بعد التصريحات عن ضرورة الاستعداد للحرب وما أثارته من جدل، أعلن رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترشون اليوم انفتاح حكومته على اللجوء إلى الاقتراض بهدف تأمين الأموال اللازمة لرفع ميزانية الدفاع السويدية وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد. معلومات من مصادر عسكرية ذكرت أن السويد تحتاج إلى مئات المليارات لتحقيق أهدافها الدفاعية خلال السنوات المقبلة، وزيادة ميزانية الدفاع السنوية بمبلغ ضخم يتراوح بين 40 و60 مليار كرون. كريسترشون قال إنه لا يستبعد أي حل للتمويل، بما في ذلك إمكانية لجوء الحكومة إلى قروض كبيرة. رئيس الوزراء أكد ضرورة رفع القدرات الدفاعية في أسرع وقت ممكن مع ازدياد التهديدات بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. الحكومة تعتزم تقديم اقتراحات بشأن كيفية تمويل الزيادة في ميزانية الدفاع أبريل المقبل. وكانت الحكومة رفعت ميزانية الدفاع للعام الحالي بـ27 مليار كرون لتصل إلى 119 ملياراً. رئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض مجدلينا أندرشون أعربت عن رفضها لجوء الحكومة السويدية إلى الاقتراض لتمويل الزيادة الكبيرة المرتقبة في ميزانية الدفاع، واقترحت فرض ضريبة طوارئ لهذا الغرض. زعيمة المعارضة قالت إن على أصحاب رأس المال أن يساهموا بشكل أكبر. ووجهت سؤالاً إلى حزب ديمقراطيي السويد والحكومة حول الحل الذي يقترحونه لتأمين التمويل الكبير والعاجل لميزانية الدفاع وما الذي ينوون حذفه من الموازنة مؤكدة أنهم يتحملون المسؤولية عن ذلك.
وسط تصريحات الحرب التي تشغل السويد هذه الأيام، اقترح حزب الليبراليين إنشاء ما أسماه “ميزانية حرب” تخصص للأموال والمساعدات التي تنوي السويد منحها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. رئيس الحزب يوهان بيرشون قال إن مواجهة أوكرانيا للقوة العسكرية الروسية قد تشكل لفترة طويلة جزءاً من أمن السويد لذلك يريد إنشاء بند خاص بدعم أوكرانيا في الموازنة. بيرشون تحدث أيضاً عن ميزانية الدفاع السويدية لافتاً إلى أن قوة الاقتصاد السويدي تمكّن البلاد من تحمل عجز لعدة سنوات بهدف تمويل الاستثمارات في قطاع الدفاع. في سياق متصل، ردّت السفارة الروسية على دعوات الاستعداد في السويد وإمكانية انتقال الحرب إليها بعد أوكرانيا، معتبرة ذلك “حالة من الذعر والهستيريا يحاول بعض القادة السويديين نشرها”. السفارة قالت في بيان إن “ممثلي القيادة العسكرية والحكومية يخوّفون السويديين من حرب حتمية مزعومة مع روسيا”. وسخرت السفارة من التصريحات داعية مطلقيها إلى “إشباع إدمانهم المرضي للأدرينالين بالتزلج على المنحدرات في السويد”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تتلقى اتصالات كثيرة من رعاياها في البلاد يسألون فيها عن طريقة الإخلاء في حال اندلعت الحرب. السفارة دعت السياسيين السويديين إلى إدخار طاقتهم لحل مشاكل بلادهم الداخلية بدل نشر ما أسمته الذعر والهستيريا.
أنظار سكان غزة اتجهت اليوم إلى مقر محكمة العدل الدولية في لاهاي على أمل أن تصدر قراراً عاجلاً بوقف الحرب. المحكمة عقدت اليوم جلسة الاستماع الأولى في الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة. القضية التي وُصفت بأنها “قضية القرن” تُتهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية. وتتناول جلسات الاستماع اليوم وغداً طلب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة، بينما تستمع المحكمة إلى حيثيات القضية في عملية قد تستمر لسنوات. وفي وقت متأخر من مساء أمس عبّرت كولومبيا والبرازيل عن دعمهما لجنوب أفريقيا في الدعوى. بينما أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها للدعوى القضائية ضد إسرائيل. رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا قال إن شعبه تجرع مرارة التمييز والعنصرية والعنف الذي ترعاه الدولة، لذلك قرر أن يقف في الجانب الصائب من التاريخ لوقف ما أسماه المذبحة الجارية بحق شعب غزة. فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جيشه يتصرف بـ”أخلاقية لا مثيل لها”. في حين وصل عدد الضحايا الفلسطينيين حتى الآن إلى أكثر من 90 ألفاً بين قتيل وجريح ومفقود، غالبيتهم من النساء والأطفال.
الوضع الاقتصادي الصعب والعجز المتوقع يدفعان البلديات والمحافظات السويدية إلى التقشف. اليوم قررت إدارة الرعاية الصحية بمحافظة ستوكهولم إلغاء بعض المزايا التي تقدمها للموظفين، بما في ذلك التوقف عن تقديم سلة الفواكه والحلويات المرافقة للقهوة أو استراحة الفيكا السويدية الشهيرة. إدارة المحافظة صنفت الفاكهة والحلويات مشتريات غير ضرورية في إطار سعيها لتوفير الأموال وخفض العجز المالي الذي تعانيه. المسؤولة في إدارة الرعاية الصحية في المحافظة ماريا أندرشون قالت إن المحافظة تمكنت من توفير أكثر من عشرين مليون كرون عبر إلغاء الفيكا وغيرها من المشتريات غير الضرورية. في حين قوبل قرار المحافظة بانتقادات كبيرة من الموظفين ونقابة العاملين في الرعاية الصحية في ستوكهولم. أحد الموظفين قال متهكماً إن موظفي الرعاية في أسفل اهتمامات المحافظة ولا يستحقون حتى موزة واحدة.
التحذيرات ازدادت من الفطر السام في السويد بعد أن أكدت نتائج فحوص الطب الشرعي وفاة أم شابة وطفلتها في محافظة سكونا جراء تناول نوع من أنواع الفطر السام. الطفلة الصغيرة عمرها عام واحد وتوفيت في أغسطس من العام الماضي، لتلحق بها أمها البالغة من العمر 21 عاماً بعد أيام قليلة. تقرير الطب الشرعي كشف عن وجود مادة الأماتوكسين السامة في جسد الأم وابنتها. وهي مادة توجد في عدة أنواع من الفطر السام المنتشرة في البلاد، لذلك لم يتمكن التقرير الطبي من تحديد نوع الفطر الذي أدى لوفاتهما. مركز معلومات السموم الذي يتعامل مع بلاغات التسمم من قبل الجمهور ونظام الرعاية الصحية سجل زيادة كبيرة في عدد الاتصالات المتعلقة بالتسمم الناتج عن الفطر في السويد خلال الصيف الماضي. وحثّت مصلحة الأغذية الجمهور على تعلم أبرز أنواع الفطر المنتشرة في السويد، داعيةً الناس إلى عدم تناول الفطر إذا كان الشخص غير متأكد تماماً أنه صالح للأكل.