ما دور “سلبية” المهاجرين في تمدد اليمين المتطرف بالسويد؟

: 10/28/22, 4:51 PM
Updated: 10/28/22, 4:51 PM

وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في السويد يكشف عن واقع أكثر تعقيداً من تصريحات بعض سياسييه العنصرية بشكل واضح. من شكر سياسي مهاجر للبيض في السويد، إلى دعاية نازية صريحة تحذّر من الاختلاط بين الأعراق وترحب بظهور هتلر حديد، مواقف تكشف عن حجم تغلل العنصرية والنازية بين صفوف حزب ديمقراطيي السويد SD رغم كل محاولات الحزب في نفي التهمة عن نفسه والتصرف كحزب عادي نجح في الانتخابات.

ليست الخطورة الأكبر، كما يبدو، في إجراءات يفرضها الحزب على سياسة الحكومة بخصوص الهجرة والاندماج، بل في تأثير أفكارٍ كهذه على مجمل المجتمع المنقسم أصلاً بين مهاجر وسويدي أصيل.

يبدو هؤلاء بتصريحاتهم وكأنهم رأس جبل جليدي يخفي تحت السطح قاعدة لا يُعرف حجمها من حركات نازية وفاشية لم تجد فرصة للتعبير عن نفسها بوضوح بعد.

إزاء ذلك يزداد القلق بين المهاجرين على مستقبل البلاد وإمكانية العيش فيها. لا يختص بذلك الشرق أوسطيون كما يحلو للبعض تصويره، بل إن صورة السويد كبلد كاره للأجانب بدأت تتشكل عند كثير من المهاجرين القادمين من مناطق مختلفة كالهند والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية.

صحيفة “ذا لوكال” السويدية الناطقة بالإنجليزية كشفت مؤخراً عن نتائج استطلاع أجرته بين متابعيها من الأجانب. الاستطلاع يظهر أن أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في البلاد بعد تولي الحكومة اليمينية الجديدة الحكم. في حين اعتبر سبعة وخمسون بالمئة منهم أن السويد بلد عنصري كاره للأجانب.

ليس الاستطلاع دراسة علمية، غير أن الأرقام تمثل مؤشراً على واقع بدأ يتشكل في البلاد، حين يشعر بعض سكانها أنه لم يعد مرحب بهم.

لا يمثل “إس دي” غالبية السويديين، غير أن التقدم الذي حققه خلال عشر سنوات يدق ناقوس الخطر في اتساع رقعة شعبية اليمين المتطرف، خصوصاً أن أشقاءه يتقدمون في أكثر من دولة أوروبية، بما يشجع الحركات الفاشية التي ما زالت صغيرة على التعبير عن نفسها بشكل أوضح.

وبين فكر ديمقراطي حديث، وآخر ماضوي منغلق، ينشب صراع في أوروبا، ليست السويد استثناء منه. وإزاء هذا الصراع يبدو دور المهاجرين أكثر سلبية في الدفاع عن أنفسهم وعن القيم الديمقراطية التي تحميهم، أو في مناصرة قوى اجتماعية أو سياسية تشاركهم القيم.

أحد أكثر الأمثلة تعبيراً عن الحالة السلبية تبدى في انتخابات السويد الأخيرة. نسبة التصويت في بعض المناطق الضعيفة التي يشكل المهاجرون غالبية سكانها وصل إلى خمسين بالمئة في حين تجاوزت النسبة في عموم البلاد الثمانين بالمئة.

عوامل كثيرة ربما تبعد المهاجرين عن المشاركة السياسية، غير أن نبرة الاستسلام واليأس من صعود اليمين المتطرف هي ربما أكثر ما تحتاجه هذه الأحزاب كي تتقدم أكثر، لتدفع المهاجرين إلى اغتراب جديد.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.