نشرة الأخبار

حرب العصابات تهز السويد

: 10/2/23, 5:18 PM
Updated: 10/5/23, 2:26 PM

هل نحن في السويد حقاً؟! سؤال يتردد صداه في أنحاء البلد الاسكندنافي البارد هذه الأيام. التفجيرت تتوالى، وإطلاق الرصاص أيضاً، المستهدفون أفراد عصابات في حرب انتقام لا تبقي ولا تذر، غير أن أبرياء يسقطون على الطريق، بتفجير هنا ورصاصة هناك. سهى سعد الشابة العشرينية من أصل فلسطيني كانت تنام في بيتها بسلام ولم يكن يخطر ببالها أن الحرب الدائرة بين العصابات ستصل إلى مرقدها. تفجير استهدف منزلاً مجاوراً لبيت عائلة سهى في أوبسالا الخميس الماضي. طال التفجير بيوتاً عدة في الحي بينها بيت سهى الذي تحول إلى بيت عزاء، بعد أن كان يضج بالحياة.

كانت ليلة دامية، شابان سقطا ايضاً بالرصاص في جنوب ستوكهولم. هذه ليست السويد، علقت زعيمة المعارضة مجدلينا اندرشون مقترحة الاستعانة بالجيش. تحرك رئيس الحكومة أولف كريسترشون، ألقى خطاباً للأمة، واجتمع بقائدي الجيش والشرطة، وأعلن تكليف قوات الدفاع بمساعدة الشرطة. بدا أن السويد تتهيأ لمواجهة حرب العصابات. أخبار عن اجتماع سري لزعماء العصابات لتحييد رافا مجيد الملقب بالثعلب. هدأ دوي التفجيرات والرصاص. ثم عاد ليستيقظ صباح اليوم. تفجيران في هيسيلبي وهودينغه، أحدهما يتسبب بحريق كبير.

وبينما يستمر حزب ديمقراطيي السويد SD بتحميل الهجرة والمهاجرين مسؤولية عنف العصابات، تكشفت اليوم معلومات عن انخراط نازيين في موجة العنف. المنزل المستهدف بتفجير هيسيلبي يعود لأشخاص قبضت عليهم الشرطة لتورطهم في جريمة القتل المزدوجة التي شهدتها منطقة يوردبرو الأسبوع الماضي. وأحد هؤلاء على صلة بحركة المقاومة الشمالية النازية. ليس للفعل دوافع مرتبطة بالفكر النازي حتى الآن، غير أن المعلومات تسقط ورقة التوت التي يختبئ خلفها SD جاراً وراءه الحكومة في استغلال ما يحدث لتصويب السهام لكل المهاجرين.

الاسم هذه المرة بيلي ليندر، وليس حسن أو رافا أو مصطفى. وبيلي هذا ينتمي لليمين المتطرف النازي وقبض عليه في العام 2019 بتهمة التحريض ضد مجموعة عرقية بعد ارتدائه رموزاً نازية خلال تظاهرة لحركة المقاومة الشمالية. وهذه المرة قبضت الشرطة معه أيضاً على شابة وشاب للاشتباه بالمساعدة والتحريض على جريمة القتل في يوردبرو. أصابع اليمين المتطرف بدأت تظهر في عصابات المخدرات أيضاً.

أمام وضع غير مسبوق، تقف الحكومة حائرة على ما يبدو، بينما تهتز ثقة السويديين بها. سبعون بالمئة من السويديين يرون أن أداء الحكومة سيئ في مواجهة الجريمة وإنفاذ القانون. المحافظون يصابون بالداء نفسه الذي رموا به الاشتراكيين حين كانوا في السلطة. وعود أولف كريسترشون وإيبا بوش ووعيدهما بوقف العصابات لم تثمر شيئاً، بل إن الأوضاع انفجرت بعد سنة من توليهما الحكومة. ويبقى السؤال دون إجابة ربما: هل نحن في السويد حقاً؟

حرب العصابات تهز السويد
Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.