السويد: معايير تركية مزدوجة بخصوص الناتو

: 3/20/23, 5:51 PM
Updated: 3/20/23, 5:51 PM

امتعاض سويدي من القرار التركي بقبول فنلندا وحدها في حلف الناتو دون السويد. اليوم تحدث وزير الخارجية توبياس بيلستروم عن معايير مزدوجة استخدمتها تركيا لقبول طلب فنلندا ورفض طلب بلاده. بيلستروم قال في حديث تلفزيوني إن السويد كما فنلندا وافقتا على التزامات الاتفاق الثلاثي مع تركيا وتلقّت الدولتان نفس الطلبات من أنقرة بترحيل أشخاص تتهمهم بـ”الإرهاب”، مؤكداً أن فنلندا لم تسلم عدداً أكبر من الأشخاص مقارنة بالسويد، كما لم تتخذ أي إجراء لم تتخذه ستوكهولم. الأمر الذي اعتبره وزير الخارجية دليلاً على ازدواجية في المعايير اتبعتها تركيا في الموقف من طلبات البلدين. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن فنلندا أوفت بالتزاماتها في حين لم تفعل السويد. وزير الخارجية السويدي قال إن طريق السويد لدخول الناتو أصبح أطول من طريق فنلندا، مشيرا إلى أن وجود عدد أكبر من الأشخاص المرتبطين بحزب العمال الكردستاني في السويد يلعب دوراً في هذا الإطار.

استطلاع جديد أجراه مركز ديموسكوب أظهر أن غالبية السويديين يؤيدون عضوية بلادهم في حلف الناتو، رغم التعثر الذي شهدته العضوية بسبب الموقف التركي المعطِّل حتى الآن لانضمام السويد. الاستطلاع بيّن أن 68 بالمئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون عضوية السويد في الحلف، مقابل 19 بالمئة يرفضونها. فيما لم يحدد 13 بالمئة موقفهم. وكشف الاستطلاع، الذي اطلعت الكومبس على نتائجه، عن تحول كبير في الرأي العام السويدي مقارنة بما كان عليه قبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، بزيادة بلغت 24 بالمئة في نسبة المؤيدين لعضوية الناتو، ما يعني أن ربع السويديين تقريباً تحولوا من معارضة العضوية إلى تأييدها. كما تغير الرأي العام في السويد حتى مقارنة بما كان عليه مع بدء الحرب في أوكرانيا، حيث زاد عدد المؤيدين لعضوية الحلف منذ مارس الماضي بمقدار 17 بالمئة. وفي التفاوت بين الجنسين، أظهر الاستطلاع أن نسبة مؤيدي العضوية أكبر بين الرجال. حيث قال 72 بالمئة منهم إنهم يؤيدون العضوية، في حين أيدت 65 بالمئة من النساء الانضمام للناتو. وعن تفسير ذلك، قال المستشار في ديموسكوب بيله أولوفسون للكومبس إن الرجال أكثر تعاطفاً مع الأحزاب اليمينية ولديهم اهتمام أكبر بقضايا الدفاع مقارنة بالنساء، كما أن الرجال أدوا الخدمة العسكرية بدرجة أكبر واكتسبوا اهتماماً أكبر بالدفاع عن السويد. الاستطلاع أظهر أيضاً أن 80 بالمئة من ناخبي أحزاب اتفاق “تيدو” الذي تشكلت بموجبه الحكومة يؤيدون عضوية الناتو. في حين تبلغ النسبة عند ناخبي أحزاب المعارضة 60 بالمئة.

أحداث حرق المصحف والاضطرابات التي تلتها لم تنته تداعياتها بعد رغم مرور قرابة العام. محكمة أوربرو أصدرت اليوم أحكاما جديدة طالت أربعة رجال وامرأة بعد إدانتهم بأعمال عنف شهدتها مدينة أوربرو العام الماضي. الأحكام تراوحت بين بالسجن عام واحد وثلاثة أعوام ونصف. وأدانت المحكمة الرجال الأربعة بالتخريب المشدّد تجاه الشرطة، بينما أدانت المرأة بالتواطؤ في الجريمة نفسها. ويبلغ عدد المتهمين بالقضية سبعة أشخاص، غير أن المحكمة أجّلت الحكم على اثنين آخرين، أحدهما يخضع لتقييم نفسي، والآخر يتم التحقيق للتأكد من عمره عند وقوع الحادثة. وكانت المحكمة العليا أصدرت الأسبوع الماضي قراراً خفضت بموجبه أحكام السجن الصادرة عن محكمة المقاطعة بحق اثنين من المتهمين بما يعرف باضطرابات عطلة الفصح التي اندلعت بعد قيام اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق المصحف في عدد من مدن السويد العام الماضي.

جريمة قتل وحشية ذهب ضحيتها رجل خمسيني من ذوي الاحتياجات الخاصة وأحدثت ضجة في السويد سبتمبر الماضي. اليوم أصدرت محكمة كالمار حكمها في القضية وأدانت شاباً يبلغ من العمر 27 عاماً اسمه كيم هالفوشن بجريمة قتل أولف ساندبيري. وحكمت عليه بالسجن المؤبد. كما عاقبت رجلاً عمره 30 عاماً بالسجن 6 سنوات لمشاركته في جريمة السرقة. وكان الضحية تعرض لثماني طعنات بالصدر في أوسكارسهامن خلال عودته إلى منزله بعد أن أجبره الجانيان على خلع ساعته وطلبوا منه سحب المال من الصراف الآلي. القضية حظيت بكثير من الاهتمام في السويد، حيث كان ساندبيري ناشطاً معروفاً، كما أنه كان من المشجعين المعروفين لفريق هوكي الجليد بالمدينة. وخرجت مظاهرة في المدينة بعد مقتله. ووفقاً للمحكمة، فإن الأدلة “قاطعة” على الجريمة وضلوع المتهم فيها، حيث جرى تصوير الجريمة من قبل الجناة أنفسهم. وظهر الضحية في الفيلم يتعرض للسرقة والضرب المبرح. ورأت المحكمة أن هناك “عدداً من الظروف المشددة”، حيث لم يتمكن الضحية من الفرار أو الدفاع عن نفسه بسبب إعاقته.

رغم الأوضاع الاقتصادية بعد سنوات كورونا، فإن السويديين ما زالوا من أسعد شعوب العالم. فنلندا احتفظت بالمرتبة الأولى على قائمة الدول الأكثر سعادة للعام السادس على التوالي محاطة بجيرانها من دول الشمال. في حين سجلت السويد تقدماً هذا العام من المرتبة السابعة إلى السادسة . وبخلاف المتوقع، فإن السعادة في سنوات الجائحة الثلاث حين سيطرت الكمامات والمسافات والعزلة، لم تؤد إلى تراجع، بل على العكس من ذلك، أظهر تقرير السعادة العالمي الذي أطلقته الأمم المتحدة أن الناس اليوم أصبحوا أكثر فرحاً مما كانوا عليه قبل كورونا. كما ارتفعت رغبة الناس بمساعدة غيرهم خلال سنوات الجائحة بنسبة 25 بالمئة. التقرير ذكر أن الأشخاص المتقدمين بالسن أكثر سعادة اليوم من الشبان واليافعين، رغم أنهم كانوا من الفئات الأكثر تأثرا بكورونا. عربياً، احتلت الإمارات المركز الأول في المرتبة 26 عالمياً تلتها السعودية في المرتبة الثلاثين. وفي أسفل القائمة في المرتبة 137، احتفظت أفغانستان بموقعها، بعد عقود من الحروب والأزمات، وفوقها بدرجة حل لبنان الذي هوت به سنوات الكارثة الاقتصادية من السعادة إلى الحزن. ويتضمن مؤشر السعادة مجالات عدة بينها الأمد المتوقع للحياة، والناتج القومي الإجمالي، ومنظومة الحماية الاجتماعية، الكرم، وغياب الفساد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.