جدل في السويد بعد تصريحات “الاستعداد للحرب”

: 1/9/24, 5:19 PM
Updated: 1/9/24, 5:20 PM

العاصفة التي سببتها تصريحات الحكومة وقوات الدفاع حول احتمال اندلاع حرب ضد السويد لم تهدأ بعد. التصريحات أثارت اهتمام وسائل الإعلام الدولية. فيما وجهت أصوات سويدية انتقادات حادة للحكومة والجيش، منها منظمة السلام السويدي التي قالت إن التحذيرات تنشر الرعب بين الشباب. فيما قالت رابطة الأمم المتحدة في السويد إنه لا سبب يدعو لاستخدام لهجة حادة كالتي استخدمت في اليومين الماضيين. وكان القائد العام لقوات الدفاع ميكايل بيدين قال إن على السويديين جميعاً الاستعداد للحرب، الأمر الذي أيده وزير الدفاع المدني ورئيس الوزراء. التصريحات السويدية رد عليها السياسي الروسي البارز أليكسي بوشكوف بالقول إن بعض العسكريين والصحفيين السويديين “يبدو أنهم يحلمون بالحرب”. بوشكوف الذي يوصف بأنه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سخر مما أسماه “الهيستيريا المعادية لروسيا”، معتبراً أن السويد تبالغ في تقدير أهميتها. وزير الدفاع السويدي بول جونسون رفض التعليق على تصريحات بوشكوف واعتبرها نوعاً من الدعاية المضللة التي تمارسها روسيا عادة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الخطر الروسي يجب أن يؤخذ على محمل الجد. القائد العام لقوات الدفاع تمسك بموقفه وقال إن السويد في أصعب وضع أمني منذ الحرب العالمية الثانية وأنها بحاجة إلى الاستعداد على جميع المستويات، معتبراً أن ردود الفعل أمر طبيعي إزاء الصراحة التي تحدث بها.

طبول الحرب تسببت بجدل آخر، لكن حول المهاجرين أو السويديين الجدد هذه المرة. رئيس الوزراء أولف كريسترشون ربط أمس بين الجنسية والدفاع عن البلاد، وشكك في أن يكون جميع من حصلوا على جنسية السويد مستعدين للدفاع عنها. في حين انتقدت رئيسة الاشتراكيين الديمقراطيين مجدلينا أندرشون كلام رئيس الوزراء، معتبرة أنه يخلق انقساماً في المجتمع. زعيمة المعارضة قالت أن خطاب كريسترشون يثير الانقسام بشكل كبير ويروج لفكرة أن المواطنين السويديين الجدد ليس لديهم نفس الإرادة للدفاع عن السويد كالآخرين، مؤكدة أن ما تحتاجه السويد هو التماسك والثقة ومستوى عالٍ من الوعي، إضافة إلى الإرادة القوية للدفاع.

وزيرة الخارجية السويدية السابقة مارغوت فالستروم تعتبر التجويع وقصف المستشفيات جرائم حرب ترتكبها اسرائيل في غزة، داعية إلى قول ذلك علناً. فالستروم قالت في مقابلة جمعتها مع رئيس الوزراء السابق كارل بيلد إنه لا يمكن اعتبار الأفعال الإسرائيلية ردود فعل متناسبة على هجوم السابع من أكتوبر، مضيفة أن غزة تدمر الآن. الوزيرة السابقة دعت الحكومة إلى تبني هذا الموقف في الاتحاد الأوروبي وإعلان أن ما يجري في غزة “غير مقبول إطلاقاً”. تصريح فالستروم جاء تعليقاً على رسالة وجهها 15 خبيراً سويدياً في القانون الدولي إلى وزير الخارجية توبياس بيلستروم اعتبروا فيها أن اسرائيل تخترق القانون الدولي وترتكب جرائم حرب. رئيس الوزراء الأسبق كارل بيلد وصف القصف الاسرائيلي الكثيف على مناطق سكنية مكتظة بـ”غير المقبول”، واعتبر أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الشرق الأوسط تهدف لمنع التصعيد في المنطقة، وزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

بيئة العصابات تشهد تصعيداً جديداً في السويد، مع الإعلان عن مقتل زعيم سابق في عصابة فوكستروت في العراق. تقارير إعلامية كشفت أن الضحية هو مصطفى الجبوري الذي لعب دوراً محورياً في عمل العصابة إلى جانب زعيمها الشهير رافا مجيد وبقي وفياً له بعد انشقاق اسماعيل عبده وخوضه حرباً عنيفة ضده. مصادر قالت إن عبده تبنّى عملية قتل الجبوري في بغداد. كما احتفل مؤيدو عبده عبر وسائل التواصل بمقتله، بينما توعد أنصار مجيد بالرد والانتقام، الأمر الذي دفع خبراء إلى التحذير من إمكانية اندلاع موجة عنف جديدة في السويد. وسائل إعلام عراقية ذكرت أن الجبوري قُتل بإطلاق نار على سيارته من مسلح على دراجة نارية. وكشفت أن السلطات قبضت على المسلح الذي يحمل الجنسية السويدية أيضاً. وكان الجبوري البالغ من العمر 34 عاماً تعرض في أكتوبر الماضي لمحاولة قتل في العراق أيضاً، وقيل حينها إن خصومه استخدموا الطوربيدات لقتله، لكنه نجا وظهر في بث مباشر عبر وسائل التواصل سخر فيه من خصومه ومن جائزة المليون كرون التي وضعوها جائزة مقابل قتله.

موجة البرد انتهت في شمال السويد، بل إن درجات الحرارة ارتفعت بشكل حاد خلال ساعات عدة. منطقة نيكالوكتا سجلت أعلى درجة حرارة الليلة الماضية وبلغت 8.3 درجة فوق الصفر. في حين بلغت درجة الحرارة في كفيكيوك 7.2 درجة فوق الصفر بعد أن سجلت المنطقة نفسها أدنى درجة حرارة الأسبوع الماضي بلغت 43.6 تحت الصفر. وبينما كانت حرارة الربيع تسيطر على شمال السويد، كان مركز المناخ في الاتحاد الأوروبي يعلن أن 2023 العام الأكثر حرارة منذ أن بدأ البشر تجميع بيانات درجات الحرارة قبل 174 عاماً. الأرقام أظهرت أن العام الماضي سجل 0.17 درجة فوق الذروة السابقة المسجلة في العام 2016، فيما بدا أن السجلات القياسية لدرجات الحرارة تتساقط كأحجار الدومينو العام الماضي. وشهد 2023 عدداً من الكوارث نتيجة تغير المناخ، منها الحرارة الشديدة في أريزونا، والفيضانات المدمرة في ليبيا، والحرارة التي أدت إلى تلاشي الشعاب المرجانية قبالة فلوريدا.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.