حكومة السويد تفقد ثقة شعبها

: 3/7/23, 4:59 PM
Updated: 3/7/23, 5:00 PM

ثقة السويديين تتراجع بحكومة بلادهم بشكل قياسي اعتُبر تاريخياً. مؤشر صادر عن الأكاديمية الإعلامية السويدية أظهر تراجعاً في الثقة بحكومة أولف كريسترشون خلال أشهر قصيرة من خمسين بالمئة إلى أربعة وثلاثين بالمئة في ضربة قاسية للأحزاب اليمينية الداعمة لها. المؤشر يأتي على وقع أزمات اقتصادية ومعيشية وأمنيّة لم تنجح الحكومة في ردعها. سلبية السويديين كذلك مرتفعة تجاه عدة قضايا أبرزها الاندماج التي انحدرت الثقة بقدرة البلاد على إنجاحه إلى أربعة عشر بالمئة فقط. بينما استفاد حزب الاشتراكيين الديمقراطيين زعيم المعارضة من الأزمات المحيطة بالحكومة، ورفع ثقة السويديين به إلى أربعة وأربعين بالمئة متفوقا بخمسة عشر نقطة على خصمه اللدود حزب المحافظين. كما تراجع مؤشر الثقة بالشرطة بعد توسع رقعة العنف ووتيرته، وكذلك البنك المركزي مع الرفع المستمر للفائدة. بالمقابل نجحت قوات الدفاع بتعزيز شعبيتها بينما تضج السويد وأوروبا بأصداء الحرب القادمة من أوكرانيا.



صباح الثلاثاء المشمس في ستوكهولم لم يمتدّ إلى الأجزاء الأخرى من السويد. فقد سبب الطقس الثلجي العاصف اليوم حالة من الفوضى في جنوب وغرب البلاد. العاصفة عطلت حركة القطارات في يوتيبوري وفيسترا يوتالاند. كما أوقفت حافلات المدارس وحركة الباصات في عدد من المناطق. الثلوج الكثيفة والرياح أدت أيضاً إلى حوادث سير وانزلاقات. فعلى الطريق إلى مالمو انقلبت شاحنة تحمل 500 كيلوغراماً من المايونيز بينما سببت الأحوال الجوية تصادماً جماعياً شمل تسع مركبات على الطريق السريع بين فرينديفوشFrändefors وبرولاندا Brålanda. مصلحة المرور دعت سكان المناطق المتضررة إلى تفادي الخروج والعمل من منازلهم. كما جددت هيئة الأرصاد تحذيرها من شدّة العاصفة في بعض المناطق لا سيما في غوتلاند وجنوب البلاد.


حرب العصابات الإجرامية مستمرة في ستوكهولم وفي غيرها من مدن السويد. غير أن جنوب العاصمة يشهد المعركة الأقوى بينها كما يبدو. الصراع الدموي حصد أربعة قتلى خلال الأيام الخمسة الأخيرة. وشهدت منطقة فليمنغسبيري ليلة أمس مقتل رجل في شقته أمام طفل يبلغ تسع سنوات فقط. وأثارت الحادثة الذعر في قلوب جيران القتيل وسكان المنطقة. معظم ضحايا الجرائم الاخيرة هم أقارب أشخاص ينتمون إلى بيئة العصابات. ويعتقد متابعون أن الجرائم تأتي في إطار عمليات تهديد وثأر متبادل بين أفراد هذه المجموعات الاجرامية. ولم يقتصر العنف على ستوكهولم فقط. فقد عثرت شرطة يوتيبوري على جثة رجل في منزله وألقت القبض على شخص يشتبه بتورطه في الحادثة. أما مالمو في جنوب البلاد فقد شهدت بدورها تفجيراً أدى إلى تضرر عدد من السيارات والأبنية المحيطة.

التوقعات الاقتصادية والمالية لا تحمل تفاؤلاً حتى الآن. هذا على الأقل ما عبّر عنه محافظ البنك المركزي إريك تيدين في كلمة له اليوم. تيدين أكد حاجة السويد إلى مزيد من التقشّف في مواجهة المستويات المرتفعة للتضخّم الذي طال الاقتصاد السويدي والذي يثير القلق كما قال. كما كشف أن 85 بالمئة من السلع زادت أسعارها. في حين ألقى التضخم بثقله على أجور السويديين وقوتهم الشرائية. لا حل في الأفق القريب، إلا أن بنك السويد المركزي مستمر برفع أسعار الفائدة كما أعلن. ويتراوح الارتفاع المقبل والمتوقع في شهر أبريل بين 0.25 – 0.50 بالمئة. ويهدف البنك المركزي السويدي إلى الوصول بالتضخم لنسبة 2 بالمئة، بعد أن بلغ 9.3 بالمئة. وتوقع تيدين أن ينخفض التضخم بعد ستة أشهر من الآن، رغم صعوبة التنبؤ بما سيؤول إليه الوضع.

رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية، فإن السويديين غير مستعدين للتنازل عن السياحة في عطلة الصيف، على ما يبدو. نسبة الإقبال على السفر مرتفعة رغم الركود وارتفاع الأسعار. الشركات السياحية تقول إن الطلب على الرحلات السياحية عاد إلى مستوياته التي كانت قبل جائحة كورونا تقريباً، مشيرة إلى أن حجم الإقبال كان أفضل بكثير من المتوقع. المكتب الصحفي لشركة Apollo للسياحة والسفر قال إن الإقبال على حجز الرحلات الآن هو نفسه كما كان في العام 2019. في حين لا يزال الوضع بالنسبة إلى Tui و Ving أقل قليلاً من مستويات 2019، لكن الشركتان ترجحان أن كثيراً من المسافرين باتوا يحجزون رحلاتهم بشكل متأخر. خبراء قالوا إن سلوك السويديين هذا العام غير عادي إطلاقاً. فتاريخياً، كانت السياحة أول الأشياء التي يتم الاستغناء عنها في الأزمات الاقتصادية، وهذا ما لا يحدث الآن.

الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر

الكومبس © 2023. All rights reserved