توقعات بخريف صعب في السويد.. واقتصاد أفضل في 2024

: 8/9/23, 6:16 PM
Updated: 8/9/23, 6:16 PM

تشهد السويد منذ أكثر من عام أزمة اقتصادية أثرت بشكل كبير على الفئات الأقل دخلاً والأكثر ضعفاً في المجتمع. ويبدو أن الأزمة مستمرة حتى نهاية الخريف المقبل على الأقل، كما بيّن تقرير للمعهد الاقتصادي السويدي. المعهد توقّع أن تمرّ السويد بأوقات اقتصادية صعبة في الخريف، قبل أن يتحسن الوضع العام المقبل، بالنسبة للبلاد وكذلك لاقتصاد الأسر. وخفض المعهد توقعاته حيال الناتج المحلي الإجمالي، مرجحاً تراجعه بنسبة 0.9 بالمئة هذا العام. ويعود ذلك إلى انخفاض استهلاك السويديين وتراجع الصادرات والأزمة التي تصيب قطاع البناء. وتحدث المعهد عن تراجع التضخم إلى 8.7 بالمئة مع نهاية العام، وعن رفع أكبر لسعر الفائدة في سبتمبر المقبل. ويزيد الطين بلة استمرار ضعف الكرون السويدي وتأثيره السلبي على جهود البنك المركزي لمواجهة التضخم. ولكن المعهد بشّر بوضع اقتصادي أفضل العام المقبل، مع تخطي نسبة زيادة الأجور لمعدل التضخم، ما يزيد القدرة الشرائية للسويديين. وتوقع تحقيق الناتج المحلي السويدي نمواً بنسبة 1.2 بالمئة، وهو أقل بـ0.2 بالمئة عن توقعاته السابقة.

وبينما يقلق الوضع الاقتصادي المواطنين، تخطط الحكومة السويدية لتوسيع استثماراتها في مجال الطاقة النووية. وأعلنت وزيرة البيئة والمناخ السويدية، رومينا بورمختاري، في مؤتمر صحفي اليوم، عن حاجة السويد إلى توسيع قدراتها النووية، وبناء ما لا يقلّ عن عشرة مفاعلات لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بين عامي 2030 و2040. وقالت الوزيرة إن التغير المناخي يتطلب مضاعفة إنتاج السويد الكهربائي خلال العشرين سنة القادمة. واعتبرت أن النقاش السياسي الذي ساد سابقاً والعقبات القانونية التي تم وضعها في مجال الطاقة النووية، أضرت بتطوير هذا القطاع في السويد، بينما استمرت دول أخرى بتعزيز قدراتها في المجال النووي. وأكدت حاجة السويد إلى تطوير التشريعات القانونية، لإزالة القيود والعوائق الموجودة. بورمختاري كشفت في هذا الإطار عن مشروع قانون حول الطاقة النووية أرسلته الحكومة للبرلمان، من المقرر مناقشته الخريف المقبل. وتضم السويد ثلاث محطات نووية لإنتاج الطاقة، وتمثل الطاقة النووية نحو 30 بالمئة من إمدادات الطاقة في البلاد.

الحكومة تخطط للمستقبل بينما تتوالى حالياً الانتقادات الموجهة لها على خلفية حلفها المستمر مع حزب ديمقراطيي السويد. سفير السويد السابق في الأمم المتحدة، بيار شوري، كتب مقال رأي طالب فيه رئيس الحكومة أولف كريسترشون بالتحرّك لعزل رئيس لجنة العدل البرلمانية ريكارد يومسهوف. واعتبر شوري أن إقالة يومسهوف بعد تصريحاته المعادية للإسلام أهم للسويد ومصالحها وأمنها من الحفاظ على اتفاق تيدو مع حزب SD. الدبلوماسي السابق تطرق أيضاً إلى نشاط العصابات، وطالب وزير العدل غونار سترومر بالتحرك باتجاه تركيا لإقناعها بتسليم رؤساء عصابات إجرامية مسؤولين عن عشرات أعمال العنف في السويد. وضمن الانتقادات الموجهة للحكومة، كتب ثلاثة باحثين في جامعات سويدية رسالة مفتوحة إلى وزيرة الهجرة ماريا مالمر ستينرغارد انتقدوا فيها سياسة الحكومة تجاه الهجرة، ومطلب الإبلاغ عن المقيمين غير الشرعيين في البلاد. واعتبروا أن إعلان الوزيرة مراراً وجود 100 ألف مقيم غير شرعي لا يستند إلى أي دراسة موثوقة. الباحثون انتقدوا كذلك ضغوط الحكومة على العاملين في مجال الرعاية الطبية والمدارس للإبلاغ عن الأطفال الذين لا يحملون إقامة. وتحدثوا عن الآثار السيئة للأمر على صحة الأطفال النفسية، بخلاف ما تدعيه الوزيرة. وفندوا ادعاء الوزيرة حول سياسة مماثلة للتبليغ عن المقيمين غير الشرعيين في ألمانيا، مؤكدين أن ألمانيا تسير في اتجاه معاكس تماماً للسويد حيال هذا الأمر.

مشاكل السويد مع تجمعات الحرق المتنقلة لم تنتهِ بعد. وهذه المرة يهدد شاب سويدي من أصول مهاجرة بحرق العلم المصري أمام سفارة القاهرة في ستوكهولم، بعد مشكلة خاصة واجهته مع شركة مصر للطيران. الشاب أكد في تصريح خاص للكومبس أنه اختار اللجوء إلى هذه الطريقة بعدما تم تجاهل شكواه من قبل شركة مصر للطيران أولاً ثم السفارة المصرية في ستوكهولم. الشاب الذي يتهيأ لتقديم طلب تصريح إلى شرطة السويد، أكد أنه لا يحمل أي ضغينة تجاه مصر والمصريين، واعتبر أنها الطريقة الوحيدة المتاحة أمامه للحصول على حقه بعد محاولاته المتكررة. الطلب لم يقدم للشرطة بعد، ولكن الرجل أكد جدّية تهديده، ونيته حرق العلم في حال تجاهل شكواه. هذا وكشفت تقارير إعلامية اليوم عن تصريح جديد منحته الشرطة السويدية لتجمع يقام بوسط ستوكهولم الإثنين المقبل. ولم تتضح بعد تفاصيل التجمع المرتقب، غير أن من تقدم به، قام سابقاً بحرق المصحف خلال تجمعات مماثلة، ما تزال السويد تعاني من تداعياتها.

وخبرنا الأخير مع الطقس، حيث تراجعت اليوم حدة العاصفة هانز في معظم مناطق السويد، باستثناء هالاند التي غمرتها مياه الأمطار. واستمرت آثار العاصفة بعرقلة حركة المرور ووسائل النقل العام في مناطق عدة من البلاد. هذا وسيطر طقس بارد على أجزاء واسعة من جنوب ووسط السويد، بينما استمتع سكان الشمال بحرارة عالية تخطت ثلاثين درجة مئوية. وكذلك شهد الشمال ليلا استوائيا لم تنخفض الحرارة فيه عن العشرين درجة. الكومبس سألت الناس في شوارع ستوكهولم، عن طقس الصيف الغائم هذا العام، وكيف قضوا ويقضون أوقاتهم في ظل سيطرة البرد والمطر، ونترككم مع جزء من التقرير الذي تشاهدونه كاملاً عبر موقعنا وصفحاتنا.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.