شرطة السويد تتلقى طلبات لحرق كتب مقدسة

: 7/5/23, 5:12 PM
Updated: 7/5/23, 5:12 PM

لم تكد عاصفة حرق المصحف تهدأ، حتى أعلنت الشرطة اليوم تلقيها ثلاثة طلبات جديدة لحرق كتب دينية مقدّسة في السويد. بدا الباب مفتوحاً على مصراعيه في البلاد التي تشهد ضغوطاً غير مسبوقة، كما يقول خبراء السياسة. امرأة في الخمسينات من العمر تريد حرق المصحف أمام مسجد في ستوكهولم في أقرب وقت ممكن. وشاب ثلاثيني يريد حرق التوراة والإنجيل أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في 15 يوليو الحالي. وفي مدينة هلسنبوري تقدم شخص بطلب للشرطة لحرق كتب دينية لم يحددها في 12 يوليو الحالي. حدود حرية التعبير وعلاقتها بالدستور نقاش انفتح في السويد على مصراعيه أيضاً وسط اجتهادات قانونية متناقضة، فيما المواقف الدولية تتوالى. في باكستان دعا رئيس الوزراء شهباز شريف إلى تنظيم تظاهرات وطنية واسعة في مختلف مناطق بلاده، يوم الجمعة المقبل، احتجاجاً على حرق المصحف. وفي الصين المتهمة بانتهاكات ضد أقلية الإيغور المسلمة، قالت وزارة الخارجية إن الصين تعارض بشدة الأعمال المتطرفة التي تهاجم المعتقدات الدينية وتحرض على الصدام الحضاري وجميع أشكال الإسلاموفوبيا. خبير سويدي بارز هو يوران سوندستروم قال إن حكومة البلاد تواجه ضغوطاً هي الأشد منذ الحرب العالمية الثانية، كما تتعرض لابتزاز غير مسبوق إطلاقاً. في هذه الأجواء يزور رئيس الوزراء أولف كريسترشون الولايات المتحدة للاجتماع بالرئيس الأمريكي جو بايدن، بحثاً عن خلاص أمريكي للوضع السويدي الهش قبل دخول الناتو.

داخلياً، تسببت الآراء حول حرق المصحف بجدل سياسي. رئيس لجنة العدل في البرلمان والقيادي في حزب ديمقراطيي السويد SD ريكارد يومسهوف واصل مواقفه المدافعة عن حرق المصحف، الأمر الذي أثار انتقاد حزب الاشتراكيين الديمقراطيين ودفعه إلى دعوة الحكومة لسحب يومسهوف من أذنه. سكرتير الحزب الاشتراكي توبياس بودين اعتبر أن مواقف يومسهوف تشجع مزيداً من الأشخاص على حرق المصحف، في حين يجب عدم حرق الكتب الدينية في السويد. بودين انتقد أيضاً عدم تحرك الحكومة لمواجهة خطاب حليفها. المليشيوي السابق الذي أحرق المصحف سلوان موميكا أكد فخره بالانتماء لحزب SD معلناً طموحه الترشح لعضوية البرلمان عن الحزب رغم أنه لا يحمل الجنسية السويدية بعد. وشكر موميكا موقف القيادي البارز في الحزب ريكارد يومسهوف. غير أن رد الحزب كان في واد آخر. مسؤول محلّي قال إنه لا يعرف سلوان، وإن الأخير لم يشارك في أنشطة الحزب المحلية. أما المسؤول الإعلامي فقال إن عضوية الحزب “تشبه إلى حد كبير الاشتراك في خدمة “نتفلكس”، وهو أمر يمكن لأي شخص أن يقوم به. على الطرف المقابل دعت الاتحادات الإسلامية في السويد إلى مظاهرة وسط ستوكهولم الأحد المقبل للتنديد بحرق المصحف، إضافة إلى تنظيم مظاهرات موازية في مختلف المدن السويدية.

السويد ودول غربية أخرى تقاضي إيران أمام محكمة العدل الدولية. السويد وبريطانيا وكندا وأوكرانيا رفعت اليوم دعوى قضائية بشأن طائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطتها إيران في العام 2020. المجموعة الدولية لتنسيق التعويضات لضحايا الطائرة لم تتوصل إلى اتفاق مع إيران، ما دفعها إلى رفع الدعوى. طائرة الركاب التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية تحطمت بعد إقلاعها من مطار طهران، وقتل جميع ركابها وطاقمها وعددهم 176 شخصاً، وهم مواطنون من عدة دول، بينهم 17 شخصاً من السويديين أو المقيمين في السويد. السلطات الإيرانية ادعت بدايةً أن الطائرة سقطت بسبب خطأ تقني، قبل أن يضطر الحرس الثوري الإيراني إلى الاعتراف بإسقاطه الطائرة عن طريق الخطأ.

أرقام جديدة من هيئة الدعم الدراسي (CSN) تظهر أن عدداً أكبر من طلاب المدارس الثانوية في السويد باتوا يخسرون المنح الدراسية أكثر من أي وقت مضى. الهيئة تقدم دعماً مالياً شهرياً لطلاب الثانوية، لكن عندما يغيب الطالب بشكل غير مبرر لأكثر من أربع ساعات في الشهر، فإنه يجب على المدرسة إبلاغ CSN التي يحق لها وقف الدعم حينئذ. وفي العام الدراسي الماضي تم سحب 10 بالمئة من المنح الدراسية، ما يعني أن 34 ألفاً و600 طالب خسروا منحهم، وهو أعلى رقم على الإطلاق حتى الآن. مسؤولون في CSN قالوا إن الـ15 عاماً الماضية شهدت زيادة مستمرة في الطلاب الذين تم سحب منحهم الدراسية بسبب الغياب غير المبرر.

بعيداً عن ضغوط السياسة والاقتصاد، يبدو أن لا شيء يوقف السويديين عن السفر في الصيف حتى الضغوط الاقتصادية. أعداد المسافرين تشهد ارتفاعاً مستمراً في منذ رفع قيود السفر الدولية عقب انتهاء جائحة كورونا، إذ وصل عدد المسافرين في شهر يونيو الماضي وحده إلى 3.2 مليون شخص. وسجل شهر يونيو، بداية موسم الإجازات الصيفية في البلاد، ارتفاع عدد المسافرين، من وإلى مطارات السويد، بنسبة 11 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. ومع ذلك فإن الأرقام لم تصل بعد إلى المستوى الذي سبق جائحة كورونا، وما تزال تسجل تراجعاً بنسبة 18 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام 2019. ومن بين 3.2 مليون رحلة، ذهب 2.4 مليون شخص إلى وجهات أجنبية في يونيو، معظمهم من مطار أرلاندا الدولي في ستوكهولم.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.