شركة SAS.. تاريخ حافل بالنجاحات والأزمات

: 7/19/22, 9:34 PM
Updated: 7/19/22, 9:34 PM

عادت طائرات SAS للتحليق من جديد اليوم بعد أزمة إضراب استمرت 15 يوماً، فما هي SAS؟ ومن يملكها؟ وكيف نشأت؟

بعد إضراب الطيارين، أصبح اسم SAS حديث الساعة في أوروبا والسويد، خصوصاً بعد إلغاء آلاف الرحلات الجوية. الآن توصلت شركة الطيران الاسكندنافي (SAS) ونقابات الطيارين إلى اتفاق جماعي جديد بعد مفاوضات طويلة وشاقة حقق فيها الطيارون نتائج مرضية لهم في حين خسرت SAS أكثر من ملياري كرون. توقيع الاتفاق يعني عودة حركة الطيران إلى طبيعتها في موسم صيف مزدحم.

ما هي SAS؟ وكيف نشأت؟ وماذا يحدث فيها حالياً؟..
في العام 1945 طارت أول رحلة لساس إلى الولايات المتحدة من ستوكهولم عبر كوبنهاغن وصولاً إلى نيويورك.
وبعد الحرب العالمية وما خلفت من دمار. بادر الأخوان جاكوب وماركوس فالنبيري لإطلاق الشرارة الأولى في تأسيس الشركة. ليعلن عن انطلاق SAS في الأول من أغسطس 1946 كاتحاد مشترك حيث تألفت من شركات DNL النرويجية و SILA و DDL الدنماركيتين و Svensk Interkontinental Lufttrafik AB السويدية. تضمنت الاتفاقية تعاون الشركات في حركة المرور إلى أمريكا الشمالية والجنوبية تحت اسم الخطوط الجوية الاسكندنافية SAS.. في حين لم يكن هناك أي تنسيق في الرحلات داخل أوروبا.
ويبدو أن لـ SAS تاريخ طويل مع الإضرابات ففي العام 1948 أدت عمليات الدمج إلى اعتراض موظفي إحدى الشركات المندمجة ونقاباتهم، مما أدى إلى إضراب لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر قبل بدء العمليات.
في فبراير 1951، احتكرت SAS الحركة الجوية الدولية المغادرة من الدول الاسكندنافية. وفي الوقت نفسه، كان هناك اندماج كامل لحركة مرور الشركات الوطنية المدرجة في SAS من خلال اتفاق جديد. وأصبح المقر الرئيسي للشركة في مطار ستوكهولم بروما.
وكانت سنوات 1965-1975 العصر الذهبي لـ SAS ، مع حركة مرور إلى جميع القارات باستثناء استراليا. غير أن العصر الذهبي انتهى مع نهاية السبعينات، حيث اشترت الشركة طائرات كبيرة جداً في وقت أدى فيه الانكماش العالمي في الاقتصاد إلى انخفاض الطلب. ودفعت أزمة النفط و ارتفاع أسعار وقود الطائرات إلى زيادة التكاليف، خصوصاً بالنسبة لرحلات المسافات الطويلة.

كانت الثمانينات بداية جديدة وتم إلغاء الدرجة الأولى و تقديم درجة الأعمال (Euro-class) بدلاً من ذلك. وفي يناير 1984، حصلت SAS على لقب “شركة طيران العام” للعام 1983 من قبل مجلة Air Transport World.
وفي السويد ، ألغت الحكومة البرجوازية في بداية التسعينات الضوابط التنظيمية للسوق المحلية، وفتحت المجال أمام جميع الشركات السويدية. ومع ذلك، فإن مركز SAS المهيمن كان أقوى من أي وقت مضى بعد الاستحواذ الكامل على شركة Linjeflyg.
وبعد العديد من الشراكات وشراء الحصص في شركات أخرى خلال التسعينات، قررت SAS نهاية العقد العودة إلى الاستراتيجية القديمة مع وجود مركز في كوبنهاغن.
الموارد المالية لـ SAS عادت للتدهور من العام 2002 إلى 2003، فتم تسريح كثير من الموظفين ، وكمحاولة لمواجهة الرحلات الجوية منخفضة التكلفة، أطلقت SAS مفهوم Snowflake منخفض التكلفة، بتنظيم رحلات إلى الوجهات السياحية.
بعد عدة سنوات من الخسائر ، تمكنت SAS من الإعلان عن أرباح للعام بأكمله بين نوفمبر 2012 وأكتوبر 2013.
لنصل بعد ذلك للحلقة التي جعلت SAS حديث الساعة.. 2020 وجائحة كورونا.
في 15 مارس 2020 ، وبسبب الانخفاض الحاد في الطلب على السفر الجوي بسبب تفشي فيروس كورونا خفضت SAS عملياتها بشكل حاد. تم إلغاء معظم الرحلات الجوية ، باستثناء بعض الوجهات المرغوبة جداً، وتم تسريح 10 آلاف شخص، أي حوالي 90 بالمئة من القوى العاملة بشكل مؤقت
مرت أزمة كورونا، لكن أزمة SAS وطياريها لم تمر.
أعلن الطيارون في SAS في 29 يونيو بداية إضراب عن العمل، لأن SAS ونقابات الطيارين لم يكونوا قادرين على التوصل لاتفاق جماعي جديد.
وفقًا لنقابة الطيارين السويدية، فإن الإضراب يتعلق بعدم قيام SAS بإعادة توظيف 560 طيارًاً تم تسريحهم أثناء الوباء. حيث تستخدم شركة الطيران بدلاً من ذلك طيارين من شركتي SAS Link و SAS Connect التابعتين، اللتين تعملان كشركات توظيف.
تعتقد نقابة الطيارين بأن SAS انتهكت الحق في إعادة التوظيف الوارد في الاتفاقية الجماعية. غير أن الطيارين تمكنوا في الاتفاق الجديد من إعادة 450 طياراً إلى العمل.
على مر التاريخ كانت ساس شركة جدلية، أعوام حبلى بالنجاح وأخرى مليئة بالنكسات. إضرابات، تجاوزات، شراء وبيع، وندم وتراجع.
عانت عملاث الطيران الاسكندنافي الذي تملكه السويد والدنمارك وعائلة فالنبيري من أزمات طاحنة في السنوات الاخيرة، فهل تنجح في الإقلاع مجدداً بعد تجاوز الإضراب الكبير.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.