السويد في انتظار اللحظات الأخيرة لدخول الناتو

: 7/10/23, 5:30 PM
Updated: 7/10/23, 5:30 PM

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستبق مفاوضات الساعات الأخيرة مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون برفع سقف مطالبه إلى الحد الأقصى، عضوية السويد في الناتو مقابل عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. أردوغان قال إن “بلاده ستدعم طلب السويد إذا بدأ الاتحاد الأوروبي بمفاوضات العضوية مع تركيا”. وفيما تزداد الضغوط الأمريكية والأوروبية على أردوغان قبيل قمة حلف الناتو في ليتوانيا غداً، بدا الرئيس التركي اليوم وكأنه يهرب إلى الأمام ويلقي بكل أوراقه على طاولة المفاوضات، وبشروط جديدة لم يتضمنها الاتفاق السويدي التركي إطلاقاً. ورغم الإعلان عن تقدم إيجابي بعد لقاء وزيري خارجية البلدين الأسبوع الماضي، وإعلان أردوغان عن خطوات جيدة اتخذتها السويد، فإنه قال خلال اتصال مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إن خطوات السويد، لا جدوى منها ما دام حزب العمال الكردستاني يواصل عمله في البلاد. قادة 40 دولة يجتمعون في قمة مهمة لحلف الناتو تبدأ غداً وتنتهي الأربعاء. فيما تتطلع السويد إلى إكمال طريقها نحو الانضمام للحلف في الساعات الأخيرة قبيل القمة أو خلالها. الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيري قال إن موقفاً تركياً إيجابياً بشأن السويد ما زال ممكناً خلال القمة.

مظاهرات حاشدة شهدتها مدن في السويد الأحد احتجاجاً على حرق المصحف. المظاهرات التي دعت إليها جمعيات واتحادات إسلامية رفعت المصاحف وتضمنت خطابات غاضبة تطالب بتجريم حرق الكتب المقدسة وإهانة الرموز الدينية، محذرة في الوقت نفسه من تصاعد خطابات الإسلاموفوبيا في البلاد. واستنكر خطباء تمويل حماية حارق المصحف من أموال الضرائب التي يدفعها المسلمون وغيرهم. فيما سارع رئيس الوزراء أولف كريسترشون للاجتماع بعدد من القادة الدينيين، أحدهم إمام مسجد ستوكهولم الكبير الذي أُحرقت نسخة من المصحف أمامه أول أيام عيد الأضحى. وكان لافتاً في قضية حرق المصحف تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقول إن السويد تعمل على وقف حرق المصحف، معتبراً أن “مهاجرين هم من يحرقون المصحف في السويد، وليس السويديين”. بايدن كان يعلق على مفاوضات ضم السويد إلى الناتو، معتبراً أن هذا الواقع قد يضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موقف محرج داخلياً.

تقرير جديد يكشف عن تراجع كبير في نسب تصويت المهاجرين من أصول غير أوروبية في انتخابات السويد الأخيرة، رغم حدة المعركة الانتخابية والتنافس الشركة بين كتلتي اليمين واليسار. التقرير الذي أصدرته مؤسسة Järvaveckan للأبحاث تحدث عن انخفاض بشكل غير متوقع لنسبة المصوتين بين المهاجرين خصوصاً في المناطق الضعيفة. التقرير ركز على المواطنين المنحدرين من سوريا والعراق والصومال وإريتريا، حيث يمثلون أكثر من 30 بالمئة من الأفراد المولودين في الخارج. وأظهر التقرير أن نسبة التصويت بين السويديين من أصول صومالية انخفض بنسبة 12.2 بالمئة في انتخابات 2022 مقارنة بانتخابات 2018، بينما انخفض لدى السوريين بنسبة 11.9 بالمئة، والأريتريين بنسبة 10.8 بالمئة، والعراقيين 8.7 بالمئة. وكان الانخفاض ملحوظاً بشكل أكبر في المناطق المصنفة ضعيفة، بينما تراجعت النسبة على المستوى الوطني 3 بالمئة فقط. ولفت التقرير إلى قصور في تغطية الصحافة السويدية لهذه المجموعات، وتصويرها بطريقة تعزز الصور النمطية. التقرير دعا السلطات والأحزاب إلى تعزيز وجودها وسط هذه المجموعات لحثها على المشاركة بفعالية أكبر في الانتخابات والعملية السياسية.

اقتصادياً، تشهد العملة السويدية منذ شهر أبريل تدهوراً في قيمتها مقابل العملات الأجنبية، مثل اليورو والدولار، وهو ما يزيد من مخاطر استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة، وفق تقييمات البنك المركزي السويدي. البنك اعتبر خلال اجتماعه اليوم أن التضخم ما يزال عند مستويات مرتفعة، أكبر بكثير من هدف 2 بالمئة الذي حدده البنك. واعتبر أن استمرار ضعف الكرون يزيد من مخاطر ثبات التضخم عند مستويات مرتفعة، وهو ما وصفته نائبة محافظ البنك آنا بريمان بـ”المشكلة”، معتبرة أن “استمرار ضعف الكرون على المدى الطويل يهدد جهود خفض التضخم”. البنك أشار إلى أن ضعف الكرون واستمرار الطلب المرتفع في قطاع الخدمات يسهمان في تأخر تحقق الهدف. وكان المركزي السويدي، رفع مؤخراً الفائدة بمقدار 25 نقطة، لتصل إلى 3.75 بالمئة، وهو أعلى معدل لها منذ العام 2008. ويتوقع أن يرفع سعر الفائدة مجدداً في سبتمبر المقبل، بمقدار 25 بالمئة، لمكافحة التضخم المرتفع في البلاد. ووصل سعر الكرون مقابل اليورو، إلى مستويات هي الأدنى في تاريخه الأسبوع الماضي، مع تسجيله 11.94 كرون مقابل اليورو الواحد. وتحسّن سعر صرف الكرون قليلاً اليوم، ليصل إلى 11.86 كرون مقابل اليورو.

مقابل الصورة النمطية التي يريد اليمين المتطرف ترويجها عن المهاجرين، كل المهاجرين، تبرز كل فترة قصة تضرب هذه الصورة في أساسها. هذه المرة طالبة شابة من أصل فلسطيني تمكنت من تحقيق العلامة الكاملة في الثانوية العامة، الفرع العلمي natur. وحصلت على درجة A في كل المواد الرئيسية وفي مادتين إضافيتين. جاءت بيان علي إلى السويد منذ عشر سنوات. وكان عليها طفلة أن تتخطى حواجز اللغة بسرعة وتعمل على تحقيق حلمها وحلم عائلتها بأن تصبح طبيبة في المستقبل. وبالفعل ستبدأ بيان دراسة الطب في السويد مع بداية العام الدراسي المقبل، وهي تأمل أن تستمر في تحقيق أعلى الدرجات. لم تخلُ قصة نجاح بيان من المعوقات، لكن عائلتها كانت دائماً تبعدها عن المشاكل المحيطة وتخلق لها البيئة المناسبة للدراسة. تقول بيان إن السبيل الأمثل للنجاح هو أن يضع الشخص هدفه نصب عينيه وأن يستمر في المضي قدماً لتحقيق هذا الهدف. وصفة ليست سهلة لكنها قد تفيد كثيراً من الطلاب هنا في السويد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.