السويد تستعد لتداعيات أزمة البنوك الأمريكية

: 3/13/23, 5:12 PM
Updated: 3/13/23, 5:12 PM

أزمة البنوك الأمريكية تلقي بظلالها على العالم. مخاوف من تكرار الأزمة المالية العالمية في العام 2008. السويد لا تبدو استثناء من العالم في القلق من تداعيات ما يحصل في الولايات المتحدة. اليوم قالت الحكومة السويدية إنه لا يمكن استبعاد تأثر السويد، رغم تأكيدها أن البلاد مستعدة للتعامل مع أي تداعيات. وزير الأسواق المالية نيكلاس فيكمان أعلن أن الحكومة تتابع عن كثب حالة القلق السائدة في القطاع المالي نتيجة الأزمة التي يمر بها عدد من البنوك الأمريكية. الوزير أضاف أن لا مؤشرات على وضع مماثل قد يصيب القطاع العام أو النظام المالي في السويد حتى الآن، لكن لا يمكن استبعاد الأمر. الحكومة أكدت على لسان وزيرها أن السويد اليوم أكثر استعداداً للتعامل مع الأزمات المالية بعد تجربة 2008 رغم صعوبة توقع مثل هذه الأزمات. السويد مستعدة إذاً لاتخاذ تدابير حال الضرورة، ولديها هامش ضمن الميزانية يسمح لها بالتحرك في مواجهة الظروف الطارئة. هكذا تقول الحكومة.


أولى تداعيات أزمة البنوك الأمريكية تهدد معاشات تقاعد الموظفين السويديين. شركة التقاعد السويدية Alecta تواجه خطر خسارة حوالي 9 مليارات كرون نتيجة انهيار بنك Silicon Valley في الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي. عملاق المعاشات التقاعدية السويدية قالت إنها استثمرت أيضاً أكثر من 3 مليارات كرون في بنك العملات الرقمية Signature Bank، الذي أغلقته السلطات الأمريكية الأحد. كما خسر بنك ثالث في الولايات المتحدة ثلثي قيمته. وتمتلك أليكتا حصصاً كبيرة فيه. ومع انهيار هذه البنوك تخاطر الشركة التي تستثمر المعاشات التقاعدية لموظفين في السويد بخسارة كبيرة، ما يعني أن اكثر من 12 مليار كرون سويدي قد تتبخر في الهواء. السلطات الأمريكية قالت إنها ستحمي عملاء البنوك ولن “يتحمل دافعو الضرائب” أي خسائر، لكن ذلك لا ينطبق على المساهمين. ومن غير المعروف ما سيحدث لحصة شركة أليكتا السويدية في البنوك الأمريكية. وكانت الشركة باعت في ربيع 2022 أسهمها في Handelsbanken وSwedbank السويديين بهدف مواصلة الاستثمار في القطاع المصرفي الأمريكي.

تحذيرات في السويد من تزايد الإصابة بعدوى بكتيريا streptococcus، التي قد تسبب عوارض شديدة الخطورة للأطفال خصوصاً. دولاً أوروبية عدة تشهد انتشاراً للبكتيريا نفسها، إذ أعلنت الدنمارك وفاة 35 شخصاً بسببها منذ ديسمبر الماضي، كما سجلت بريطانيا وفاة 40 طفلاً بسبب البكتيريا نفسها في الأشهر الأخيرة. مستشار الدولة لشؤون الأوبئة في هيئة الصحة العامة السويدية أندش ليندبلوم قال إن حالات الإصابة بالبكتيريا شهدت تزايداً خلال الأشهر الأخيرة رغم أن الأرقام تبقى قليلة نسبياً. أطباء أطفال حذّروا من خطورة العدوى البكتيرية، داعين إلى مراقبة انتشارها بين الأطفال بعد ارتفاع عدد الحالات المسجلة. ويمكن للبكتيريا الانتشار بسرعة في الجسم، والتسبّب بالتهاب الحلق والالتهاب الرئوي، كما قد تؤدي إلى الإصابة بالحمى القرمزية أو تسمم الدم. وتنتقل البكتيريا من إنسان إلى آخر مباشرة أو عن طريق لمس الأغراض الشخصية التي يستخدمها المصاب. وقد تسبب العوارض الشديدة للعدوى إصابة جسد الطفل بالصدمة وحاجته الفورية إلى عناية مركزة وسوائل ومضادات حيوية.

عدد أقل من المتوقع من الأوكرانيين الذين حصلوا على الحماية في السويد يتقدمون بطلبات لتمديد تصاريح إقامتهم. مصلحة الهجرة قالت إنها لا تعرف بعد ما إذا كان ذلك بسبب مغادرة بعضهم للبلاد، مشيرة إلى أنها تدرس الأمر. وكانت السويد منحت في مارس من العام الماضي أكثر من 18 ألف أوكراني حق الحماية. غير أن عدد الأوكرانيين الذين تقدموا بطلبات حماية تراجع خلال العام. وفي المجموع حصل أكثر من 49 ألف شخص على تصاريح إقامة بموجب التوجيه الجماعي. وبين 40 ألف شخص جرى تسجيلهم في نظام الاستقبال التابع لمصلحة الهجرة، تقدم 33 ألف شخص فقط بطلبات تمديد إقامتهم، علماً أن المهلة النهائية للتمديد انتهت السبت الماضي. مسؤول في مصلحة الهجرة قال إن المصلحة بدأت التحقق ما إذا كان هناك أشخاص مسجلون لم يتقدموا بطلبات تمديد، وما إن كانوا سيبقون في البلاد”. وهذه المرة الأولى التي تمدد فيها مصلحة الهجرة طلبات الإقامة بموجب التوجيه الأوروبي الجماعي للاجئين الأوكرانيين. ويسري تصريح الإقامة بعد تمديده حتى 4 مارس 2024.

التدقيق في المصادر والبحث عن الحقائق يقودان الكومبس إلى جائزة رفيعة المستوى في السويد. مؤسسة الإنترنت (Internetstiftelsen) ووكالة نقد المصادر (Källkritikbyrån) منحتا الكومبس اليوم جائزة “العدسة الذهبية” في مجال نقد المصادر للعام 2023. لجنة اختيار الفائز بالجائزة قالت إن الكومبس تصحح المعلومات الخاطئة لوسائل الإعلام الأخرى وتدحض المعلومات المغلوطة، وتُظهر أنها تقف بحزم إلى جانب الحقيقة وقرائها. القائمون على الجائزة لفتوا إلى أن قناة الكومبس الإخبارية “عملت بطريقة رائعة لتوضيح المعلومات الخاطئة المتعلقة بالخدمات الاجتماعية”. جائزة العدسة الذهبية تُمنح في السويد منذ العام 2017، وتذهب في كل عام إلى أكثر المؤسسات حرصاً على الحقيقة في تدقيق المصادر، وكذلك الأفراد الذين يقومون بجهد في هذا المجال. وتتمثل الأهمية الإضافية للجائزة هذا العام في تقدير المجتمع السويدي لحق الناطقين بالعربية في الحصول على مصدر إخباري موثوق. رئيس تحرير الكومبس د.محمود آغا قال إن الجائزة لكل الناطقين العربية ومتابعي الكومبس، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تحصل فيها وسيلة إعلام غير ناطقة بالسويدية على مثل هذه الجائزة المرموقة.

الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر

الكومبس © 2023. All rights reserved