السويد تكلف الجيش بالمساعدة في مواجهة العصابات
الجيش سيساعد الشرطة في مواجهة العصابات. تطورت الأمور بسرعة خلال 24 ساعة بعد يوم الخميس الدامي. رئيس الوزراء أولف كريسترشون أعلن اليوم أن الحكومة ستكلف قوات الدفاع السويدية بدعم الشرطة في مواجهة حرب العصابات التي تضرب البلاد. اجتماع كريسترشون مع القائد العام لقوات الدفاع ميكايل بيدين وقائد الشرطة الوطنية أندش تورنبيري ناقش سبل دعم قوات الدفاع للشرطة وفق القانون الحالي، مثل مساندتها في التحليل والمعلومات وبحث المخاطر والتقنيات المتطورة، إضافة إلى التعاون القائم حالياً في مجال استعمال المروحيات وغيرها. كما أعلن رئيس الوزراء توجه الحكومة لتعديل القانون لإتاحة إمكانية طلب الشرطة المساعدة من قوات الدفاع في مجالات لا يشملها القانون الحالي، وبينها على سبيل المثال الوضع الخطير الذي تشهده السويد اليوم، وغير المسبوق في السويد وأوروبا. سياسياً أيضاً، دعت رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون إلى وضع المشاحنات الحزبية جانباً والتوحّد في مواجهة موجة العنف، كما دعت السويديين إلى مساعدة سلطات الدولة في هذا الأمر. وقالت أندرشون في كلمة مصوّرة “نحتاج إلى أن نتحد معاً كدولة، وكأمّة”. وأكدت الحاجة إلى مساعدة السكان لمواجهة العنف، داعية محبّي الحفلات إلى التوقف عن شراء المخدرات التي يشكل سوقها السبب الرئيسي لصراع العصابات، وكذلك إلى السير ليلاً في الشوارع لزرع الطمأنينة بين السكان. وكان رئيس الوزراء ألقى أمس خطاباً للأمة حول موجة العنف الأخيرة، ووجه فيه انتقادات للحكومة السابقة التي كانت ترأسها أندرشون.
بعد مرور يوم على تفجير أوبسالا الذي راحت ضحيته الشابة سهى سعد، تحدث سكان المنطقة للكومبس عن هول الفاجعة. ركام ودخان وأم مكلومة تنادي ابنتها الوحيدة التي قتلت فقط لأن مكان نومها صادف أن يكون قريباً من المكان الذي قرر فيها القاتل وضع متفجراته في حرب عصابات لم تعد تعرف حدوداً. “الحي الجميل مات والجميع فيه يبكون الشابة الودودة ذات الـ25 ربيعاً” هكذا يلخص أحد سكان ستورفريتا القصة. قائد الشرطة السويدية أندرش تونربيري خرج في مؤتمر صحفي اليوم ليقول إن عنف العصابات الذي يضرب السويد حالياً أشبه بـ”الأعمال الإرهابية”، لافتاً إلى أنه غير مسبوق في تاريخ البلاد. بينما أعلن رئيس إدارة العمليات الوطنية يوهان أولسون أن تواجد الشرطة في المناطق الأكثر عرضة للجريمة سيزداد بشكل كبير في المستقبل. كلام الرجلين جاء بعد يوم دامٍ في السويد سجل مقتل ثلاثة أشخاص في ستوكهولم وأوبسالا. قائد الشرطة تحدث عن انخراط الأطفال في جرائم العصابات، كاشفاً أن معلومات الشرطة تؤكد وجود أطفال يبادرون إلى الاتصال بالعصابات من أجل تنفيذ عمليات قتل يتحكّم بها أفراد يقيمون خارج السويد. تورنبيري توقع استمرار موجة العنف ووقوع أحداث جديدة قبل تحول الأمور نحو الأفضل. معلومات صحفية كشفت أن شرطة ستوكهولم وضعت قائمة تضم حوالي 150 عنواناً يتوقع حدوث أعمال عنف فيها. وتشمل القائمة المنازل التي يملكها أشخاص في البيئة الإجرامية إضافة إلى العناوين التي يوجد فيها أقارب وأصدقاء وشركات يمكن ربطها بمجرمي العصابات. قائدة الشرطة في جنوب ستوكهولم كاترينا فيكستروم قالت إن العدد كبير جداً بحيث لا يمكن مراقبة جميع العناوين. أرقام أظهرت أن السويد سجّلت وقوع أكثر من 130 تفجيراً هذا العام. وقال أستاذ علم الجريمة أردفان خوشنود إنه بين البلدان التي ليست في حالة حرب، فإن المكسيك فقط تسجل أرقام تفجيرات أكثر من السويد. في حين سيكون 2023 العام الأسوأ في تاريخ السويد من هذا الجانب.
الحكومة السويدية تعلن عن تحقيق لتشديد وتوسيع نطاق العقوبات على مخالفي القانون المتعلق بعناوين السكن. وزيرة المالية إليزابيت سفانتيسون قالت إن الحكومة تريد رؤية اقتراح يتضمن مزيداً من الإجراءات التي تؤدي إلى معاقبة عدد أكبر من مخالفي قانون السجل المدني المتعلق بعناوين السكن. الوزيرة أكدت علم الحكومة بأن هناك أشخاصاً يبيعون عناوينهم الخاصة حتى يتمكن الآخرون من التسجيل فيها. ولفتت الوزيرة إلى أن الحكومة تريد التحقيق أيضاً فيما إذا كان ينبغي السماح بحفظ بصمات الأصابع وصور الوجه التي تأخذها مصلحة الضرائب أثناء التحقّق من الهوية لاستخدامها لاحقاً. وكانت مصلحة الضرائب كشفت مؤخراً عن تشديد الرقابة المتعلقة بعناوين السكن على من يعيش في السويد اعتباراً من العام المقبل.
توقعات متفائلة بخصوص الأسعار في السويد. التقرير الشهري لسويد بنك توقع تراجع التضخم في سبتمبر، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عامين. ورجّح التقرير انخفاض التضخم الذي يستثني تأثير أسعار الفائدة من 4.7 بالمئة في شهر أغسطس إلى 3.8 بالمئة في سبتمبر، وهي النسبة الأدنى منذ نوفمبر 2021. محللون اقتصاديون في البنك نفسه قالوا إن “توقعات التضخم مشرقة للفترة المقبلة، رغم أن بعض الضغوط على الأسعار قد تستمر لبقية العام”. ولفت المحللون إلى وجود مؤشرات إيجابية عالمية ومحلية، ترجّح استمرار المنحى التنازلي لنسبة التضخم في العام 2024. كما تحدثوا عن الارتفاع الذي شهدته قيمة الكرون أخيراً بعد تدهور كبير، مؤكدين أن “استمرار ارتفاع قيمة الكرون يوفر ظروفاً لانخفاض نسبة التضخم بشكل أسرع”.
فيما يتزايد حديث الخبراء الاقتصاديين عن حاجة مناطق الشمال السويدي للعمالة، أظهر استطلاع أجرته الكومبس لمتابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي أن 66 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع غير مستعدين لنقل سكنهم من جنوب السويد إلى شمالها للحصول على عمل. فيما أعرب 34 بالمئة عن استعدادهم لذلك. تقرير اقتصادي صادر عن بنك “نورديا” كان قد أظهر أن الركود الاقتصادي بدأ السيطرة على مناطق السويد ومدنها الكبرى، في حين باتت منطقة الشمال المحرك الاقتصادي للبلاد حالياً، مع توقعات بتحقيقها نمواً اقتصادياً وإن كان طفيفاً، بينما تشهد مدن البلاد الكبرى ومناطقها الأخرى ركوداً وانكماشاً. الكومبس وجهت سؤالاً لمتابعيها على وسائل التواصل عما إن كانوا مستعدين للانتقال إلى الشمال للحصول على عمل. وشارك في الاستطلاع حتى لحظة كتابة الخبر 3755 شخصاً. ورغم النمو الاقتصادي لا تزال مناطق شمال السويد تواجه مشكلة نقص العمالة، واستمرار الهجرة الداخلية لسكانها باتجاه المدن ومناطق الجنوب. فيما يطالب خبراء اقتصاديون بمعالجة هذه المشكلة والحدّ من هجرة السكان وتشجيع سكان المناطق الأخرى على الانتقال شمالاً.