الحسابات الوهمية

فضيحة SD تهز السويد

: 5/14/24, 3:13 PM
Updated: 5/15/24, 1:04 PM

فضيحة الحسابات الوهمية لـSD تثير ضجة في السويد. برنامج التحقيقات في تي في فيرا Kalla faktaكشف في جزء ثان اليوم أن الحزب يدير مجموعة من الحسابات الوهمية على وسائل التواصل لبث دعاية مضللة ضد المهاجرين وخصومه السياسيين، بل حتى ضد حلفائه في الحكومة. عدد متابعي هذه الحسابات وصل إلى 260 ألف متابع. مصدر المعلومات صحفي عمل متخفياً في قسم الاتصالات التابع للحزب لعدة أشهر وخرج بما يمكن اعتبارُه فضيحة.

الحزب يدير مصنعاً للحسابات الوهمية، يقول فيها ما لا يستطيع قولَه علناً. يشوه صورة المهاجرين ويحرّف كلامَ خصومِه ليُظهر أن التنوع الذي تنادي به أحزاب المعارضة دمّر السويد، بل إنه يقتطع أجزاءً من حديث زعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون، معطياً الانطباع بأنها تتحدث عن تدمير البلاد.

ذهب الحزب أبعد من ذلك متلاعباً بالسلم الأهلي عبر تحريض المهاجرين على العنف. موظفون انتحلوا أسماءً عربية لمخاطبة سكان الضواحي وتحريضهم على الاشتراكيين الديمقراطيين عبر نشر دعايةٍ تقول إن “الاشتراكيين يخطفون أطفالنا”. بل إنهم خططوا لنشر رسالة مفادها أن “الاشتراكيين يخذلوننا وعلينا أن نقاومهم بالعنف”. يضرب SD بذلك أكثر من حجر: تشويهُ المعارضة لدى المهاجرين، ودفعُ المهاجرين للصدام مع المجتمع فتصح بذلك الصورة التي يريد نشرَها عنهم.

لم توفر حسابات SD الوهمية أحداً. استهداف متكرر لأحزاب المحافظين والليبراليين والمسيحيين الديمقراطيين، شركائِه في اتفاق تيدو الذي قال محللون إنه قد يتصدّع بعد كشف الفضيحة.

يتريث المحافظون في رد الفعل ويكتفي رئيس الحكومة ووزراؤها حتى الآن باعتبار المعلومات خطيرة، ودعوة رئيس الحزب جيمي أوكيسون إلى تحمل المسؤولية. في حين تطالب المعارضة بالتحقيق وعقد اجتماع طارئ لرؤساء الأحزاب.

التحقيق كشف أن الحسابات الوهمية تتم بعلم جيمي أوكيسون نفسِه، بل إنه معجبٌ كثيراً بما ينتجه قسم الاتصالات في الحزب.

يموّل SD هذه الحملات من صندوقه الخاص وهو الذي يتلقى كغيره من الاحزاب دعماً من أموال ضرائب السويديين، وللمفارقة فإن الضرائب تتضمن أموال المهاجرين أيضاً.

فضيحة مدوية وصفعة للديمقراطية في البلاد، هكذا وصف كتّاب رأي في الصحف السويدية ما يقوم به ثاني أكبر الأحزاب حسب نتائج الانتخابات. فإلى أين يأخذ SD السويد؟ وهل سيغضب أولف كريسترشون أخيراً أم أن لحسابات البقاء في السلطة حديث آخر؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.