السويد تشدد سياستها في استقبال اللاجئين

: 9/19/23, 5:41 PM
Updated: 9/19/23, 5:41 PM

الحكومة السويدية تبدأ خطواتها المتشددة تجاه قضايا الهجرة واللجوء. اليوم أعلنت الحكومة تخصيص حوالي 300 مليون كرون في ميزانية الخريف، لإنشاء مراكز إجبارية لإقامة لطالبي اللجوء، ومراكز أخرى لإعادة اللاجئين المرفوضة طلباتهم، وتوسيع مراكز الترحيل. وزيرة الهجرة ماريا مالمر ستينرغارد أعلنت القرار الحكومي الجديد خلال زيارتها برفقة رئيس حزب ديمقراطيي السويد SD جيمي أوكيسون مركز الترحيل التابع لمصلحة الهجرة السويدية في منطقة أوستورب. وقالت الوزيرة إن السويد تتبع النموذج الدنماركي بتبني مراكز عودة لطالبي اللجوء المرفوضين، في أكبر استثمار في الميزانية في مجال الهجرة العام المقبل. الوزيرة أوضحت أنه إذا حصل الشخص على الرفض، فسيتم إرساله فوراً إلى مركز العودة وستكون هذه إشارة واضحة جداً على بدء عملية العودة. الوزيرة أعلنت أيضاً أن الحكومة تريد زيادة سعة مراكز الترحيل لتصل الأماكن المتاحة فيها إلى الألف على المدى الطويل. كما تحدثت عن إلزام طالبي اللجوء بالسكن في مراكز إقامة إجبارية، حتى صدور قرار مصلحة الهجرة بمنحهم اللجوء أو رفض طلبهم. ولن يكون لطالبي اللجوء بموجب السياسة الجديدة للحكومة حق اختيار مكان إقامتهم. وكما كان متوقعاً، عكست الميزانية المقبلة سياسة الحكومة المتشددة تجاه الهجرة، مع خفض المبالغ المالية الإجمالية، والتركيز على قضايا الترحيل، والعودة الطوعية، والتعاون مع الدول لاستقبال مواطنيها المرحلين من السويد. رئيس حزب SD جيمي أوكيسون عبّر عن سعادته بالقول إن “ما يجري اليوم كان يجب أن يحصل منذ عقود”.

عنف العصابات المتصاعد يشكل مبعث قلق للشرطة والحكومة في السويد، بعد موجة جديدة حصدت سبعة قتلى حتى الساعة. وزير العدل عقد اجتماعاً طارئاً، ضم هيئات رسمية عدة. فيما وصفت الشرطة الحالة الراهنة بـ”الخطيرة”. قائد شرطة أوبسالا توربيون نيلسون قال في مؤتمر صحفي اليوم إن الوضع خطير في السويد عموماً وأوبسالا خصوصاً. وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 20 شخصاً هناك حتى الآن، كما تجري 15 تحقيقاً مختلفاً حيال الجرائم. الاجتماع الطارئ الذي عقدته الحكومة ركز على مواجهة عنف العصابات وتجنيد الأطفال واليافعين في صفوف هذه الشبكات الإجرامية. وقال وزير العدل بعد الاجتماع إن جرائم اليافعين الحالية “أمر جديد ومختلف تماماً عما عرفته السويد سابقاً، مشيراً إلى سعي العصابات لتجنيد اليافعين الموجودين في مراكز الأحداث. وحذّرت المسؤولة في الشرطة كارين يوتبلاد من تصاعد في تجنيد الأطفال. مسؤولة في الشرطة حذّرت من تجنيد الأطفال وقالت إن الأمر وصل الآن إلى حد أن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً يتصلون بالشبكات الإجرامية لتنفيذ جرائم القتل مجاناً. فيما اعتبر رئيس حزب SD، جيمي أوكيسون، أن موجة عنف العصابات التي تشهدها السويد مرتبطة بشكل كامل بالهجرة، مطالباً بدراسة إمكانية الاستعانة بقوات الدفاع السويدية في مواجهة العصابات.

مصلحة المدارس تحذر مما أسمته شائعات ومعلومات مضللة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت حول تقديم دروس للتثقيف الجنسي في روضات الأطفال السويدية. دعوات عدة لعدم إرسال الأطفال إلى الروضات تنتشر على مواقع التواصل. أصحاب هذه الدعوات يستشهدون بصور من كتيب عن المثلية الجنسية ويدّعون أنه يقدم للأطفال في الروضات. في حين نشرت وسائل الإعلام السويدية تقارير عدة اليوم، يقول فيها مختصون تربويون إن الروضات لا تتضمن أي تعليم عن الجنس، وأن الكتيب المقصود موجود في بعض المدارس لكنه ليس ضمن المنهج التدريسي وهو موجه خصيصاً لليافعين من ذوي الاحتياجات الخاصة لذلك يحوي صوراً توضيحية. مصلحة المدارس نبّهت من “خطورة” انتشار مثل هذه الشائعات في السنوات الأخيرة معتبرة أنها “تجعل الأهل وأقارب الأطفال يشعرون بالقلق دون داعٍ”. مسؤولون في قطاع التعليم في محافظات سويدية أكدوا أن “الشائعات تدفع بعض الأهالي إلى عدم إرسال أولادهم للروضات”. فيما بدأت بلديات السويد الكبرى، العمل على مكافحة انتشار الشائعات وحثّ الموظفين في الروضات على توضيح الأمر للأهل القلقين. مصلحة المدارس أكدت أنه لا يوجد شيء يتعلق بالجنس في مناهج ما قبل المدرسة، وأن المناهج التربوية لرياض الأطفال لم تتغيّر.

الحكومة السويدية تكلف هيئة المساواة بإجراء مسح لعدد الأشخاص الذين تزوجوا تحت السن القانونية، ولتعدد الزوجات، وكذلك لمن يعيشون في ظل زواج قسري في السويد. وزيرة المساواة بولينا براندبيري قالت إن الحكومة تريد معرفة عدد الأطفال الذين أُجبروا على الزواج في السويد، وتحديد حالات الزواج القسري، وحالات تعدد الزوجات. كما كلفت الحكومة الهيئة بدراسة موضوع الوكلاء الذين يتولون تزويج النساء، وكذلك شراء الجنس تحت ستار الزواج الديني المؤقت. الوزيرة اعتبرت أن هناك دلائل تشير إلى وجود حالات زواج قسري وتعدد زوجات وزواج أطفال في السويد، معتبرة أنها مهمة بالغة الأهمية للاطلاع على حجم هذه المشكلة بهدف معالجتها. الحكومة خصصت 50 مليون كرون في ميزانية الخريف للمدارس وقطاع الرعاية الصحية بهدف تعزيز العمل ضد العنف المرتبط بالشرف، والعنف في العلاقات الزوجية، والدعارة، والاتجار بالبشر. الوزيرة لفتت أيضاً إلى الدور الذي يمكن أن يقوم به موظفو المدارس في حال رؤية إشارات تحذيرية تتعلق بالأطفال الذين قد يتم نقلهم إلى خارج البلاد.

موسم الثلوج الطويل بدأ في السويد، وبدأت معه التحذيرات. اليوم أصدرت هيئة الأرصاد الجوية تحذيراً باللون البرتقالي من تساقط الثلوج مع رياح قوية في أجزاء من البلاد تشمل مديني ياليفاره وكيرونا في مقاطعة نوربوتن الشمالية. سماكة الثلوج قد تعطل حركة السيارات والقطارات، بحسب تحذير الهيئة. تساقط الثلوج بدأ اليوم لتصل الكميات بعد ظهر غد الأربعاء إلى ما بين 10 و20 سنتيمتراً. ومن غير المؤكد كم سيذوب من الثلج في البداية، لكن من المتوقع أن تبقى كميات كبيرة على الأرض. الجنرال الأبيض بدأ يفرض سطوته إذاً بدءاً من الشمال كالعادة، فلتحضروا معاطفكم السميكة وكل شتاء وأنتم بخير.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.