تصريحات فنلندية تضيّق الخيارات أمام السويد

: 1/24/23, 6:03 PM
Updated: 1/24/23, 6:03 PM

للصبر حدود، جملة تلخص الموقف الفنلندي الجديد الذي فاجأ السويد اليوم ووضعها أمام سيناريوهات صعبة. وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو صرح لصحيفة فنلندية بأن بلاده منفتحة على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) من دون السويد. الضجة التي أحدثها تصريح الوزير اضطرته إلى عقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق لتأكيد أهمية أن يمضي البلدان معاً في إجراءات دخول الحلف. وهو أمر تلقفه وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم بالقول إنه مقتنع تماماً بأن البلدين سيدخلان الناتو معاً. العلاقات بين السويد وتركيا تأزمت في الأيام الأخيرة بعد تعليق دمية على شكل أردوغان، وحرق اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف أمام السفارة التركية. الرئيس التركي قال أمس إن على السويد الا تتوقع دعماً تركياً. وتعليقاً على تصريح أردوغان، قال وزير الخارجية السويدي اليوم إن الحكومة ستحلل ما يعنيه التصريح، مشيراً إلى أنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار قرب موعد الانتخابات التركية. وزير الخارجية الفنلندي انتقد المظاهرات السويدية المعادية لتركيا، معتبراً أن المتظاهرين يتلاعبون بأمن فنلندا والسويد. في حين بدت الحكومة السويدية عاجزة عن كبح المظاهرات. وأياً تكن حقيقة الموقف الفنلندي بعد تصريحات اليوم فإنه من الواضح أن الموقف السويدي يزداد ضعفاً إزاء قضية عضوية الناتو.

تداعيات حرق المصحف ما زالت تلقي بظلالها على المواقف الدولية والسويد. الولايات المتحدة أدانت قيام اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، معتبرة أن العمل “ربما يكون محاولة متعمدة لإضعاف الوحدة داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)”. الموقف الأمريكي اصطف إلى جانب حكومة السويد بالقول إن تصرف بالودان قانوني لكنه غير جدير بالاحترام. المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قال إن حرق المصحف ربما يهدف إلى التأثير على المناقشات الجارية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو. وفيما تتوالى ردود الفعل المنددة، أظهرت معلومات صحفية اليوم أن رسوم تصريح تجمع بالودان دفعها محرر صحيفة قريبة من حزب ديمقراطيي السويد (SD)، الأمر الذي قد يفسر هجوم رئيس الحزب جيمي أوكيسون على الحكومة امس لإدانتها تصرفات بالوادن. صحيفة أفتونبلادت دعت حلف الناتو في إحدى افتتاحياتها إلى عدم إعطاء بالودان حق الفيتو، مشيرة إلى أنه يرأس حزباً يكاد لا يكون موجوداً وحصل في الانتخابات الأخيرة على 156 صوتاً فقط. وفي الأثناء، ظهر متطرف آخر، لكن في هولندا، حيث أقدم زعيم جماعة “بيجيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد على حرق نسخة من المصحف بعد تمزيقها أمام مبنى البرلمان في لاهاي. فيما استدعت وزارة الخارجية التركية اليوم السفير الهولندي في أنقرة احتجاجاً على حرق المصحف.

الحكومة السويدية تعتزم إطلاق “حملة إعلامية دولية” تروج للتحول الذي يتم تنفيذه حالياً في سياسة الهجرة. وزيرة الهجرة ماريا ستينرغارد عقدت مؤتمراً صحفياً شارك فيه حزب SD بمناسبة مرور 100 يوم على تولي الحكومة مهامها وبدء تطبيق سياسة الهجرة الجديدة. الوزيرة قالت إن الحملة تهدف للحد من قدوم اللاجئين إلى السويد وإظهار أن البلاد لم تعد تقبل اللاجئين بنفس القدر الذي كانت عليه في السابق. الحملة الإعلامية تستهدف البعثات السويدية في الخارج وسائل الإعلام الأجنبية وسفارات الدول في السويد. ستينرغارد أوضحت أن الحملة ستوضح كيف ستبدو سياسة الهجرة السويدية الجديدة بعد تشديد شروط الإقامة والجنسية ولم الشمل. وعددت الحكومة وحزب SD الإجراءات التي اتخذتها في الأيام المئة الأولى في مجال الهجرة والاندماج، ومنها زيادة الرقابة على الأجانب وتشجيع المرفوضين منهم على العودة الطوعية، وتكليف مصلحة الهجرة السويدية بإعطاء الأولوية للحالات المتعلقة بإلغاء تصاريح الإقامة.

“سويد بنك” يتوقع أن يتباطأ الاقتصاد السويدي العام الحالي بشكل أكبر مما كان متوقعاً في السابق. الخبراء الاقتصاديون في البنك قالوا إن التضخم بلغ ذروته، لكن ضعف الكرون سيستمر في التأثير على الوضع الاقتصادي، وسيستمر رفع أسعار الفائدة لفترة أطول، ما يعني أن السويديين سيواجهون “أوقاتاً عصيبة” مع ارتفاع نسبة البطالة وازدياد حالات الإفلاس في تجارة التجزئة والفنادق والمطاعم. ومن المتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي في السويد بنسبة 1.3 بالمئة هذا العام. الاقتصاديون قالوا إن الربع الأول من هذا العام سيكون صعباً على كثير من الأسر مع ارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة، وخصوصاً المتقاعدين والآباء أو الأمهات الوحيدين باعتبارهم الأكثر ضعفاً، لأنهم عادة ما ينفقون الحصة الأكبر من أموالهم على الطعام والإيجار والطاقة. وتتأثر الأسر السويدية أكثر بالتضخم مقارنة بالأسر في البلدان الأوروبية الأخرى والولايات المتحدة. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن قيمة العملة السويدية تراجعت كثيراً بسبب التضخم. ومن المتوقع أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي إلى 3.50 بالمئة في يونيو المقبل وسط توقعات بأن تبلغ الفوائد ذروتها الصيف المقبل.

في آخر أخبارنا، رجل في السبعينات من عمره يعتقد بأنه في موعد رومانسي مع امرأة عمرها 36 عاماً بعد أن قررا اللقاء عبر موقع مواعدة أوائل ديسمبر الماضي. غير أن الموعد انتهى بتخديره وسرقته في منزله شمال غرب سكونا. الادعاء العام قرر اليوم احتجاز المرأة بشبهة ارتكاب جريمتي سرقة، حيث ارتكبت جريمة أخرى في يناير في مكان آخر من المحافظة. في حين تنكر المتهمة ارتكاب أي جريمة. وكانت المرأة أدينت سابقاً بجرائم مماثلة قدمت فيها للضحايا مشروبات بحبوب منومة. وفي العام 2016، حكم عليها بالسجن مدة ثماني سنوات بتهمة ارتكاب ست عمليات سطو مشددة وأكثر من 50 عملية احتيال.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.