عواصف من الثلج والرياح والعنصرية

: 3/8/23, 4:50 PM
Updated: 3/8/23, 4:50 PM

العاصفة الثلجية تنتقل من جنوب السويد والغرب وتحط رحالها في العاصمة ستوكهولم. حيث غطّت طبقة كثيفة من الثلوج صباح المدينة، وأثرت على حركة النقل والحياة اليومية لسكانها.
وأدّى الطقس العاصف إلى فوضى عارمة أصابت خطوط الباصات بالشلل، وأخّرت قطارات المدينة ومترو الأنفاق. كما شهد تطبيق شركة النقل في ستوكهولم SL مشاكل تقنية عطّلته عدة مرات صباحا، ما أثر على مستخدمي النقل العام. ودعت الشركة سكان المدينة إلى العمل من منازلهم.
ورغم أن الكثيرين اختاروا العمل عن بعد، فإن النقل العام شهد زحمة ركاب، معظمهم من المضطرين للذهاب إلى أماكن عملهم. الرياح القوية والتساقط الكثيف للثلوج أعاق عمل الجرافات على الطرقات، وكذلك في ممرات المشاة والدراجات. وسجلت الشرطة أكثر من 90 حادث سير ليل أمس في مناطق مختلفة نتيجة الطقس العاصف، فيما لم تسجل ستوكهولم حوادث كبيرة تذكر. هيئة الأرصاد الجوية كانت قد أصدرت تحذيرا من قوة الثلوج والرياح في ستوكهولم ومحيطها. وبينما انحسرت شدّة العاصفة في المناطق التي ضربتها أمس، يتوقع أن تخفّ حدتها في ستوكهولم أيضا مع حلول ساعات المساء.

ومن عاصفة الطقس إلى المواقف السياسية العاصفة. وفي موقف مخالف للموقف التركي الرسمي، أعلن أمين عام حلف الناتو أن حرق المصحف يجب ألا يؤثر على انضمام السويد.
وقال للتلفزيون السويدي إن الاتفاق التركي مع فنلندا والسويد، لم يتضمن مسألة حرق المصحف.
ينس ستولتنبيري، كشف أنه ناقش الأمر في تركيا، وتحدّث عن وجود وجهات نظر مختلفة.
وقال ” هناك دول تمنع مثل هذه الأمور، لكن لا يمكنك أن تمنع كل شيء لا يعجبك”. مضيفاً أن هناك كثيراً من القضايا، التي قد تعتبر مستفزة أو مسيئة، لكنها يجب أن تبقى قانونية”. أمين عام الناتو عقد جولة لقاءات في السويد، أشاد خلالها بالدعم الكبير الذي تقدمه لأوكرانيا. ستولتنبيري قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحضّر لشنّ هجوم جديد، ويحاول الحصول على مزيد من الأسلحة لحربه في أوكرانيا. وأكد أن الحلف الأطلسي متحد، وأقوى من أي وقت مضى، على عكس ما أراد بوتين.


اهتمام السويديين بالطقس العاصف، والأزمات المعيشية، لم يمنع حزب ديمقراطيي السويد، من شنّ حملة عنصرية جديدة. واختار SD من رفع أذان المساجد منطلقاً هذه المرة، لإعادة التذكير بتوجهاته. فقد طالب حساب الحزب الرسمي، على تويتر، بإقرار حظر شامل لرفع أذان الصلاة في كل السويد. وأرفق الحزب تغريدته بصورة، فيها جامع ومئذنة، وكتب عليها أن أذان الصلاة لا ينتمي الى السويد. وقال إن مطلبه يضمن حق الناس بالتحرر من الدعاية الدينية في الأماكن العامة. التغريدة لقيت تفاعلاً وانتقادات. وزيرة الحزب الاشتراكي السابقة، أنيكا ستراندهيل، هاجمت الحزب بتعليق. وتساءلت عما إذا كان SD ينوي أيضا حظر أجراس الكنائس. فلم تسلم من هجوم مؤيدي الحزب العاديين منهم كما أعضاء البرلمان.

يبدو أن وسط مالمو الشاسع، ضاق بالأكاديمية الإسلامية. فرغم توافر الأماكن الفارغة، لم تجد الجمعية من يمنحها عقد إيجار. وسحبت جمعية سكنية موافقتها الأولية، على منح عقد إيجار لمقرّ الأكاديمية، وذلك بعد تغيير مجلس إدارتها.
وتسرّب أن الأمر جاء بعد لقاء عاصف تخلله خطاب عنصري معادٍ للمسلمين. الموافقة الشفهية تعد ملزمة وفق القانون، غير أن الإدارة الجديدة تكتفي بالرفض. رئيسة الجمعية اعتبرت أن الأمر مرتبط بالتمييز والكراهية ضد المسلمين. وقالت إن هناك من يريد أن يبقى الإسلام في الضواحي، بعيدا عن وسط المدينة.
قانون التمييز، مخصص للأفراد، ولا يشمل الجمعيات، كما تقول خبيرة قانونية، مشيرة إلى أن القضية ليست منعزلة بل تتكرر مع جمعيات أخرى. تغيير قانون مكافحة التمييز ليشمل الجمعيات، يشكل مسألة سياسية. وتغييره حاليا، لا يبدو مطروحاً.

بعيداً عن الكراهية والعواصف، تحتفل المرأة في الثامن من مارس، من كل عام، بيومها العالمي.
الكومبس تمنح، وللعام الثاني على التوالي، جائزة تكريمية مخصصة لصوت نسائي برز في المجتمع السويدي.
واختارت لجنة التحكيم هذا العام، سونيا سوداني، المربية والأستاذة ومؤسسة جمعية لغتي.

سونيا ساهمت في القضايا التي تعزز الاندماج في السويد.
وزادت فرص النساء والأطفال الوافدين حديثاً، للمشاركة في المجتمع السويدي. وذلك سواء من خلال التدريس والإرشاد الدراسي، أو الأنشطة في مجال الرياضة والحرف والثقافة.
وخلال كل عملها، حافظت سونيا على هويتها الثقافية، فتحولت إلى مصدر إلهام لكثيرين وكثيرات.

الكومبس تهدف من خلال الجائزة إلى تعزيز الصوت النسائي في قضايا الاندماج. ويتم اختيار الفائزة سنويا من قبل هيئة التحرير.

الحقوق محفوظة: عند النقل أو الاستخدام يرجى ذكر المصدر

الكومبس © 2023. All rights reserved