ما بعد الزلزال

: 2/7/23, 2:16 PM
Updated: 2/7/23, 2:16 PM

هزة ورجّة في الأرض، لمدة قد لا تتجاوز الدقيقة، تقلب المباني وتنشر الموت والدمار، فما بعد دقائق الزلزال ليس كما قبله، دقائق كفيلة بتذكير الإنسان بضعفه أمام إرادة الطبيعة، ولكنها دقائق كفيلة أيضا بشحن البشرية بقوة جديدة من الشعور الإنساني وضرورة التعاطف والتآزر مع المنكوبين مهما تكون جنسياتهم وأشكالهم.
مساعدات دولية وصلت أو في طريقها إلى مناطق الكوارث، أصوات تنادي بتخفيف الحصار عن سوريا التي يعاني أهلها من قلة الوقود والمواد الأساسية، وأصوات تذكر بمآسي السكان في مناطق المعارضة.
منظمات دولية لها عادة خطط مسبقة للطوارئ بدأت أيضا بتفعيل نشاطاتها.
زلزال تركيا أودى بضحايا كثر ليس في تركيا فقط، بل في سوريا أيضا، فالزلازل لا تحتاج إلى جوازات مرور ولا تطلب الإذن من سلطات الدول لكي تنشر هزاتها وارتداداتها.
زلزال تركيا ذكر أيضا الشعب السوري المقسم بين معارضة ونظام، بأنه شعب واحد عليه أن يتحد بالأزمات وأن العائلات المنكوبة موزعة على طرفي حدود جديدة رسمها الاقتتال والمصالح الإقليمية والدولية.
ما بعد الزلزال تحصي الدول حجم الخراب وعدد الضحايا، في كل ساعة تتحدث الأرقام وتزيد بالمئات، ومازالت صرخات العالقين تحت الأنقاض خاصة في الشمال السوري تتعالى من تحت الأنقاض، فرق الإنقاذ تحاول ما بوسعها، لكن هل تكفي الأيدي أمام غياب الآليات. هناك توقعات متشائمة تتحدث عن 29 ألف ضحية في سوريا وتركيا يمكن أن يكون الزلزال قد حصدهم
ما بعد الزلزال تكثر المبادرات الإنسانية، الجميع يريد أن يساعد أن يقدم أي شيء ويتقاسم حتى القليل الذي عنده، الجاليات العربية وغير العربية والشعب السويدي، الجميع يقدم أمثلة رائعة عن التضامن الإنساني
ما قبل الزلزال ليس كما بعده ولكن هل يستفيد الإنسان من دروس الكوارث لكي يقترب أكثر من إنسانيته؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.