شعب السويد يصرخ “لا” في وجه حكومته

: 9/25/23, 4:00 PM
Updated: 10/5/23, 2:43 PM

يتقدم الشعب على حكومته في السويد، أخلاقياً على الأقل. نقابات ومهنيون وسياسيون وبلديات، كلهم قالوا لا لواجب التبليغ الذي تريد الحكومة فرضه على موظفي القطاع العام. ينطوي الواجب الذي تريده الحكومة قانوناً ملزماً على إجبار الموظفين في المدارس والصحة والرعاية وغيرها على إبلاغ مصلحة الهجرة والشرطة عن كل شخص يقيم في البلاد بطريقة غير شرعية، صغيراً كان أم كبيراً. ما يعني في النهاية حرمان آلاف الذين يبحثون في السويد عن مكان للبقاء من التعليم والطبابة. “معلمون وأطباء ولسنا مخبرين”.. هكذا صرخ الآلاف وسط مدينة مالمو خلال عطلة نهاية الأسبوع. المرأة الحامل يجب أن تجد مكاناً للولادة. والطفل يجب أن يجد مقعداً في المدرسة أياً كان وضع والديه القانوني. هكذا يقول أحدهم وهو يصرخ “لا” واضحة في وجه الحكومة. حزب SD حليف الحكومة وصوتها الأبرز في فرض سياسة الهجرة المتشددة يقول إن واجب التبليغ سيسهم في إنهاء ما يسمى المجتمع الموازي الذي يشكله مقيمون في البلاد بلا أوراق رسمية. وحين وُوجه رئيس الحزب جيمي أوكيسون بالمعضلة الأخلاقية للاقتراح، من حيث حرمان الاطفال من المدرسة دون ذنب ارتكبوه، أجاب بأن هؤلاء الأطفال يمكنهم الذهاب إلى المدرسة في بلدانهم الأم بعد ترحيلهم. هكذا ببساطة يريد أوكيسون أن يحل مشكلة المدرسة، فكيف سيحل مشكلة الصحة؟ وهل على المرأة الحامل أن تؤجل ولادتها ريثما يتيسر لها العودة إلى بلدها الأم؟ بلدية يوتيبوري التي يحكمها الحمر الخضر استبقت مشروع القانون الحكومي، وقررت أن الموظفين لن يفقدوا وظائفهم إذا لم يبلغوا عن المقيمين غير الشرعيين. فتح قرار البلدية النار عليها من قبل قناة ريكس التابعة لـSD، حيث اتهمتها القناة بأنها تشجع الموظفين على أن يصبحوا مجرمين، لأن مخالفة القانون في حال إقراره ستصبح جريمة. إما مخبرون أو مجرمون، خياران يضعهماSD للموظفين جارّاً وراءه حزب المحافظين العريق وأحزاب الحكومة الأخرى. يتخلى المحافظون عن سياسة القلب المفتوح تجاه المهاجرين التي كان فريدريك راينفلد أطلقها حين كان رئيساً للوزراء في العام 2014 لتحل محلها سياسة الأبواب المغلقة والتضييق حتى على من يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة. يتفق السويديون على أن قضية المقيمين غير الشرعيين مشكلة عويصة في البلاد، غير أن حلها في رأي غالبيتهم لا يكون بتحويل الناس إلى مخبرين على بعضهم وبالقوة. ثمة ربما سبل أخرى تلائم صورة السويد كبلد يفتح قلبه قبل أن يفتح عينيه.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.