السويد تضخ المليارات لمواجهة العصابات
موجة عنف العصابات لا تتوقف في السويد. آخر ضحاياها شاب في العشرينات من عمره قتل بالرصاص في مكان عام في فاساستان وسط ستوكهولم مساء أمس. وبينما تبحث الشرطة عن القاتل تبين أن الضحية من سكان يافله وأن لديه روابط عائلية مع أشخاص كانوا جزءاً من حرب العصابات في يافله في العام 2020. ما يشير إلى أن عمليات الانتقام بين أفراد العصابات باستهداف الأقارب ما زالت مستمرة. الشرطة قالت إن كثيراً من الأشخاص كانوا في المكان لحظة إطلاق النار ولحسن الحظ أنه لم يصب أحد آخر. ومقابل ذلك، بدت الحكومة عازمة على فعل كل ما بوسعها واتخاذ تدابير وصفها رئيس الوزراء أولف كريسترشون بـ”التاريخية”، من خلال تخصيص 21 مليار كرون لتعزيز أجهزة الشرطة والأمن والقضاء والسجون في مواجهة موجة العنف التي تؤرق حياة السويديين. كريسترشون قال اليوم إن مدينة أوبسالا يجب أن تكون “منطقة تفتيش” لو أن السويد طبقت نظام مناطق التفتيش، مشيراً بذلك إلى موجة العنف التي تشهدها المدينة جراء صراع داخلي في عصابة من يعرف باسم “الثعلب الكردي”. رئيس الحكومة اعتبر مقتل الشاب وسط ستوكهولم تعبيراً عما يحدث في المجتمع الآن وحقيقة أن مجرمي العصابات لن يتوقفوا من تلقاء أنفسهم، وسيستمرون حتى يتم سجنهم أوترحيلهم. على حد تعبيره. وكانت الحكومة اقترحت تطبيق نظام مناطق التفتيش بحيث تُمنح الشرطة صلاحيات أوسع للتفتيش والمراقبة في المناطق الخطرة. وأعلن رئيس الوزراء أن الحكومة تعتزم ضخ مليارات الكرونات في نظام العدالة السويدي لتعزيز الموارد والتدابير الصارمة للتعامل مع موجة العنف الحالية. اقتراح الحكومة يقضي بإعطاء الأولوية لجهاز الشرطة وجهاز الأمن السويدي (سابو) ومصلحة السجون، حيث تريد الحكومة زيادة كثافة الشرطة، وأن يكون لدى المحاكم المزيد من الموارد لتتمكن من إدانة المجرمين وزجهم في السجون.
فيما تزداد الظروف الاقتصادية صعوبة في السويد بسبب التضخم والركود، بدت أرقام هيئة الإحصاء اليوم كبصيص ضوء في نهاية النفق. معدل التضخم انخفض بشكل حاد خلال أغسطس الماضي وبشكل أكثر من المتوقع، مع تراجع في أسعار المواد الغذائية والكهرباء. التضخم انخفض إلى 7.5 بالمئة في أغسطس، بعد أن كان عند 9.3 بالمئة في يوليو، وفقاً لمقياس مؤشر الأسعار الإجمالي. وبحسب المؤشر الذي يستثني تأثير أسعار الفائدة، تراجع المعدل من 6.4 في يوليو إلى 4.2 في أغسطس. وكان الاقتصاديون يتوقعون أرقاماً أعلى للتضخم. أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.7 بالمئة بين يوليو وأغسطس، لكنها ما زالت أعلى بـ9 بالمئة مقارنة بأغسطس 2022. ما يعني أن الأسعار مازالت مرتفعة في المعدل السنوي، لكن معدل الزيادة بدأ يتباطأ. ومن أكثر المنتجات التي انخفضت أسعارها القهوة والشاي والكاكاو، وكذلك الزيوت والدهون. وكانت أسعار هذه المواد ارتفعت كثيراً خلال العام. الكرون السويدي تراجع قليلاً بعد نشر أرقام التضخم. ووصل اليورو إلى 11.95 كرون. في حين بلغ سعر الدولار 11.12 كرون.
الضعف التاريخي للكرون يعيد قضية اليورو إلى دائرة الضوء في السويد. حزب الليبراليين المشارك في الحكومة قدم خطة لاعتماد اليورو عملة للبلاد في موعد لا يتجاوز العام 2028. وقال رئيس الحزب يوهان بيرشون إنه “كلما تأخرت السويد في اعتماد اليورو أصبحت أكثر فقراً”. ويصادف اليوم ذكرى مرور عقدين من الزمن على الاستفتاء الذي أجرته السويد لمواطنيها حول اعتماد اليورو في 14 سبتمبر 2003. وحينذاك رفضت غالبية السويديين تغيير العملة. ويبدو أن المزاج الشعبي في السويد يتغير الآن مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تزايداً في نسبة السويديين المؤيديين للعملة الأوروبية الموحدة. في حين أيدت الغالبية العظمى من متابعي الكومبس اعتماد اليورو عملة للسويد. الكومبس أطلقت استطلاعاً على منصاتها على وسائل التواصل لسؤال متابعيها عن رأيهم في القضية. وشارك في الاستطلاع حتى صباح اليوم أكثر من 6 آلاف و500 شخص. وقال 81.6 بالمئة منهم إنهم يؤيدون اعتماد اليورو. فيما عبّر 18.4 بالمئة عن رفضهم. خارطة الطريق الجديدة التي قدمها الليبراليون لا تتطلب إجراء استفتاء جديد. واستشهد رئيس الحزب بطلب السويد الانضمام إلى الناتو دون استفتاء شعبي.
البرلمان الأوروبي يتبنى القانون السويدي ويصوت لصالح تجريم الدعارة وتجارة الجنس. 234 نائباً اوروبياً أيدوا وضع نموذج قانون مشابه لما تطبقه السويد، مقابل رفض 175 نائباً، وامتناع 122 عن التصويت. ويعتبر قرار البرلمان غير ملزم قانوناً للدول الأعضاء لكنه يمتع بتأثير أخلاقي. ودعم معظم النواب السويديين في البرلمان الأوروبي المبادرة، باستثناء نواب حزب ديمقراطيي السويد (SD) الذين رأوا أن الاتحاد يجب ألا يقرر كيف تكون الأمور في جميع البلدان بسبب اختلاف الثقافات. وكانت شهادات الناجيات من تجارة الجنس أدت إلى زيادة الالتزام في البرلمان الأوروبي باعتماد القواعد التي تطبقها السويد، حيث يعاقب القانون السويدي على شراء الجنس ولا يعتبر “الدعارة” تجارة مشروعة كما في بلدان أخرى. النائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب الوسط عبير السهلاني قالت إن تجارة الجنس ليست خدمات يتم تقديمها، بل عمليات اغتصاب. واستمع البرلمان إلى عدد من النساء الناجيات من تجارة الجنس. وقالت النائبة عن حزب البيئة أليس باهكونكي “إنه أمر مثير للسخرية أن يسمح الاتحاد الأوروبي بذلك، وأن تكون بيوت الدعارة قانونية”.
إذا كنت ممن يحاولون الإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية، فقد يكون هذا الخبر محبطاً لك. دراسة سويدية حديثة أعدها باحثون في مستشفى دانديريد أظهرت أن السجائر الإلكترونية تتسبب مثل السجائر العادية بجلطات وضعف في الدورة الدموية، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية وتصلب الشرايين، ويمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى أزمات قلبية أو سكتات دماغية. وتأتي الدراسة في توقيت مهم مع ازدياد انتشار السجائر الإلكترونية بين الطلاب في المدارس السويدية. راقبت الدراسة حالة شباب أصحاء دخنوا السجائر الإلكترونية مع أو بدون النيكوتين، ثم أخذت عينات من دمهم قبل وبعد التدخين. واستنتجت وجود عواقب مماثلة لهذه السجائر على الأوعية الدموية والرئتين والقلب مثل تدخين التبغ العادي، مؤكدة أن النيكوتين مادة أكثر سمية مما هو معروف. السجائر الإلكترونية تحتوي على عدد كبير من السموم الخطرة، وهو أمر معروف جيداً للباحثين، لكن المفاجأة كانت أن هناك فرقاً كبيراً بين تدخين السجائر الإلكترونية مع النيكوتين أو من دونه. وهنا خبر جيد لمن يحاولون الإقلاع عن التدخين، حيث خلصت الدراسة إلى أن السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين لها تأثير ضئيل على الدم والأوعية.