بداية عام جليدية في السويد وكارثية في اليابان

: 1/2/24, 5:33 PM
Updated: 1/2/24, 5:33 PM

عام مضى وعام جديد استقبلته السويد كما العالم، بتفاؤل وأمل ببدايات جديدة، غير أن الأخبار لم تحمل كثيراً من الإيجابيات في ساعات ٢٠٢٤ الأولى. ففي السويد، سيطرت على البلاد موجة صقيع قطبية تدنّت معها درجة الحرارة ليلاً إلى مستويات قياسية في عدة مناطق بشمال البلاد. وأصدرت مصلحة الأرصاد تحذيرات للسائقين من أوضاع صعبة على الطرقات جراء تساقط الثلوج الكثيف وتكوّن الجليد. وبقي الجنوب السويدي حتى الساعة بعيداً عن العاصفة القطبية لكن الأمطار الغزيرة أغرقت أراضٍ واسعة في محافظة سكونا. ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بشكل أكبر في الأيام المقبلة في معظم أنحاء البلاد، وأن تتراوح من درجة مئوية واحدة في الجنوب إلى ٢٥ درجة تحت الصفر في الشمال. وفي المناطق الداخلية من شمال نورلاند، يمكن أن تتراوح درجة الحرارة بين ٣٥ و٤٠ درجة تحت الصفر. وكانت ليلة الثلاثاء سجلت، كسر الرقم القياسي للبرد لهذا الموسم، وذلك في منطقة نيكّالوكتا الشمالية عند ٤٠,٥ تحت الصفر. كما أعلنت شركة القطارات عن إلغاء كافة الرحلات في شمال مدينة أوميو بسبب موجة الصقيع القارس.

وبينما كانت بداية العام جليدية في السويد، شهدت ساعات ٢٠٢٤ الأولى بداية كارثية في اليابان. وأعلنت السلطات اليابانية مصرع العشرات في زلزال بوسط البلاد، بينما عملت فرق الإنقاذ على مساعدة الناجين في المناطق المتضررة. ووقع الزلزال الذي بلغت قوته ٧.٦ درجات على مقياس ريختر بعد ظهر أمس الإثنين، مما دفع سكان مناطق ساحلية إلى الفرار نحو المرتفعات، بينما ضربت أمواج التسونامي المرتفعة الساحل الغربي لليابان وجرفت بعض السيارات والمنازل. وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية اليابانية رصد أكثر من ١٤٠ هزة أرضية منذ وقوع الزلزال، كما حذرت من احتمال وقوع المزيد من الهزات القوية الارتدادية في الأيام المقبلة. وتسبب الزلزال بقطع الكهرباء والمياه عن عشرات آلاف المنازل واندلاع حرائق كبيرة وجرف الطرقات لا سيما في شبه جزيرة نوتو. هذا وشهدت اليابان اليوم حادثة اصطدام طائرة تابعة لخفر السواحل بطائرة مدنية تقل نحو ٤٠٠ مسافر. وأدت الحادثة إلى مقتل خمسة من عناصر خفر السواحل، بينما تمكنت السلطات من إنقاذ ركاب وطاقم الطائرة المدنية بعد اندلاع حريق هائل فيها.

ومن كارثة اليابان الطبيعية إلى الكارثة البشرية المستمرة في غزة، كشفت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية اليوم أن ٤١٥٦ طالباً فلسطينياً قتلوا وأصيب ٧٨١٨ منذ بدء الأحداث الأخيرة في أكتوبر الماضي. وأعلنت الوزارة كذلك عن مقتل وإصابة مئات المعلمين والإداريين، كما تضررت وتدمرت مئات المدارس الحكومية وتلك التابعة لوكالة الأونروا جراء القصف الاسرائيلي. وقالت الوزارة الفلسطينية إن ١٣٣ مدرسة في قطاع غزة تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين، كما تعرضت ٣٨ مدرسة للاقتحام والتخريب في الضفة المحتلة. إسرائيل استمرت بحربها العنيفة على غزة مع بداية العام الجديد، وكثفت قواتها الهجمات على جنوب القطاع كما تابعت توغلها العسكري في الشمال. ويأتي هذا وسط إعلان اسرائيل عن سحب آلاف الجنود من القطاع في خطوة تهدف إلى إعادة الآلاف من قوات الاحتياط إلى سوق العمل. وتوقع محافظ البنك المركزي الإسرائيلي أن تصل تكلفة الحرب على غزة وخسائر الاقتصاد إلى ٦٠ مليار دولار. وكما في غزة كذلك في أوكرانيا، تصاعدت حدة الحرب مع بداية العام الجديد. وشهدت كبرى المدن الأوكرانية هجمات جوية روسية عنيفة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات وقطع الكهرباء عن مئات الآلاف من السكان. وردت أوكرانيا بدورها على التصعيد الروسي عبر قصف مناطق روسية حدودية بصواريخ أدت إلى وقوع إصابات وأضرار مادية.

بعيدا عن الكوارث الجديدة والحروب المتوارثة عن العام المنصرم، فاجأت ملكة الدنمارك مارغريت شعبها بإعلانها التنازل عن عرش البلاد لصالح ابنها وولي عهدها الأمير فريدريك. وأطلقت الخطوة الدنماركية تساؤلات عن إمكانية امتدادها إلى مملكتي السويد والنرويج، حيث يحكم ملكان متقدمان في السن ويجلسان على عرش بلديهما منذ عقود طويلة كجارتهما في الجنوب. متحدثة باسم الديوان الملكي السويدي رفضت بشكل حازم الربط بين قرار الملكة الدنماركية والعرش في السويد، علما أن الملك السويدي كارل غوستاف كان أكد سابقاً أنه لا ينوي التنازل عن العرش. بالمقابل قال خبير في الشؤون الملكية إنه في حال تنازل الملك النرويجي أيضاً، فسترتفع الضغوط على الملك السويدي وهو ما قد يفتح الطريق أمام تسلم ولية العهد الأميرة فيكتوريا لعرش السويد في وقت أقرب. يذكر أن الملكة مارغريت جلست على عرش الدنمارك لمدة ٥٢ عاماً، بينما احتفل الملك كارل غوستاف بمرور ٥٠ عاماً على توليه عرش السويد العام الماضي، كما تولى الملك هارالد بدوره عرش النرويج منذ ٣٣ عاماً.

وفي خبرنا الأخير، بدأ اليوم موسم صيد الذئاب في السويد، حيث يُسمح رسمياً باصطياد عدد معين من الذئاب في مناطق محددة، ضمن جهود للسيطرة على أعدادها. وتسمح السلطات هذا العام باصطياد ٣٦ ذئباً في ست مناطق محددة ضمن محافظات فارملاند، وفاستمانلاند، وفاسترا يوتالاند، وأوريبرو، وكذلك سودرمانلاند التي تدخل الموسم للمرة الأولى في تاريخها. ويستمر موسم صيد الذئاب السويدي حتى ١٥ فبراير المقبل. وكانت الحكومة حذرت في الصيف الماضي من تزايد هجمات الذئاب في السويد، معتبرة أن أعدادها باتت كبيرة، وتعهدت تقليلها. ويقدر عدد الذئاب في السويد حاليا بـ٤٦٠ ذئباً، بينما تريد الحكومة خفض أعدادها لتتراوح بين ١٧٠ و٢٧٠ ذئبا فقط، بسبب ضغوط المزارعين ومربي الماشية في الأرياف. يذكر أن الذئاب وصلت حد الانقراض في السويد في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، قبل أن تهاجر قطعان من فنلندا إلى شمال السويد في الثمانينات من القرن الماضي وتبدأ التكاثر مجدداً.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.