضليل واسعة النطاق ضد السويد، حيث يتم ترويج البلاد كهدف مشروع لهجمات إرهابية”. ورغم التداعيات التي خلفها حرق المصحف، فإن “سابو” لم يغيّر مستوى التهديد الإرهابي حيث بقي في المرتبة الثالثة على مقياس من خمس نقاط. ويعني ذلك أن البلاد معرضة لتهديد مرتفع وأن هجوماً إرهابياً يمكن أن يحدث. المتحدث الصحفي في “سابو” فريدريك فريبيري قال إن الأحداث الأخيرة في العالم الخارجي يمكن أن تؤثر على نية الأفراد في ارتكاب هجمات ضد السويد أو المصالح السويدية.

أمنياً ايضاً، هددت مجموعة القراصنة التركية “Türk Hack Team” بنشر بيانات شخصية حساسة للسويديين في حال حرق المصحف مرة أخرى. ويشتبه في أن عدداً من المواقع السويدية توقفت عن العمل مؤقتاً في السابق بعد هجمات إلكترونية. وأعلنت مجموعة القراصنة التركية مسؤوليتها عن الهجمات. وكتبت المجموعة على تويتر حينها “إذا أحرقتم المصحف، فسنحرق خوادمكم”. في حين وجهت المجموعة اليوم تهديداً جديداً أرسلته للتلفزيون السويدي. المتحدث باسم القراصنة قال إنها مجموعة قومية، مشيراً إلى أن لا علاقة لها بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتزعم المجموعة أن لديها “بيانات شخصية حساسة” تخص السويديين. خبير الأمن الإلكتروني البارز بونتوس جونسون وصف المجموعة بأنهم “هواة مدفوعون أيديولوجياً”. وقال إن تنفيذ التهديد يتطلب مهارات تقنية غير موجودة لدى المجموعة على الأرجح.

اعتباراً من اليوم لم يعد بإمكان مستخدمي بطاقات الهاتف مسبقة الدفع إعادة تعبئتها إن لم تكن مسجلة بأسمائهم بشكل رسمي. القواعد الجديدة أثارت مشكلة لدى كثير من طالبي اللجوء الذين لم يتمكنوا من تسجيل أرقام هواتفهم نتيجة افتقارهم للرقم الشخصي. عدد من طالبي اللجوء قالوا إن تسجيل الأرقام “غير ممكن في المتاجر أو عبر الإنترنت”. وحاول عدد منهم تسجيل رقم بطاقة LMA بدل الرقم الشخصي، لكنهم لم ينجحوا في ذلك، رغم أن تعليمات شركات الاتصالات تنص على إمكانية ذلك. مسؤول صحفي في إحدى شركات الاتصال قال إن الشركة ستراجع الأمر لحله بالسرعة الممكنة، في حين قال عدد من طالبي اللجوء إنهم قد يفقدون الاتصال بأهاليهم أو بالسلطات في حال عدم تسجيل بطاقات الهواتف.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.