قلق سويدي من موجة غضب عارمة

: 7/21/23, 5:36 PM
Updated: 7/21/23, 5:37 PM

موجة الغضب تتصاعد ضد السويد بعد الإساءة للمصحف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم أمس. دول عربية وإسلامية عدة استدعت سفراء ستوكهولم لإبلاغهم الاحتجاج. وفيما أعلنت الخارجية السويدية إجلاء كامل طاقم سفارتها في العراق لأسباب أمنية، استدعت وزارة الخارجية السعودية القائم بالأعمال السويدي في الرياض، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة، مطالبة بإجراءات فورية لوقف الأعمال التي وصفتها بـ”المشينة”. وفي طهران، استدعت الخارجية الإيرانية أيضا سفير السويد واعتبر متحدث باسمها أن “ستوكهولم تتحمل مسؤولية تداعيات استفزاز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم”. تركيا أدانت ما وصفته بـ”التدنيس الوضيع” للمصحف في ستوكهولم، وطالبت السويد باتخاذ “إجراءات رادعة لمنع جرائم الكراهية ضد الإسلام”. فيما أجرى وزير الخارجية التركي سلسلة اتصالات هاتفية مع نظرائه من عدة دول عربية، لمناقشة التدابير المشتركة ضد الإسلاموفوبيا في أوروبا. المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة علق على التطورات التي جرت أمس بين السويد والعراق، واعتبر أن “تدنيس الكتب المقدسة وأماكن العبادة أمر غير مقبول”. فيما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي تدنيس نسخة من المصحف، معتبراً أنه عمل استفزازي لا يمكن تبريره بحرية التعبير. وأصدرت مؤسسة الأزهر بياناً شديد اللهجة، داعية جميع الشعوب العربية والإسلامية للاستمرار في مقاطعة المنتجات السويدية. وخرجت مظاهرات حاشدة في عدد من الدول بينها لبنان بدعوة من حزب الله. كما انطلقت عدة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي في دول عربية عدة تطالب بطرد سفراء السويد، ومقاطعتها اقتصادياً.

فيما تتصاعد موجة الغضب ضد السويد، وجهت الشرطة السويدية شبهة ارتكاب جريمة كراهية لسلوان موميكا الذي أساء للمصحف أمام السفارة العراقية أمس. وتتهم الشرطة موميكا بالتحريض ضد مجموعة من البشر بعد تجاوزه انتقاد الدين إلى توجيه إهانات لأتباع الدين. وهذا هو البلاغ الثاني ضد موميكا، بعد أن وجهت له الشرطة الشبهة نفسها إثر إقدامه على حرق المصحف أمام مسجد ستوكهولم الكبير أول أيام عيد الأضحى. وكان المليشيوي السابق موميكا اتهم المسلمين حينها بأنهم خطرون وقتلة. في حين وجه أمس إهانات للتجمع الذي قابله بصيحات الاستهجان. ويطالب العراق ستوكهولم بتسليم مواطنه اللاجئ في السويد، بعد إصداره مذكرة توقيف دولية بحقه. وفي السويد، تتزايد وقفات التعريف بالإسلام وجمع التبرعات لبناء المساجد، فيما أدان مجلس الإفتاء السويدي بشدة الاعتداء على السفارة السويدية في بغداد، كما دعا إلى اعتقال وإدانة من قام بإهانة المصحف وشتم المسلمين في ستوكهولم. ورفض المجلس في بيان صحفي تبرير حرق المصحف المتكرر بالاعتماد على قانون الحريات، مؤكداً أن “حفظ الأمن ومشاعر 10 بالمئة من أهل السويد، يجب ألا يغيب عن حساب صناع القرار في البلد”.

التطورات الأخيرة أثارت حالة من القلق الشعبي والاقتصادي في السويد. خبراء وأكاديميون أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية اتخاذ ردود الفعل طابعاً أكثر خطورة مع توسعها، ما يهدد مصالح السويد السياسية والاقتصادية والأمنية، وكذلك يهدد مواطنيها. ودعا الخبراء إلى التحرك لمواجهة تدهور علاقات السويد بالعالم الإسلامي، واصفين الأزمة بالـ”خطيرة جداً”، وداعين إلى إعادة التفكير في كيفية تعامل الشرطة مع تصاريح التجمعات العامة حيث يتم حرق الكتب الدينية. الخبراء طالبوا أيضاً بإجراء نقاش أعمق مع الجمعيات الإسلامية في السويد، لتأثيرها على المسلمين في السويد والخارج. الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة غرب السويد قال إن الوضع الذي تواجهه الشركات السويدية “حساس”، مؤكداً أهمية أن تدين السويد حرق الكتب المقدسة وتشير إلى أن غالبية الشعب السويدي ترى أنه “من الغباء حرق الكتب المقدسة”. وأعرب عن قلقه من انتشار موجة الاحتجاج إلى بلدان أخرى، وخصوصاً السعودية لأنها أكبر شريك تجاري للسويد في الشرق الأوسط.

في ديسمبر من العام 2002، خرجت الشابة مروة عجوز البالغة من العمر 18 عاماً من منزلها في مالمو، ولم تعد إليه. بعد عشرة أشهر على اختفائها، وجد أشخاص كانوا يبحثون عن الفطر البري، رأسها مقطوعاً في غابة قريبة من المدينة. استغرق الأمر 15 عاماً أخرى، قبل العثور على جسدها قرب موقع بناء في العام 2017، ليبدأ عمل الطب الشرعي، في فحص الأدلة، ومحاولة العثور على مرتكب الجريمة المرعبة. خبراء الطب الشرعي استنتجوا أنها أصيبت برصاصة في رقبتها، ما فتح الباب أمام الشرطة لتحديد المشتبه به في قتلها. وفي العام 2022، قبضت الشرطة على صديق مروة السابق، واتهمته بقتلها. كما أكد شهود عيان أن المشتبه به اعترف لهم بتورطه في الجريمة. وكان الرجل متورطاً في عدة جرائم صغيرة عند اختفائها، بينها ما يتعلق بالمخدرات. الادعاء العام وجه للمتهم اليوم، وبعد 20 عاماً على مقتل مروة، تهماً رسمية بقتلها بإطلاق النار قبل تقطيع الجثة وإخفائها. وينكر المتهم جميع التهم، بينما من المقرر أن تبدأ محاكمته قريباً في محكمة مالمو.

أسد مزعوم يحبس سكاناً في العاصمة الألمانية برلين في بيوتهم. يومان من العمليات المكثفة للسلطات الألمانية في جنوب برلين، استعانت خلالها بالمروحيات وفرق صيد خاصة، لمطاردة الأسد المزعوم قبل أن تكتشف اليوم الحقيقة، في قصة تصلح سيناريو لفيلم كوميدي. السكان رصدوا حيواناً مفترساً، قيل إنه أسد أو لبوة، وانتشرت صور ومقاطع فيديو بعيدة، الأمر الذي سبب حالة من الهلع ودفع الشرطة إلى حث السكان على البقاء داخل منازلهم، خوفاً من هجمات الحيوان المفترس. اليوم أعلنت الشرطة وقف عملياتها لمطاردة الحيوان، بعدما تبيّن أن هدف المطاردة، لم يكن أسداً إنما خنزير برّي، كما تعتقد. القصة حظيت بتغطية واسعة في ألمانيا والعالم، كما ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي التي انتظرت طويلاً العثور على الأسد المزعوم.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.