نشرة الأخبار

الهجرة تركّز على العودة والترحيل.. والحكومة تحدد مدة دراسة SFI

: 8/16/23, 6:06 PM
Updated: 8/16/23, 6:06 PM

بات اتفاق تيدو وسياساته المتشددة، واقعاً يشعر به كل مقيم في السويد، ولكن تداعياتُه أكبر وأصعب على من رفضت إقامتهم وباتوا مهددين بالترحيل من البلاد، وبينهم آلاف المواطنين العراقيين. مصلحة الهجرة السويدية أكدت التزامها بتوجيهات الحكومة الحالية المبنية على اتفاق تيدو، وتركيزها على إعادة من رفضت طلبات إقامتهم إلى وطنهم الأم. وكشف المتحدث باسمها في مقابلة مع الكومبس، عن تعاون متزايد مع سلطات العراق وسفارتها في ستوكهولم لتأمين عودة العراقيين إلى بلدهم، وذلك بعد صعوبات سابقة أعاقت عمل المصلحة وعمليات الترحيل نحو العراق. ولكن المتحدث باسم المصلحة نفى وجود حملة تستهدف العراقيين بشكل خاص، واعتبر أن الهجرة تقوم بتنفيذ مهمة أساسية من مهامها، وتعمل على تسهيل إعادة المهاجرين إلى أوطانهم بعد رفض إقاماتهم في السويد. معظم حالات الترحيل التي تنفذها مصلحة الهجرة تتم حتى الآن بشكل قسري، وقلة يختارون التعاون بشكل طوعي، وذلك رغم وجود حوافز مالية لإقناع من رفضت طلباتهم بالعودة الطوعية. ولكن المصلحة أكدت تزايد الاهتمام بحزمة الدعم المالية للعودة والتي تبلغ 5 آلاف يورو للفرد وأكثر قليلاً للأسر.

وبينما تلتزم مصلحة الهجرة بسياسات اتفاق تيدو، تركز الحكومة بدورها على المهاجرين. وزير سوق العمل يوهان بيرشون أعلن اليوم عن خطة حكومية لتحديد المدة الزمنية لدورات تعلم اللغة السويدية للأجانب SFI. بيرشون الذي أكد اهمية اللغة لدخول سوق العمل جدد الحديث عن فجوة كبيرة جداً كما وصفها في معدلات البطالة بين المولودين داخل السويد والمولودين خارجها. كما أعاد الوزير الحديث عن توافر فرص عمل كثيرة ونقص كبير في العمالة في مناطق سويدية مختلفة رغم وجود مئات آلاف العاطلين عن العمل. وتطرق بيرشون كذلك إلى تباطؤ قد يصيب سوق العمل بسبب الركود الاقتصادي في البلاد، ما يهدد برفع معدلات البطالة في المستقبل القريب. إعلان بيرشون، جاء بعد ساعات من الكشف عن مقترح حكومي جديد بفرض عواقب على المصالح الرسمية والبلديات التي لا تبلغ عن المهاجرين الذين لا يحملون وثائق إقامة في السويد. ووفقًا للاقتراح ، ستكون السلطات والبلديات ملزمة بالاتصال بمصلحة الهجرة السويدية والشرطة عند اكتشافها أشخاصاً يقيمون بشكل غير قانوني في البلاد. وكان واجب الإبلاغ الذي تضمنه اتفاق تيدو قد ووجه بانتقادات كبيرة من قبل العاملين في الرعاية الصحية وموظفي المدارس وكذلك من قبل سياسيين وناشطين.

وبعيداً عن العمل والبطالة، حسم زعيم الليبراليين الجدل حول موقف حزبه حيال إقالة رئيس لجنة العدل النيابية ريكارد يومسهوف. يوهان بيرشون أعلن أن حزبه لن يصوت لصالح إقالة يومسهوف مبرراً موقفه بوجود عرف في البرلمان السويدي يقضي بعدم تغيير رؤساء اللجان أو نوابهم خلال فترة تولي المنصب. غير أن بيرشون وصف تصريحات يومسهوف السابقة تجاه حرق المصحف والإسلام بأنها غير لائقة على الإطلاق. وكشف عن طلبه من زعيم حزب SD جيمي أوكيسون بضمان عدم تكرار مثل هذه التصريحات، في ظل ما تشهده السويد من وضع أمني. موقف الليبراليين لا يبدو مفاجئاً في ظل اعتماد الحكومة على أصوات SD للبقاء في الحكم، وتماسك الائتلاف اليميني رغم الأزمات المتكررة. ويأتي هذا بعد أيام من إعلان أحزاب المعارضة اليسارية عزمها طلب التصويت على إقالة يومسهوف من منصبه خلال جلسة لجنة العدل المقبلة. وتحتاج المعارضة إلى صوت واحد إضافي من أحزاب اليمين لإقالة يومسهوف فيما عوّلت أوساطها على دعم عضو لجنة العدل عن حزب الليبراليين لحسم الأمر لصالحها. وكانت أصوات برلمانية من داخل حزب بيرشون نفسه دعت كذلك لإقالة يومسهوف، واعتبرت أن تصريحاته وسلوكه لا يليقان برئاسة لجنة حساسة ومهمة في البرلمان السويدي.

انشغال الحكومة والسياسيين بالهجرة والأزمات الداخلية لم يحوّل الاهتمام عن مخاطر التهديدات الإرهابية المتنامية مع دعوة تنظيم القاعدة لشن هجمات تستهدف السويد. رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترشون علق اليوم للمرة الأولى على التهديد الاخير للقاعدة معتبراً أنه يؤكد خطورة الوضع وتزايد الخطر الإرهابي المحدق ببلاده. وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم شدد من جهته على أن بلاده تأخذ تهديدات تنظيم القاعدة وسواها من الجماعات الإرهابية على محمل الجد، ولكنه دعا السويديين إلى عدم الخوف من الخطر الإرهابي إنما توخي المزيد من اليقظة. وقال باحثون في شؤون الإرهاب اليوم إن دعوة القاعدة الأخيرة تستهدف الأفراد المتأثرين بفكرها أو من يعرفون بالذئاب المنفردة لتنفيذ هجمات في البلاد وضد مصالحها. وبينما قللوا من جدية تهديدات بعض الحركات المتطرفة ضد السويد، اعتبروا أن الخطر الإرهابي الأساسي يأتي من تنظيمي داعش والقاعدة، والجماعات المرتبطة بهما وكذلك الأفراد المتأثرين بفكرهم.

وبعيداً عن أزمات السياسة وأخبارها التي لا تنتهي، تنطلق اليوم في العاصمة السويدية فعاليات مهرجان ستوكهولم الثقافي، والذي يضم هذا العام فنانين من جميع أنحاء العالم ومن بينهم الشرق الأوسط. ويجمع برنامج المهرجان عروض الموسيقى والرقص والغناء وورش عمل شبابية وكذلك عربات الطعام وألعاباً للأطفال. ويسعى المهرجان هذا العام لجذب أكبر عدد ممكن من سكان ستوكهولم وزوارها عبر برنامج متنوّع يسعى لإرضاء كافة الأذواق والأعمار. ويشارك في المهرجان عدد من نجوم الفن في السويد بينهم لورين التي فازت بمسابقة Eurovision الشهيرة هذا العام، إضافة إلى مغنيي راب معروفين. كما يشارك فنانون من حول العالم بينهم النجمة اللبنانية كارول سماحة، والتي من المقرر أن تحيي حفلا عند الخامسة من مساء السبت المقبل. جميع فعاليات المهرجان الذي تنظمه العاصمة السويدية سنوياً، مجانية، وعادة ما يجذب المهرجان نحو مليون شخص من سكان ستوكهولم وزوارها.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.