انهيار في الأسواق العالمية.. والسويد توصي بجمع الطعام من الغابات

: 8/5/24, 4:49 PM
Updated: 8/5/24, 4:49 PM

أسواق الأسهم العالمية تشهد انهياراً مع بداية التداول اليوم الاثنين، وسط قلق عميق من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي، أكبر اقتصاد في العالم في مرحلة من الركود. وشهدت بورصة اليابان أكبر تراجع منذ نحو أربعين عاماً، ولحقتها البورصات الآسيوية والعربية والأمريكية، وكذلك الأسواق الأوروبية الرئيسية بما فيها ستوكهولم ولندن وباريس وفرانكفورت. كما سجل النفط والعملات العالمية والعملات المشفرة خسائر قاسية. بورصة ستوكهولم بدورها شهدت انخفاضاً حاداً عند بدء التداول صباحاً، غير أنها تمكنت من تحقيق تعافٍ جزئي طفيف خلال الساعات اللاحقة. وبعدما انخفض الكرون بشكل حاد أمام الدولار واليورو نهاية الأسبوع الماضي، عززت العملة السويدية قيمتها اليوم وسجلت ارتفاعاً طفيفاً مقابل كل من الدولار واليورو. وكان اضطراب الأسواق المالية بدأ نهاية الأسبوع الماضي، بعد صدور أرقام مفاجئة تظهر ارتفاعاً غير متوقع في عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة. كما أضافت بيانات حول ضعف قطاع التصنيع وتراجع أرباح الشركات إلى المخاوف حول اقتصاد الولايات المتحدة. و ترافقت التطورات الأمريكية مع ارتفاع التوترات في الشرق الأوسط، وهو ما دفع مخاوف المستثمرين إلى مستويات عالية.

اضطرابات الأسواق الصباحية، لم تحجب النظر عن الاضطرابات العنيفة التي سببها اليمين المتطرف في شوارع بريطانيا. وشهدت البلاد أعمال شغب وعنف واسعة النطاق نظمتها مجموعات من اليمين المتطرف، واستهدفت بشكل رئيسي المهاجرين من أصول آسيوية وأفريقية والمسلمين. وقام هؤلاء بمهاجمة فندق لاستقبال طالبي اللجوء ومساجد ومحال تجارية يملكها مهاجرون، كما شنوا اعتداءات على أفراد من أصول مهاجرة في مدن ومناطق مختلفة. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وجه خطاباً تحذيرياً لمحتجي اليمين المتطرف ووصف أفعالهم بـ”البلطجة المنظمة”. وقال إنهم سيواجهون أقصىى عقوبات قانونية، وسيندمون على أفعالهم. كما دعت الحكومة البريطانية إلى اجتماع أمني طارئ عالي المستوى لمواجهة أعمال العنف في الشوارع. وكانت مجموعات من اليمين المتطرف، وفي طليعتها “رابطة الدفاع الإنجليزية” استغلت مقتل ثلاثة أطفال على يد بريطاني من أصول رواندية، وروّجت معلومات مضللة حول هوية المهاجم، كما نشرت دعوات عبر وسائل التواصل لطرد المهاجرين والمسلمين من بريطانيا.

ما يزال الشرق الأوسط يشهد حالة من الترقّب، بعد توعّد إيران بهجوم قوي يستهدف إسرائيل مباشرة، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. كما تترقب إسرائيل ردأ مماثلاً من حزب الله اللبناني، بعد تبنّيها اغتيال القيادي العسكري الكبير في الحزب فؤاد شكر، في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. مصادر إسرائيلية كشفت اليوم عن استعداد إسرائيل لهجوم إيراني واسع قد يستمر لعدة أيام، كما يستعد الجيش الإسرائيلي لهجمات غير مسبوقة تستهدف قواعده العسكرية بصواريخ ومسيّرات. وهددت إسرائيل على لسان مصدر، بضرب عمق إيران ولبنان واليمن في حال كان رد طهران وحلفائها “غير متناسب”. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي توعد إسرائيل بردٍ قاصم على استهداف هنية في طهران، قائلاً إنها ستدرك أنّها أخطأت في حساباتها عند الرد الحاسم. ويأتي هذا بعدما كشفت تقارير إعلامية عن أوامر وجهها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي باستهداف إسرائيل مباشرة رداً على اغتيال هنية.

أصدرت هيئة الطوارئ وحماية المجتمع السويدية توصيات جديدة في كتيب الطوارئ لفصل الخريف، تتعلق بكيفية التعامل مع الأزمات. ودعت الهيئة المواطنين إلى البحث عن الغذاء في الطبيعة في حال حدوث أزمة أو حرب. الخبيرة في الهيئة آنا تيليفوش قالت إنه توجد الكثير من الموارد الطبيعية التي يمكن للسويديين الاستفادة منها، مثل التوت، التفاح، والفطر. وأشارت إلى أن جائحة كورونا والحروب العالمية أظهرت مدى هشاشة المجتمع عند توقف وسائل النقل عن توصيل البضائع، لا سيما وأن السويد تستورد معظم ما تستهلكه من المواد الغذائية. الخبيرة دعت إلى اتباع توصيات هيئة الطوارئ، وقالت إنه “يجب على كل فرد أن يكون لديه طعام وماء إضافي في المنزل، وأن يستعد لاحتمالات عدم توفر الطعام أو المياه الجارية، أو عدم عمل الهاتف المحمول”. ومن جانبها أوضحت ليسين سوندغرين، الخبيرة في النباتات البرية الصالحة للأكل، أن الغابات السويدية تحتوي على العديد من الفواكه وأنواع الفطر والنباتات المختلفة التي تصلح للأكل. وشددت على أهمية معرفة النباتات الصالحة للأكل وتلك السامة، وكذلك على احترام حق الوصول العام إلى الطبيعة.

تتوقع الأرصاد الجوية فترة من الطقس غير المستقر هذا الأسبوع في السويد، مع وصول جبهة باردة تجلب معها الأمطار، والرياح، وانخفاضاً في درجات الحرارة. وقالت الباحثة في هيئة الأرصاد الجوية إيما هيرينستام، إن الطقس سيكون معتدلاً في بداية الأسبوع، حيث ستتراوح درجات الحرارة بين 20 و24 درجة مئوية مع سماء متقلبة. لكن بدءاً من يوم الأربعاء، ستدخل جبهة باردة إلى جنوب السويد، ثم تنتشر إلى بقية أنحاء البلاد يوم الخميس. ومن المتوقع أن يشهد الطقس تقلبات في جميع المناطق، مع زيادة في سرعة الرياح. وفي يوم الجمعة، يصل منخفض جوي جديد من الجنوب الغربي، مما يؤدي إلى هطول أمطار واسعة النطاق تبدأ في الجنوب ثم تمتد إلى مناطق أخرى. وتوقعت استمرار الطقس الغائم والأمطار حتى الأسبوع المقبل. ورغم ذلك، أكدت هيرينستام أن هناك فرصة لاستمرار فصل الصيف، ودعت السويديين إلى عدم فقدان الأمل بعودة الدفء والشمس في أيام أغسطس، وحتى خلال شهر سبتمبر المقبل.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon